فاعتصموا بتقوى اللّه فإنّ لها حبلا وثيقا عروته، و معقلا منيعا ذروته، و بادروا الموت و غمراته، و امهدوا (و أمهدوا خ) له قبل حلوله، و أعدّوا له قبل نزوله، فإن الغاية القيمة، و كفى بذلك واعظا لمن عقل، و معتبرا لمن جهل، و قبل بلوغ الغاية ما تعلمون: من ضيق الأرماس، و شدّة الإبلاس، و هول المطّلع و روعات الفزع و اختلاف الأضلاع، و استكاك الأسماع، و ظلمة اللّحد، و خيفة الوعد و غمّ الضّريح، و ردم الصّفيح.
اللغة:
و (المعقل) بفتح الميم و كسر القاف قريب من الحصن و يطلق على الملجأ و (الذّروة) بضمّ الذال و كسرها من كلّشيء أعلاه و (مهد) الرّجل مهدا من باب منع كسب و عمل و مهده كمنعه بسطه و هيّأه و المهد للصّبي السّرير الذي هيّأ له و يقال بالفارسيّة گهواره، في نسخة الشارح المعتزلي و أمهدوا له من باب الافعال أى اتّخذوا له مهادا أى بساطا و فراشا قال سبحانه: «وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ» أى بئس ما مهّد لنفسه في معاده.
و (الرمس) التراب تسميته بالمصدر ثمّ سمّى به القبر و يجمع على أرماس و رموس مثل فلس و فلوس و رمست الميّت رمسا من باب قتل دفنته و أرمسته بالألف لغة
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 186
و (ابلس) الرّجل ابلاسا حزن و سكت من غم و ابلس فلان آيس قال تعالى «فَلَمَّا نَسُوا ما» و منه سمّى ابليس لإياسه من رحمة اللّه تعالى.
تشبيه و (طلع) الشمس طلوعا ظهر قال الفيومي و كلّ ما بدا لك من علوّ فقد طلع عليك، و طلعت الجبل طلوعا يتعدّى بنفسه أى علوته و طلعت فيه رفعته و اطلعت زيدا على كذا مثل أعلمته وزنا و معنى فاطلع على افتعل أى اشرف عليه و علم به، و المطّلع مفتعل اسم مفعول موضع الاطلاع من المكان المرتفع إلى المكان المنخفض و هول المطّلع من ذلك شبه ما يشرف عليه من امور الاخرة بذلك، و قال الطريحى و في الدّعاء و أعوذ بك من هول المطّلع، بتشديد الطاء المهملة و الباء للمفعول أمر الاخرة و موقف القيامة الذي يحصل الاطلاع عليه بعد الموت.
و (استكت) مسامعه أى صمتت و (اللّحد) الشقّ في جانب القبر و الجمع لحود مثل فلس و فلوس و اللّحد بالضمّ لغة و جمعه ألحاد مثل قفل و أقفال و لحدت اللحد لحدا من باب منع حفرته و لحدت الميّت و ألحدته جعلته في اللّحد.
و (غمّه) الشيء غمّا من باب قتل غطاه و منه قيل للحزن غمّ لأنّه يغطى السرور و (ردمت) الثلمة و نحوها ردما من باب قتل سددتها و (صفح) السّيف بفتح الصاد و ضمّها عرضه، و هو خلاف الطول، و الصفح بالفتح من كلّ شيء جانبه، و الصّفحة مثله و يقال لكلّ شيء عريض صفيحة و صفيح و منه الصّفيح الأعلى للسّماء.
الاعراب:
و قوله: و قبل بلوغ الغاية، ظرف مستقرّ متعلّق بمقدّر في محلّ الرّفع على الخبر قدّم على مبتدئه و هو قوله: ما تعلمون أى ما تعلمونه حاصل قبل بلوغ الغاية، و جملة المبتدأ و الخبر في محلّ النصب حال من فاعل كفى و الرابط للحال هو الواو، و العجب من الشارح البحراني أنه جعل الواو للعطف و قال: قوله: و قبل بلوغ الغاية ما تعلمون عطف على قوله قبل نزوله، و فيه من السماجة ما لا يخفى و من في قوله: من ضيق بيان لما.
المعنى:
و لما ذكر الغرض الأصلى من البعثة و الرسالة و هو الدّعوة إلى الدّين و الطاعة و نبّه على أنّ جهاد الكافرين قد كان لحماية الدّين أردف ذلك بأمر المؤمنين بحماية حماه و المواظبة عليه اجابة لدعوة الرسول و قضاء لحقّ ما لهم من الايمان فقال:
(فاعتصموا بتقوى اللّه) الّتي هي الزاد و بها المعاد، زاد رابح و معاد منجح و تقواه عبارة عن طاعته و عبادته و خشيته و هيبته و هى عاصمة مانعة من عذاب النار و غضب الجبار، و لذلك أمرهم بالاعتصام بها و علّله بقوله استعاره تحقيقية مرشحة (فانّ لها حبلا وثيقا عروته) أى محكما مقبضه لا يخشى من انفصامه، و استعار لفظ الحبل لدين الاسلام و هو
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 192
استعارة تحقيقية و رشّحها بالوصف لوثاقة العروة و الجامع أنّ التّمسك بدين الاسلام سبب النجاة عن الرّدى كما أنّ التمسّك بالحبل الموثوق به سبب السّلامة عن التردى.
و قد وقع نظير هذه الاستعارة في الكتاب الكريم قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا أى بدينه الاسلام و الايمان به.
قال في الكشاف: قولهم اعتصمت بحبله يجوز أن يكون تمثيلا لاستظهاره به و وثوقه بحمايته بامتساك المتدلى من مكان مرتفع بحبل وثيق يأمن انقطاعه. و أن يكون الحبل استعارة لعهده و الاعتصام لوثوقه بالعهد، أو ترشيحا لاستعارة الحبل بما يناسبه و المعنى و اجتمعوا على استعانتكم باللّه و وثوقكم به و لا تفرّقوا عنه، أو و اجتمعوا على التمسك بعهده إلى عباده و هو الايمان و الطاعة.
و ربما استعير للاسلام لفظ العروة قال تعالى «فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها» قال الصّادق عليه السّلام: هى الايمان باللّه وحده لا شريك له.
و قال تعالى أيضا «وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى» .
و بالجملة فقد أمر أمير المؤمنين عليه السّلام بالاعتصام بالتقوى معلّلا بأنّ لها حبلا وثيق العروة، ففيه تنبيه على أنّ المعتصم بالتقوى متمسك بالحبل المتين و العروة الوثقى التي ليس لها انفصام و لا انقطاع، و هو الدّين القويم و الحنيفيّة البيضاء، فيستفاد منه أنّ من لم يعتصم بها لم يتمسّك بالعروة الوثقى فقد ضلّ و غوى و تهوّر في النار و تردّى كما صرّح عليه السّلام به في المختار المأة و السادس بقوله «فمن يبتغ غير الاسلام دينا تتحقّق شقوته و تنفصم عروته و تعظم كبوته و يكن مابه الحزن الطويل و العذاب الوبيل، هذا
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 193
و علل اخرى بقوله استعاره (و معقلا منيعا ذروته) أى ملجئا مانعا أعلاه لمن التجأ إليه من نيل المكروه.
و الظاهر أنه استعار لفظ المعقل لمقام القرب من الحقّ فكما أنّ المعقل يمنع الملتجيء إليه من اصابة السّوء فكذلك التقرّب إلى اللّه سبحانه يمنع المتقرّب من نيل المكاره و المساوى، فيكون محصّل المعنى أنّ من اعتصم بالتقوى فقد التجأ إلى معقل منيع و حصن حصين و ذلك الحصن هو رضوان اللّه سبحانه و الزلفى لديه.
قال سبحانه «لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ..» و قال «وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» هذا.
و قد شبّه عليه السّلام نفس التقوى بالحصن و الحرز في بعض كلماته و هو قوله في المختار المأة و الأربعة و الخمسين: اعلموا عباد اللّه أنّ التقوى دار حصن عزيز و الفجور دار حصن ذليل لا يمنع أهله و لا يحرز من لجأ إليه.
و لما أمر بالاعتصام بالتقوى عقّبه و أكّده بالأمر بالمسارعة إلى الموت فقال (و بادروا الموت و غمراته) أى شدائده و سكراته، و معنى المبادرة إليه المسارعة إليه بالخيرات و الصّالحات قال سبحانه «فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ* وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ» أى سارعوا إلى أسباب المغفرة و موجباتها و هي الأعمال الصّالحة لتكون زادا للموت و لما بعده من الشدائد و الأهوال.
ففى الحقيقة أمره عليه السّلام بمبادرة الموت إلزام بالسّرعة إلى تهيئة الأسباب و المقدّمات النافعة عند قدومه، و إلّا فلموت كلّ أحد أجل معيّن لا يتقدّم عليه و لا يتأخّر، و هو كذلك فلا يتصوّر فيه المسارعة و البدار قال سبحانه «وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ»*.
و يوضح ما قلناه قوله عليه السّلام (و امهدوا له قبل حلوله) فانّه توضيح و تفسير للفقرة السابقة، أى اعملوا له و اكتسبوا من صالح الأعمال لأجله قبل حلوله.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 194
(و أعدّوا له قبل نزوله) أى هيّؤوا له من الحسنات و الصالحات قبل نزوله، لأنّه إذا نزل و الزاد معدّ و الأسباب ممهّدة و المقدّمات مهيّأة فلا يكون في نزوله تكلّف و لا محنة، بل يكون بمنزلة ضيف عزيز في قدومه قرّة عين للمضيف لكونه واسطة للوصول إلى محبوبه و النيل إلى مطلوبه و للخروج من دار الفناء إلى دار البقاء و من بيت الذّلّ و المحنة إلى بيت العزّ و المنعة، و من مجالسة الأشرار إلى مرافقة الأبرار.
فطوبى لمن كان موته سببا للنزول على حظاير القدس و مجالس الانس، و ويل لمن لم يمهد الزاد و لم يدّخر للمعاد و قدم عليه موته بلا مهاد فأخرجه إلى بيت وحدة و منزل وحشة و مفرد غربة، فصار له من الصفح أجنان و من التراب أكفان و من الرّفات جيران، فقارب و سدّد و اتّق اللّه وحده و لا تستقلّ الزاد فالموت طارق هذا.
و علّل البدار إلى الموت و أخذ الزاد و المهاد له بقوله (فانّ الغاية القيامة) إنذارا و تحذيرا بذكر الغاية، و تنبيها على أنّ البلية ليست منحصرة في الموت و الأمر بأخذ الزاد ليس لأجله فقط، بل هو أوّل منازل الاخرة و الداهية الدّهياء و المصيبة العظماء آخر منازلها و هو يوم القيامة التي إليها مصير الخلايق «يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ» «يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى وَ ما هُمْ بِسُكارى وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ».
(و كفى بذلك واعظا لمن عقل) أي كفى ذكر الموت و غمراته و القيامة و شدائدها، واعظا للعقلاء (و معتبرا لمن جهل) أي محلّ عبرة للجهلة و الغافلين.
(و) الحال أنّ إتيان المسند إليه بالموصول (قبل بلوغ الغاية ما تعلمون) و هو تحذير بأهوال البرزخ و دواهيه.
و في إتيان المسند إليه بالموصول و إبهامه من التهويل و التفخيم ما لا يخفى، مثل قوله سبحانه «فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ».
ثمّ فسّر هذه الأهوال و فصّلها، لأنّ ذكر الشيء مبهما ثمّ مفسّرا أوقع في النفوس فقال:
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 195
(من ضيق الأرماس) و القبور (و شدّة الابلاس) أي الهمّ و الغمّ و الحزن بمفارقته من المال و الأولاد و الوطن و انقطاعه من الأحباب و احتباسه في سجن التراب (و هول المطّلع) أي هول موقف الاطلاع و مقام الاشراف على الامور الاخرويّة من الأهوال و الأفزاع الّتي كان غافلا عنها و كانت محجوبة منه فاطلع عليها و عاينها بعد الموت و ارتفاع الحجاب قال تعالى «فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ».
(و روعات الفزع) أي تارات الخوف و مرّاته قال الشارح البحراني: و إنّما حسن إضافة روعات إلى الفزع و إن كان الرّوع هو الفزع باعتبار تعدّدها و هى من حيث هى آحاد مجموع أفراد مهيّة الفزع فجازت إضافتها إليها.
أقول: و مثل هذه الاضافة في كلامه عليه السّلام غير عزيز كقوله: و سكائك الهواء في الخطبة الأولى، و قوله عليه السّلام: لنسخ الرجاء منهم شفقات و جلهم، في الخطبة التسعين.
و ما ذكره الشارح من العلّة غير مطّرد إذ قد ورد في كلامه عليه السّلام لفظة رخاء الدّعة و هو من إضافة الشيء إلى نفسه بدون تعدّد في المضاف.
قال نجم الأئمة الرّضي و أمّا الاسمان اللّذان ليس في أحدهما زيادة فائدة كشحط النوى و ليث أسد فالفراء يجوز إضافة أحدهما للتخفيف: قال: إنّ العرب يجيز إضافة الشيء إلى نفسه إذا اختلف اللفظان، ثمّ قال الرضيّ: و الانصاف أنّ مثله لا يمكن دفعه و لو قلنا إنّ بين الاسمين في كلّ موضع فرقا لاحتجنا إلى تعسفات كثيرة.
(و اختلاف الأضلاع) أي اشتباكها الحاصل بضغطة القبر (و استكاك الأسماع) أي صممها الحاصل من شدّة الأصوات الهائلة (و ظلمة اللّحد و خيفة الوعد) أي خوف العذاب الموعود الّذى وعده اللّه في كتابه و ألسنة رسله (و غمّ الضريح) أي الكرب الحاصل بضيق القبر بعد فتحه المنازل الدّنيويّة (و ردم الصّفيح) أي سدّ الحجر العريض الّذى يسدّ به اللّحد.
و هذا كلّه تحذير للمخاطبين بما يحلّ عليهم بعد الموت و تذكير بأنهم سوف
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 196
ينزلون من ذروة القصور في وهدة القبور، و يستبدلون بظهر الأرض بطنا، و بالسعة ضيقا، و بالأهل غربة، و بالأمن خوفا، و بالانس وحشة، و بالنور ظلمة، و صارت الأجساد شحبة بعد بضّتها و العظام نخرة بعد قوّتها، ليس لهم من عقوبات البرزخ فترة مريحة، و لا رعدة مزيحة، و لا قوّة حاجزة، و لا موتة ناجزة، بين أطوار الموتات، و عقوبات الساعات.
الترجمة:
پس تمسّك نمائيد بتقوى و پرهيزكارى از جهت اين كه مر تقوى را است ريسمانى كه محكم است گوشه آن، و پناه گاهى كه مانع است بلندى آن، و مبادرت نمائيد بسوى مرگ در سختيهاى آن، و مهيا نمائيد از براى آن مرگ پيش از حلول كردن او، و آماده نمائيد از براى آن قبل از نازل شدن او، پس بدرستى كه منتها إليه خلايق قيامت است، و كفايت ميكند مرگ و قيامت در حالتى كه واعظ است مر صاحب عقل را در حالتى كه محلّ عبرتست مر صاحب جهل را.
و پيش از رسيدن غاية كه قيامت است آن چيزيست كه مى دانيد شما از تنگى قبرها، و شدّت مأيوسى، و ترس محلّ اطلاع و ترسهاى فزع عذاب و بهم در رفتن استخوانها از فشار قبر، و كر شدن گوشها، و تاريكى لحد گور، و ترس وعده عذاب و پوشانيدن شكاف قبر، و استوار كردن سنگهاى بالاى لحد.