منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 379
و قد أتاني كتاب منك ذو أفانين من القول ضعفت قواها عن السّلم، و أساطير لم يحكها منك علم و لا حلم، أصبحت منها كالخائض في الدّهاس، و الخابط في الدّيماس، و ترقّيت إلى مرقبة بعيدة المرام، نازحة الأعلام، تقصر دونها الأنوق، و يحاذى بها العيّوق. و حاش للّه أن تلى للمسلمين بعدي صدرا أو وردا، أو أجرى لك على أحد منهم عقدا أو عهدا، فمن الان فتدارك نفسك و انظر لها، فإنّك إن فرّطت حتى ينهد إليك عباد اللّه أرتجت عليك الأمور، و منعت أمرا هو منك اليوم مقبول، و السّلام. (71656- 71481)
اللغة:
(أغدفت) المرأة قناعها: أرسلته على وجهها، (الأفانين): الأساليب المختلفة، (الأساطير): الأباطيل واحدها اسطورة بالضمّ و إسطارة بالكسر، (الدهاس): المكان السهل دون الرمل، (الديماس) بالكسر: المكان المظلم و كالسراب و نحوه.
(المرقبة) موضع عال مشرف يرتفع إليه الراصد، (الأنوق) بالفتح: طائر و هو الرخمة أو كارها في رءوس الجبال و الأماكن الصعبة البعيدة، (العيّوق): نجم فوق زحل، (تنهد): ترفع، (ارتجت): اغلقت.
الاعراب:
ذو: صفة للكتاب، أساطير: عطف على أفانين، لم يحك: مضارع مجزوم من حاك يحوك و حوك الكلام صنعته و نظمه، تقصر دونها: جملة حاليّة.
المعنى:
4- و انتهى عليه السّلام كتابه إلى التأكيد في منعه عن تصدّي الخلافة، فقال عليه السّلام (و حاش للّه أن تلي للمسلمين بعدي صدرا أو وردا، أو أجرى لك على أحد منهم عقدا أو عهدا).
و هذا تصريح ببعده عن الخلافة إلى حيث دونها الأنوق و يحاذي بها العيّوق.
و أنذره من سوء عاقبة إصراره على التمرّد و الطغيان بقوله عليه السّلام: (فانّك إن فرّطت حتّى ينهد إليك عباد اللّه ارتجت إليك الامور- إلخ).
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 382
الترجمة:
نامه اى از تو بمن رسيد كه سرتاسر سخن بافيها و دگرگونيها داشت، منطق درست و خير خواهى در آن سست بود و بمانند افسانه هائى بود كه از دانش و بردبارى در نگارش آن بهره اى نبود، بمانند مردى شدى كه از خاك تيره گوهر جويد و در تاريكى شب خار بر آرد، و گام فرا مقامى برداشتى كه بسيار از تو دور است، و نشانه اش ناجور، كركس را بدان ياراى پرواز نيست و با ستاره عيّوق دمساز است. پناه بر خدا كه تو فرمانروا بر مسلمانان گردى و پس از من در خرد و درشت كار آنها مداخله كنى يا من در اين باره براى تو بر يكتن از آنان قرار و تعهّدى امضاء كنم. از هم اكنون خود را درياب و براى خويش چاره انديش، زيرا اگر كوتاه آئى تا بندگان خدا بر سر تو آيند كارها بر تو دشوار گردد و درهاى نجات بروى تو بسته شوند و از آن مقامى كه امروزه از تو پذير است با زمانى، و السّلام.
افزودن دیدگاه جدید