منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 58
المختار السادس و الثلاثون من كتاب له عليه السلام الى عقيل بن ابى طالب فى ذكر جيش أنفذه الى بعض الاعداء، و هو جواب كتاب كتبه اليه
فسرّحت إليه جيشا كثيفا من المسلمين، فلمّا بلغه ذلك شمّر هاربا، و نكص نادما، فلحقوه ببعض الطّريق و قد طفّلت الشّمس للإياب، فاقتتلوا شيئا كلا و لا، فما كان إلّا كموقف ساعة حتّى نجا جريضا بعد ما أخذ منه بالمخنّق، و لم يبق منه غير الرّمق فلأيا بلأى ما نجا فدع عنك قريشا و تركاضهم في الضّلال و تجوالهم في الشّقاق و جماحهم في التّيه، فإنّهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول اللّه «صلّى اللّه عليه و آله» قبلي، فجزت قريشا عنّي الجوازي، فقد قطعوا رحمي، و سلبوني سلطان ابن أمّي.
اللغة:
(سرحت): أرسلت، (كثيفا): متراكما كثيرا، (شمّر): هيّأ، (نكص): رجع إلى عقبه، (طفّلت) الشمس بالتشديد: إذا مالت للمغيب، (الجريض): أى غصّ ريقه من شدّة الجهد و الكرب، و حكى عن الاصمعي، و يقال: هو يجرّض نفسه: أى يكاد يموت، (المخنّق) بالتشديد: موضع الخنق في الحيوان من عنقه، (الرّمق): بقية النفس و الرّوح، (اللأى): الشدّة و العسر و قيل: البطء، (الاجماع): تصميم العزم، (الجوازى): جمع جازية كالجوارى جمع جارية و هى أنواع العقاب للنفوس السيئة.
الاعراب:
هاربا: حال، كلا و لا: ظرف مستقر في محلّ النصب لأنه صفة لقوله «شيئا» و معناه قليلا و قليلا، كموقف ساعة: مستثنى مفرغ في محلّ الاسم لقوله (كان)
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 59
و هو فعل تامّ لا خبر له، جريضا: حال من فاعل نجا، لأيا: مصدر منصوب قائم مقام الحال، أى نجا مبطئا و العامل في المصدر محذوف اى أبطأ إبطاء و ما زائدة و بلأى: جار و مجرور متعلق بقوله لأيا أى لأيا مقرونا بلأى، تركاضهم عطف على قريشا و معناه شدّة العدو و كذا تجوالهم، الجوازي: فاعل جزت.
قال الشارح المعتزلي في «ص 151 ج 16 ط مصر»: هذه كلمة تجرى مجرى المثل، تقول لمن يسيء إليك و تدعو عليه: جزتك عنّى الجوازي، أى أصابتك كلّ سوء و مجازاة تقدر لعملك.
المعنى:
أشار السيد الرضى رحمه اللّه أنّ كتابه عليه السّلام هذا جواب عن كتاب كتبه إليه عقيل، و الظاهر أنّه أخوه عقيل بن أبى طالب و لم يذكر الشّراح أنّ عقيلا من أيّ بلد كتب إليه كتابه هذا، و يشير جوابه عليه السّلام إلى أنّ كتاب عقيل يتضمّن بيان أحد من الغارات الّتي وجّهها معاوية إلى أطراف حكومته في أيّام الهدنة السنوية المقرّرة بعد صلح صفيّن، و أنّ عقيلا تعرّض في كتابه لبيان اضطراب حكومته و إعراض عامّة قريش عنه عليه السّلام، فيريد استبطان رأيه في إدامة الحرب مع مخالفيه بعد قلّة أنصاره و اضطراب أطراف حكومته في أثر غارات معاوية و قتل كثير من شيعته، و أجابه عليه السّلام بتسريح الجيش في أثر المغير و الضّغط عليه إلى أن نجا برمق من حياته.
فيحتمل أن يكون كلامه هذا ناظرا إلى إغارة بسر بن أرطاة على نواحى جزيرة العرب من الحجاز و اليمن و اليمامة فانّها أشدّ الغارات و أنكاها و أكثرها قتلا لشيعة عليّ عليه السّلام و أوقعها محلا في قلوب أنصاره، و قد أشار إلى ذلك الشارح المعتزلي «ص 148 ج 16 ط مصر» حيث يقول بعد ذكر المكتوب: قد تقدّم ذكر هذا الكتاب في اقتصاصنا ذكر حال بسر بن أرطاة و غارته على اليمن في أوّل الكتاب.
و لكن لم نعثر في التواريخ على محاصرة جيش عليّ عليه السّلام بسرا على هذا
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 60
الوجه الّذي يشعر به هذا الكتاب، بل ذكروا أنّه لمّا بلغ إليه عليه السّلام إغارة بسر على المدينة و مكّة المكرّمة و قتله لشيعته و ذبحه لا بنى عبيد اللّه بن عباس عامله على اليمن، خطب أهل الكوفة و أكثر من ذمّهم و تأبينهم، فأجابه حارثة بن قدامة السعدي فرحّب عليه السّلام به و سرّحه في ألفى رجل من الفرسان، و لمّا سمع بسر في اليمن تسريح الجيش من الكوفة خاف و هرب إلى نجران و كان يستخير من جيش حارثة و يهرب من لقائهم هنا و هنا حتّى رجع إلى الشّام.
نعم حكى عن ابن أعثم الكوفي أنّه لمّا بلغ بسر إلى أرض اليمامة زحف في عقبه عبيد اللّه بن عباس في ألف فارس حتى لقيه و حارب معه و قتله.
و قد تعرّض عليه السّلام في جواب كتاب عقيل لامور:
1- إظهار البسالة من قبل المسلمين في تعقيب المعتدي و ضعفه قبال جيش المسلمين بحيث صار موردا للحملة عند التلاقي مع القرب من غروب الشمس فلم يقدر على المقاومة ليلة واحدة، قال الشارح المعتزلي «ص 149 ج 16 طبع مصر»: و الطفل بالتحريك بعد العصر حين تطفل الشمس للغروب- إلى أن قال-:
و قال الراوندي «عند الاياب» عند الزوال و هذا غير صحيح لأنّ هذا الوقت لا يسمّى طفلا، ليقال إنّ الشمس قد طفلت فيه.
2- أنه لا يتوجّه إلى نصرة قريش له و لا يعبأ بمخالفتهم و أنهم كلّا يركضون في الضّلال و يجولون في الشقاق معه في تيه من الطريق و أنّهم أجمعوا على حربه كإجماعهم على حرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و دعا عليهم بقوله: «جزت قريشا عنّى الجوازي» و شكى منهم أنهم قطعوا رحمه و سلبوه سلطان ابن امّه، قال الشارح المعتزلي «ص 151 ج 16 ط مصر»: و سلطان ابن امّي يعني به الخلافة، و ابن امّه هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، لأنّهما ابنا فاطمة بنت عمرو بن عمران بن عائذ بن مخزوم امّ عبد اللّه و أبى طالب، و لم يقل سلطان ابن أبي، لأنّ غير أبي طالب من الأعمام يشتركه في النسب إلى عبد المطلب.
الترجمة:
ترجمه از نامه اى كه بعقيل در باره اعزام قشون به برخى دشمنان نوشته در پاسخ نامه وى:
من قشونى انبوه از مسلمانان را بسوى او گسيل داشتم، و چون اين قشون به وى رسيد براى گريختن كمر را تنگ بربست و با پشيمانى فراوان بدنبال برگشت، قشون به تعقيب او پرداخت و در نيمه راهش دريافت و خورشيد بدامن مغرب سرازير شده بود جنگى ناچيز در ميانه در گرفت و با نبردى اندك كه باندازه ايست ساعتى بود شكست خورده، نيمه جانى با رنج فراوان از معركه بدر برد، چون گلو گير شده بود و جز رمقى بر تن نداشت و بكندى و سختى خود را نجات داد.
ياد قريش را از نهاد بدر كن كه دو سپه بوادى گمراهى مى تازند و در ميدان تفرقه اندازى جولان مى زنند و خود را به گمگاه شقاوت پرتاب مى نمايند، راستى كه همگى تصميم دارند با من پيكار كنند چنانچه همه تصميم داشتند تا با رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله پيش از من پيكار كردند، هر گونه كيفر و سزا بر قريش باد كه براستى با من قطع رحم كردند و از من بريدند و خلافت همزاد و پسر مادرم را از من باز گرفتند.
افزودن دیدگاه جدید