منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 384
المختار السادس و الستون و من كتاب له عليه السّلام الى قثم بن العباس، و هو عامله على مكة:
أمّا بعد، فأقم للنّاس الحجّ، و ذكّرهم بأيام اللّه، و اجلس لهم العصرين فأفت المستفتى، و علّم الجاهل، و ذاكر العالم، و لا يكن لك إلى النّاس سفير إلّا لسانك، و لا حاجب إلّا وجهك، و لا تحجبنّ ذا حاجة عن لقائك بها، فإنّها إن ذيدت عن أبوابك في أوّل وردها لم تحمد فيما بعد على قضائها. و انظر إلى ما اجتمع عندك من مال اللّه فاصرفه إلى من قبلك من ذوى العيال و المجاعة، مصيبا به مواضع الفاقة [المفاقر] و الخلّات، و ما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسمه فيمن قبلنا. و مر أهل مكة أن لا يأخذوا من ساكن أجرا، فإنّ اللّه سبحانه يقول: «سواء العاكف فيه و الباد» فالعاكف: المقيم به، و البادي الذي يحجّ إليه من غير أهله، وفّقنا اللّه و إيّاكم لمحابّه، و السّلام. (71868- 71742)
اللغة:
(ذيدت): منعت، (ورد): دخول الغنم و البعير على الماء للشرب، (المفاقر) الفقر جمع فقور و مفاقر: ضدّ الغنى و ذلك أن يصبح الإنسان محتاجا أو ليس له ما يكفيه- المنجد- (الباد): مخفّف البادي ساكن البادية.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 385
الاعراب:
بأيّام اللّه: الباء للتعدية تأكيدا، فأفت: أمر من أفتى يفتي، لك: ظرف مستقرّ خبر لقوله «و لا يكن»، إلى الناس: ظرف متعلّق بقوله «سفير» و هو اسم لا يكن، إلّا لسانك: مستثنى في كلام تامّ منفي يجوز فيه النصب و الإتباع للمستثنى منه و هو قوله «سفير» فانّه يفيد العموم لتقدّم النفي عليه و يحتمل كون الاستثناء منقطعا بدعوى عدم دخول اللسان و الوجه في مفهوم السفير و الحاجب.
قال الشارح المعتزلي «ص 31 ج 18»: و روى «و لا يكن إلّا لسانك سفيرا لك إلى الناس» بجعل «لسانك» اسم كان مثل قوله (فما كان جواب قومه إلّا أن قالوا) و الرواية الاولى هى المشهورة، و هو أن يكون «سفيرا» اسم كان و «لك» خبرها، و لا يصحّ ما قاله الراوندي: إنّ خبرها «إلى الناس»، لأنّ «إلى» هاهنا متعلّقة بنفس «سفير» فلا يجوز أن تكون الخبر عن «سفير» تقول: سفرت إلى بني فلان في الصلح، و إذا تعلّق حرف الجرّ بالكلمة صار كالشيء الواحد.
أقول: و أضعف ممّا ذكره الراوندي ما ذكره ابن ميثم «ص 217 ج 5» «و إلّا للحصر و ما بعدها خبر كان» فانّه إنّما يستقيم على كون الاستثناء مفرّغا و قد عرفت أنّه تامّ على الرواية المشهورة و على ما ذكره الشارح المعتزلي من- الرواية الغير المشهورة فالاستثناء مفرّغ و لكن «لسانك» اسم كان لا خبره.
و قال ابن ميثم في الصفحة التالية: و روى «مواضع المفاقر» و الاضافة لتغاير اللفظين.
أقول: قد جعل في «المنجد» المفاقر جمع الفقر فالإضافة معنويّة تفيد التخصيص و الفرق المعنوي بين المضاف و المضاف إليه جلي.
المعنى:
قد نهى عليه السّلام في آخر كتابه أهل مكّه عن أخذ الاجرة عن الحاجّ الساكن في مكّه للحجّ مفسّرا آية (سواء العاكف فيه و الباد- 25- الحج) و هل المقصود
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 386
منه يعمّ أخذ الاجرة عن الساكنين في البيوت المملوكة أو المقصود خصوص الساكنين في المسجد الحرام كما هو ظاهر الاية و أرض الحرم الغير المملوكة بالخصوص؟ فيه بحث لا يسع المقام بسط الكلام فيه.
قال الشارح المعتزلي: و أصحاب أبي حنيفة يتمسّكون بها- أى بهذه الاية- في امتناع بيع دور مكّة و إجارتها و هذا بناء على أنّ المسجد الحرام، هو مكّة كلّها و الشافعي يرى خلاف ذلك، و يقول: إنّه الكعبة، و لا يمنع من بيع دور مكّة و لا إجارتها و يحتجّ بقوله تعالى «الّذين اخرجوا من ديارهم».
أقول: في دلالة الاية على ما ذكره أصحاب أبي حنيفة ضعف ظاهر كما أنّ تفسير المسجد الحرام بخصوص الكعبة كما ذكر عن الشافعي أضعف، كاحتجاجه بالاية على مالكيّة دور مكّة.
الترجمة:
از نامه اى است كه آن حضرت بكار گزار خود در مكّه قثم بن عبّاس نگاشته:
أمّا بعد، در انجام حجّ مردم را راهنما باش و آنها را بروزهاى خدا ياد آورى كن در بامداد و پسين براى پذيرائى از آنها بنشين، و بهر كس در مسائل دين از تو فتوى خواست فتوى بده و نادانها را دانش بياموز و با دانشمند از مردم هم گفتگو باش، و ميان تو و مردم كسى واسطه و ايلچى نباشد جز زبانت و دربانى نباشد جز رخسارت. هيچ حاجتخواهى را از ديدار خودت پشت در نگذار، زيرا اگر از در خانه تو رانده شود در آغاز مراجعه كردن بر آوردن حاجتش بعد از آن هم تا آنجا مورد پسند نباشد كه جبران آنرا بنمايد.
آنچه از مال خداوند نزد تو گرد آمد بدان توجّه كن، و بعيالداران و گرسنه هاى محيط فرمانگزاريت مصرف كن و بمستمندان و بيچارگان برسان، و هر چه از آن بيش باشد براى ما بفرست تا ميان كسانى كه در اطراف ما هستند بخش كنيم.
بمردم مكّه دستور بده از كسانى كه ساكن مكّه شوند اجرت سكونت نگيرند زيرا خداى سبحان مى فرمايد «عاكفين و بيابانگردان در آن برابرند» أمّا مقصود از عاكف كسانيند كه در مكّه اقامت دارند و مقصود از بادي و بيابانى كسانيند كه جز از اهالي خود شهر مكّه براى انجام وظيفه مقدّس حجّ بمكّه مى آيند. خدا ما و شما را براى هر چه دوست دارد توفيق دهد، و السّلام.
افزودن دیدگاه جدید