منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 10، ص: 44
تخال قصبه مدارى من فضّة، و ما أنبتت عليها من عجيب داراته و شموسه خالص العقيان و فلذ الزّبرجد. فإن شبّهته بما أنبتت الأرض قلت جنيّ جني من زهرة كلّ ربيع، و إن ضاهيته بالملابس فهو كموشيّ الحلل أو مونق عصب اليمن، و إن شاكلته بالحليّ فهو كفصوص ذات ألوان قد نطّقت باللّجين المكلّل، يمشي مشي المرح المختال، و يتصفّح ذنبه و جناحه فيقهقه ضاحكا لجمال سرباله، و أصابيغ وشاحه، فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا معولا بصوت يكاد يبين عن استغاثته، و يشهد بصادق توجّعه، لأنّ قوائمه حمش كقوائم الدّيكة الخلاسيّة، و قد نجمت من ظنبوب ساقه صيصية خفيّة. و له في موضع العرف قنزعة خضراء موشاة (موشّاة)، و مخرج عنقه كالإبريق، و مغرزها إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانيّة، أو كحريرة ملبّسة مراتا ذات صقال، و كأنّه متلفّع بمعجر أسحم إلّا أنّه يخيّل لكثرة ماءه و شدّة بريقه أنّ الخضرة النّاضرة ممتزجه به، و مع فتق سمعه خطّ كمستدقّ القلم في لون الاقحوان أبيض يقق فهو ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق. و قلّ صبغ إلّا و قد أخذ منه بقسط، و علاه بكثرة صقاله و بريقه، و بصيص ديباجه و رونقه، فهو كالأزاهير المبثوثة لم تربّها أمطار ربيع و لا شموس قيظ، و قد يتحسّر من ريشه و يعرى من لباسه فيسقط تترى و ينبت تباعا فينحتّ من قصبه انحتات أوراق الأغصان، ثمّ يتلاحق ناميا حتّى يعود كهيئته قبل سقوطه، لا يخالف سالف ألوانه، و لا يقع لون في غير مكانه، و إذا تصفّحت شعرة من شعرات قصبه أرتك حمرة وردّية، و تارة خضرة زبرجديّة، و أحيانا صفرة عسجديّة. فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن، أو تبلغه قرائح العقول، أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين، و أقلّ أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه، و الألسنة أن تصفه. فسبحان الّذي بهر العقول عن وصف خلق جلاه للعيون فأدركته محدودا مكوّنا، و مؤلّفا ملوّنا، و أعجز الألسن عن تلخيص صفته، و قعد بها عن تأدية نعته.
اللغة:
و (المدارى) بالدال المهملة جمع المدرى قال ابن الأثير: المدرى و المدراة شيء من حديد أو خشب على شكل سنّ من أسنان المشط و أطول منه يسرح به الشعر الملبّد و يستعمله من لا مشط له، و في نسخ الشّارح البحراني بالذّال المعجمة قال: و هي خشبة ذات أطراف كأصابع الكفّ ينقى بها الطّعام.
و (دارات) جمع الدّارة دارة القمر و غيره سمّيت بذلك لاستدارتها و (العقيان) بالكسر كما في القاموس و قال العلّامة المجلسيّ بالضمّ: الذّهب الخالص أو الذّهب النّابت من الأرض و (جنيت) التّمرة و الزّهرة و اجتنيتها و الجنيّ فعيل منه، و فى بعض النّسخ جنى كحصى و هو ما يجنى من الشّجر ما دام غصنا بمعنى فعيل و لفظة الفعل المجهول ليست في بعض النّسخ.
و (زهر) النّبات بالفتح نوره، و الواحدة زهرة كتمر و تمرة قالوا و لا يسمّى زهرا حتى تفتح و (وشيت) الثوب وشيا من باب رمى نقشته فهو موشىّ وزان مرمىّ أى منقّش، و الأصل على مفعول و (الحلل) كصرد جمع حلة بالضمّ و هي إزار و رداء من برد أو غيره فلا تكون حلّة إلّا من ثوبين أو ثوب له بطانة.
و (العصب) وزان فلس قال الفيومى برد يصنع غزله ثمّ ينسج، و لا يثنى و لا يجمع و إنّما يثنى و يجمع ما يضاف إليه فيقال: برد عصب و برود عصب، و الاضافة للتخصيص، و يجوز أن يجعل وصفا فيقال: شريت ثوبا عصبا، و قال السهلي: العصب صبغ لا ينبت إلّا باليمن.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 10، ص: 47
و (الفصوص) جمع فصّ كفلس و فلوس قال ابن السكيت: كسر الفاء ردىّ، و كذا قال الفارابي، و في القاموس الفص الخاتم مثلثة و الكسر غير لحن و (كلل) فلانا أى ألبس الاكليل و هو بالكسر التاج و شبه عصابة زين بالجوهر و (الوشاح) ككتاب شيء ينسج من أديم و يرصّع شبه القلادة تلبسه النساء.
و رجل (أحمش) الساقين أى أدقّهما و (الخلاسى) بكسر الخاء المعجمة الديك بين دجاجتين هندية و فارسية، و الولد بين أبوين أبيض و أسود و (الظنبوب) حرف العظم اليابس من قدم الساق و (الوسمة) بكسر السين كما في بعض النسخ و هي لغة الحجاز و أفصح من السكون، و أنكر الأزهرى السكون، و بالسكون كما في بعضها و (اللفاع) ككتاب الملحفة أو الكساء أو كلما تتلفّع به المرأة، و تلفع الرّجل بالثوب إذا اشتمل به و تغطى، و في بعض النسخ متقنّع من القناع و (أبيض يقق) بالتحريك و بالكسر أيضا وزان كتف شديد البياض.
و (يتحسّر) في بعض النسخ مضارع تفعل يقال: تحسّر البعير أى سقط من الاعياء، و في بعض النّسخ تنحسر على صيغة الانفعال تقول: حسره كضربه فانحسر أى كشفه فانكشف و (سالف ألوانه) في بعض النسخ بدلها ساير ألوانه و الأوّل أظهر و (العسجد) كجعفر الذّهب و (العمق) بالضمّ و الفتح قعر البئر و نحوها و (الفطن) كعنب جمع فطنة بالكسر و هي الحذق و العلم بوجوه الامور و (جلّاه) بالتّشديد و التخفيف على اختلاف النّسخ أى كشفه.
الاعراب:
و مغرزها، مبتدأ خبره كصبغ الوسمة، و بطنه بالرّفع مبتدأ محذوف الخبر أى مغرزها إلى حيث بطنه موجودا و ممتدّا و منتهى إليه كصبغ.
و حيث تضاف إلى الجملة غالبا و إضافتها إلى المفرد تشذّ في الشّعر، و هو في المعنى مضافة إلى المصدر الّذي تضمّنته الجملة قالوا: حيث و إن كانت مضافة الى الجملة في الظّاهر، لكن لمّا كانت في المعنى مضافة إلى المصدر فاضافتها إليها كلا إضافة، و لذا بنيت على الضمّ كالغايات على الأعرف قال نجم الأئمة: قد حذف خبر المبتدأ الّذي بعد حيث غير قليل، و التّنوين في قوله: بقسط، للتّفخيم، و جملة: علاه عطف على جملة أخذ.
المعنى
ثمّ أخذ عليه السّلام في وصف اجنحة الطاوس فقال (تخال قصبه) أي عظام أجنحته (مداري من فضّة) في الصّفاء و البياض (و ما أنبتت عليها من عجيب داراته و شموسه) التي في الرّيش (خالص العقيان) أى الذّهب في الصّفرة الفاقعة و الرّونق و البريق
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 10، ص: 56
و الجلا (و فلذ الزبرجد) في الخضرة و النّضارة.
(فان شبّهته بما أنبتت الأرض) من الأزهار و الأنوار (قلت جنيّ جنى من زهرة كلّ ربيع) و نوره في اختلاف ألوانه و أضباعه (و إن ضاهيته) أى شاكلته و شبّهته بالملابس (فهو كموشىّ الحلل) المنقّشة بكلّ نقش في البهجة و النضارة (أو) ك (مونق عصب اليمن) أى كبرد يمانيّ مصبوغ معجب (و ان شاكلته بالحليّ فهو كفصوص ذات ألوان) مختلفة (قد نطّقت باللّجين المكلّل) أى جعلت الفضّة كالنّطاق لها.
تشبيه [و ان شاكلته بالحليّ فهو كفصوص ذات ألوان ] قال الشارح البحراني: شبّهه بالفصوص المختلفة الألوان المنطّقة في الفضة أى المرصّعة في صفايح الفضّة و المكلّل الذي جعل كالاكليل بذلك الترصيع، فيكون حاصل كلامه عليه السّلام تشبيهه قصب ريشه بصفايح من فضّة رصّعت بالفصوص المختلفة الألوان، فهى كالاكليل بذلك الترصيع، و لكنّ الأظهر أنّ المكلّل وصف للّجين فافهم.
ثمّ أخذ في وصف مشيه و ضحكه فقال عليه السّلام (يمشى مشى المرح المختال) أى كمشى الفرحان المعجب بنفسه (و يتصفّح) أى يقلب جناحه و ذنبه (فيقهقه ضاحكا لجمال سرباله) أى حسن قميصه (و أصابيغ وشاحه) أى ألوان لباسه (فاذا رمى ببصره نحو قوائمه) و رأى سماحتها (زقا) و صاح (معولا بصوت) أى رافعا صوته بالبكاء و النّياح كنايه (يكاد يبين) أى يظعن و يرتحل و هو كناية عن الموت (عن استغاثته و يشهد) عويله (بصادق توجّعه) و يفصح عن شدّة تفجّعه و ذلك (لأنّ قوائمه حمش) دقاق (كقوائم الدّيكة الخلاسيّة) التي عرفت معناها (و قد نجمت) أى طلعت استعاره (من ظنبوب ساقه صيصية) و هي في الأصل شوكة الحائك التي يسوّى بها السّداة و اللّحمة، فاستعيرت لصيصية الطائر الّتي في رجله (خفيّة) ليست بجليّة كما للدّيك.
استعاره ثمّ أخذ في وصف قنزعته بقوله: (و له في موضع العرف) مستعار عن عرف الدّابة و هو شعر عنقه (قنزعة) و هى رويشات يسيرة طوال في مؤخّر رأسه بارزة
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 10، ص: 57
عن ريش رأسه استعارة عن قنزعة الصّبي و هي الخصلة من الشّعر يترك على رأسه (خضراء موشاة).
ثمّ أخذ في وصف عنقه بقوله: (و مخرج عنقه كالابريق) أى محلّ خروج عنقه كمحلّ خروج عنق الابريق فيشعر بأنّ عنقه كالابريق أو أنّ خروجه كخروج عنق الابريق على أنه مصدر فيكون الاشعار أقوى (و مغرزها) أى مثبت عنقه، و تأنيث الضمير على لغة أهل الحجاز (إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانيّة) في الخضرة الشديدة الضاربة إلى السواد (أو كحريرة سوداء ملبسة مرآتا ذات صقال) في لونها المخصوص و مخالفة بصيص المرآة لها (و كأنه متلفّع) أى مكتس (بمعجر أسحم) أى بثوب كالعصابة ذي سحم و سواد (إلّا أنّه يخيّل لكثرة مائه و شدّة بريقه أنّ الخضرة النّاضرة ممتزجة به).
ثمّ وصف الخطّ الأبيض عند محلّ سمعه فقال: (و مع فتق سمعه خطّ) دقيق (كمستدقّ القلم في) لون مثل (لون الاقحوان) أى البابونج (أبيض يقق فهو) أى ذلك الخطّ (ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق) و يلمع.
ثمّ أجمل في تعديد ألوانه فقال: (و قلّ صبغ إلّا و قد أخذ منه بقسط) وافر (و علاه) أى زاد على الصبغ و غلب عليه (بكثرة صقاله و بريقه) أى جلائه و لمعانه (و بصيص ديباجه و رونقه) أى حسنه و بهائه تشبيه (فهو كالأزاهير المبثوثة) المتفرّقة (لم تربّها أمطار ربيع و لا شموس قيظ) لما كان من شأن الأزاهير أنّ تربيتها و كمالها بالشّمس و المطر، و شبّه عليه السّلام ألوان هذا الطائر بالأزاهير المبثوثة أتى بهذه الجملة تنبيها على أن تربيتها ليست بالشّموس و الأمطار و إنّما هي بتدبير الفاعل المختار ففيه من الدّلالة على عظمة الصانع تعالى و قدرته ما لا يخفى.
و الظاهر أنّ الجمع في الأمطار باعتبار الدّفعات، و في الشّموس بتعدّد الاشراق في الأيام، أو باعتبار أنّ الشّمس الطالع في كلّ يوم فرد على حدة لاختلاف التّأثير في تربية الأزهار و النباتات باختلاف الحرّ و البرد و غير ذلك.
ثمّ بيّن له حالة اخرى هى محل الاعتبار في حكمة الصّانع و قدرته فقال:
(و قد يتحسّر) و يتعرّى (من ريشه و يعرى من لباسه) و ذلك في الخريف عند
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 10، ص: 58
سقوط أوراق الأشجار (فيسقط تترى) أى شيئا بعد شيء (و ينبت تباعا) بدون فترة بينهما (فينحت) أى يسقط (من قصبه انحتات أوراق الأغصان ثمّ يتلاحق ناميا) و ذلك في الرّبيع إذا بدء طلوع الأوراق (حتّى يعود كهيئته قبل سقوطه لا يخالف) لون ريشه الثّاني (سالف ألوانه و لا يقع لون في غير مكانه).
ثمّ أشار إلى ما هو ألطف و أدقّ مما مضى و أعظم في الدّلالة على قدرة الصّانع المتعال فقال: (و إذا تصفّحت شعرة واحدة من شعرات قصبه أرتك) تلك الشعرة من شدّة بصيصها ألوانا مختلفة فتارة (حمرة ورديّة و تارة) أخرى (خضرة زبرجديّة و احيانا صفرة عسجديّة).
ثمّ عقّب ذلك باستبعاد وصول الأذهان الثاقبة إلى وصفه و قال: (فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن) أى الفطن العميقة التي من شأنها إدراك دقايق الأشياء و العلم بوجوه الامور على ما ينبغي (أو تبلغه قرائح العقول) أى تناله العقول بجودة الطّبيعة من قولهم لفلان قريحة جيّدة يراد استنباط العلم بجودة الطبع (أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين و) الحال أنّ (أقلّ أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه و الألسنة أن تصفه) و لا ريب أنّ الشّعرة أقلّ الأجزاء الّتي بها قوام الحيوان.
و المراد بيان عجزها عن ادراك علل هذه الألوان على اختلافها و اختصاص كلّ من مواضعها بلون غير الاخر و علل هيئاتها و ساير ما أشار إليه، أو إظهار عجزها عن إدراك جزئيّات الأوصاف المذكورة و تشريح الهيات الظاهرة و الخصوصيات الخفيّة في خلق ذلك الحيوان، فانّ ما ذكره عليه السّلام في هذه الخطبة تشريحه و إن كان على غاية البلاغة و فوق كلّ بيان في وصف حاله إلّا أنّ فيه وراء ذلك جزئيّات لم يستثبتها الوصف.
و هذا هو الأقرب و الأنسب بما عقّبه به من تنزيهه تعالى أعني قوله: (فسبحان الّذي بهر العقول) و غلبها (عن وصف خلق جلاه للعيون فأدركته محدودا مكوّنا) أى موصوفا بالحدود و التكوين و (مؤلّفا) من الأجزاء (ملوّنا) بالألوان المختلفة (و أعجز الألسن عن تلخيص صفته و قعد بها عن تأدية نعته) و الغرض الدّلالة على عجز العقول عن إدراك ذاته سبحانه، فانّها إذا عجزت عن إدراك مخلوق ظاهر للعيون على الأوصاف المذكورة فهى بالعجز عن إدراكه سبحانه و وصفه أحرى، و كذلك الألسن عن تلخيص صفته و تأدية نعته أعجز.
الترجمة:
خيال مى كني أصل پرهاى طاوس را شانه ها از نقره بيضا و آنچه رسته بر آن از دايره هاى عجيبه و شمسه هاى غريبه آن طلاى خالص و پارهاى زبرجد.
پس اگر تشبيه كنى طاوس را بچيزى كه رويانيده است آنرا زمين گوئى كه گلهائيست چيده شده از شكوفه هر بهارى، و اگر تشبيه كنى آن را بلباسها پس آن همچو حلّهاى زينت داده شده است باطلا، يا همچو جامهاى برد خوش آينده يمن است، و اگر تمثيل كني آنرا بزيورها پس او مانند نگينهائيست صاحب رنگها كه كشيده در أطراف آن، يعنى مدور شده مانند نطاق بنقره مزيّن بجواهر. راه مى رود طاوس مثل راه رفتن شادى كننده متكبّر خرامان، و مى نگرد بنظر دقّت بدم و بال خود پس قهقهه مى زند در حالتى كه خندانست از جهة حسن پيراهن رنگين خود و رنگهاى لباس خود، پس چون اندازد نظر خود را بسوى پايهاى سياه باريك خود بانگ كند در حالتى كه گريه كننده باشد باو از بلند كه نزديك باشد روح از بدنش مفارقت نمايد از شدّت فرياد خود، زيرا كه پاهاى او زشت است و باريك همچو پاهاى خروسان خلاسى كه متولّد مى شوند ميان مرغ هندى و فارسى در حالتى كه برآمده است از طرف ساق او خارى كه پنهانست چنانچه در پاى خروسان مى رويد.
و مر او راست در موضع پس گردن كاكلى سبز مزيّن با نقش و نگار و موضع بيرون آمدن گردن او مانند ابريق است و جاى فرو رفتن گردن آن تا كه منتهى شود بشكم او مثل رنگ وسمه يماني است يا همچو حرير پوشيده شده بر آينه صاحب صيقل و جلا و گويا كه طاوس پيچيده است بمقنعه سياه لكن خيال كرده مى شود از جهة كثرت تر و تازگى او و شدت برّاقى او اين كه سبزى با طراوت آميخته است بان. و با شكاف گوش او است خطّى مثل باريكى سر قلم در رنگ گل بابونج كه سفيد است در غايت روشنى، پس آن خط بسفيدى خود در ميان سياهى آنچه كه آن جاست مى درخشد، و كم رنگى است از رنگها مگر اين كه اخذ نموده است از آن بنصيب كامل، و بلند برآمده و تفوّق پيدا كرده آن رنگ بر او به بسيارى روشنى و درخشيدن آن و برّاقي زيباى آن و خوبى آن.
پس طاوس مانند شكوفهائيست گسترانيده كه تربيت نداده آنرا بارانهاى بهارى و نه آفتابهاى تابستاني، و گاهى هست كه عارى مى شود از پر خود و برهنه مى شود از لباس خود پس مى افتد آن پرها پياپى، و مى رويد روئيدني، پس مى ريزد آن پرها از قلم پر او همچو ريختن برگهاى شاخهاى درخت، بعد از آن متلاحق مى شود در عقب يكديگر در حالتى كه نمو كننده است تا آنكه بر مى گردد بهيئت و صورتى كه پيش از ريختن داشت، مخالف نمى باشد رنگهاى لاحق برنگهاى سابق، و واقع نمى شود هيچ رنگى در غير جاى خود و چون نظر كنى بتأمّل در هر موئى از موهاى قلم أو مى نماياند آن موى تو را سرخى كه بلون گل سرخست و بار ديگر سبزى كه برنگ زبرجد است و گاهى زردى برنگ طلاى خالص.
پس چگونه مى رسد بصفت اين مرغ خوش رنگ فكرهاى عميقه، يا چگونه مى رسد بكنه معرفت او عقلهاى با ذكاوت، يا چگونه بنظم مى آورد وصف آن را أقوال وصف كنندگان و حال آنكه كمترين جزئهاى او عجز آورده است و همها را از ادراك آن و زبانها را از وصف آن. پس پاكا پروردگارى كه غالب شد بعقلها از وصف كردن مخلوقى كه روشن و آشكار گردانيد آن را به چشمها، پس ادراك كردند آن چشمها آن مخلوق را در حالتى كه صاحب حدّ معينى بود آفريده شده و صاحب تركيبى بود برنگهاى گوناگون.