و من كلام له عليه السّلام و هو المأتان و الواحد و الثلاثون من المختار فى باب الخطب:
ألا إنّ اللّسان بضعة من الإنسان فلا يسعده القول إذا امتنع، و لا يمهله النّطق إذا اتّسع، و إنّا لامراء الكلام، و فينا تنشّبت عروقه، و علينا تهدّلت غصونه،
اللغة:
(البضعة) بالفتح و قد يكسر: القطعة من اللّحم (فلا يسعده) أي لا يعينه (تنشبت): تعلقت و في نسخة انتشبت أي اعتلقت، و الاولى اولى لمكان تهدّلت كما لا يخفى على العارف بأساليب الكلام (تهدّلت غصونه): أي تدلّت فروعه.
الاعراب:
كلمة من للتبعيض، و الفاء رابطة للجواب بالشرط المقدر، و التقدير إذا كان اللّسان بضعة من الانسان فلا يسعده القول إذا امتنع.
جواب إذا امتنع قدم عليه و هو لا يسعده القول أي إذا كان اللّسان بضعة من الانسان فإذا امتنع اللّسان لا يسعد الإنسان القول، و كذا الجملة التالية.
و اللّام في لامراء لام ابتداء تصحب خبر إنّ المكسورة للتأكيد في الجملة المثبتة دون المنفية إلّا نادرا و انّما اخرت إلى الخبر لانّ القصد بها التّأكيد و ان للتأكيد أيضا فكرهوا الجمع بينهما و في الفية ابن مالك:
و بعد ذات الكسر تصحب الخبر لام ابتداء نحو انى لوزر
و فينا متعلّق بقوله تنشبت قدّم توسعة للظرف و كذا القياس في عينا تهدّلت غصونه.
المعنى:
هذا الكلام قاله أمير المؤمنين عليه السّلام في واقعة اقتضت ذلك و هي أنّه أمر ابن اخته جعدة بن هبيرة المخزومي ان يخطب النّاس يوما فصعد المنبر فحصر و لم يستطع الكلام فقام عليه السّلام فتنسّم ذروة المنبر و خطب خطبة ذكر الرّضى رضوان اللّه عليه منها هذه الكلمات.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 15، ص: 34
و في اسد الغابة جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم القرشي المخزومي ولي خراسان لعليّ عليه السّلام و هو ابن اخته امّه امّ هاني بنت أبي طالب، ولدت امّ هاني بنت أبي طالب من هبيرة ثلاث بنين جعدة و هاني و يوسف و قيل أربعة، و قيل إنّ جعدة هو القائل:
أبي من بني مخزوم إن كنت سائلا و من هاشم امي لخير قبيل
فمن ذا الّذي يأتي علىّ بخاله كخالي علىّ ذي الندى و عقيل
و في مجالس المؤمنين للقاضي نور اللّه نوّر اللّه مرقده: قال عبيدة بن أبي سفيان ذات يوم من أيّام حرب صفين لجعدة بن هبيره إن هذه الشجاعة و الجرأة الّتي تبرز منك في الحرب إنّما كانت من جانب خالك، فأجابه لو كان خالك كخالي لنسيت أباك.
فنقول: لا يخفى أن المدرك بجميع الإدراكات المنسوبة إلى القوى الانسانية هو القلب أعني النفس الناطقة و هي أيضا المحرّكة لجميع التحريكات الصّادرة عن القوى المحرّكة الحيوانيّة و النباتيّة و الطبيعية و انّ الحواس الظاهرة و الباطنة كلّها آلات و عمّال و جنود لها بعضها يرى بالابصار و هي الأعضاء و الجوارح و بعضها لا يرى إلّا بالبصائر و هي القوى و الحواس و جميع تلك القوى مجبولة على طاعة القلب و مسخرة له و هو المتصرف فيها لا تستطيع له خلافا و عليه تمردا، فإذا أمر العين للانفتاح انفتحت و إذا أمر الرجل للحركة تحركت و إذا أمر اللّسان بالكلام و جزم الحكم به تكلّم و كذا سائر الاعضاء.
و قال بعض أهل العرفان كما في أسفار صدر المتألّهين و تسخير الأعضاء و الحواس للقلب يشبه من وجه تسخير الملائكة للّه تعالى فانّهم جبّلوا على الطاعة لا يستطيعون له خلافا و لا يعصون اللّه ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون.
و قال صاحب اخوان الصفا في هذا المعنى أي أنّ نسبة القوى إلى النفس كنسبة الملائكة إلى الرّب: قال الملك لحكيم من الجن كيف طاعة الملائكة
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 15، ص: 35
لرب العالمين؟ قال: كطاعة الحواس الخمس للنفس الناطقة، قال: زدني بيانا، قال: ألا ترى أيّها الملك انّ الحواس الخمس في إدراك محسوساتها و إيرادها أخبار مدركاتها إلى النفس الناطقة لا يحتاج إلى أمر و نهى و لا وعد و لا وعيد بل كلما همت به النفس الناطقة بأمر محسوس امتثلت الحاسة لما همت به و أدركتها و أوردتها اليها بلا زمان و لا تأخر و لا إبطاء و هكذا طاعة الملائكة لربّ العالمين الّذين لا يعصون اللّه ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون لأنّه أحكم الحاكمين.
و قال ذلك العارف: و إنّما افتقر القلب إلى هذه الجنود من حيث افتقاره إلى المركب و الزاد لسفره الذي لأجله خلق و هذا السفر إلى اللّه و قطع المنازل إلى لقائه فلأجله جبلت القلوب قال تعالى «وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» و إنّما مركبه البدن و زاده العلم و إنما الاسباب الموصلة التي توصله إلى الزاد و تمكّنه من التردد العمل الصّالح فافتقر أولا إلى تعهد البدن و حفظه من الافات بأن يجلب إليه ما يوافقه من الغذاء و غيره و بأن يدفع عنه ما ينافيه و يهلكه من أسباب الهلاك فافتقر لأجل طلب الغذاء إلى جندين باطن هو قوّة الشهوة و ظاهر هو البدن و الأعضاء الجالبة للغذاء فخلق في القلب جنود كثيرة من باب الشهوات كلها تحت قوة الشهوة و خلقت الأعضاء التي هى آلات الشهوة، و افتقر لأجل دفع الموذيات و المهلكات إلى جندين باطن و هو قوّة الغضب الّذي به يدفع المهلكات و ينتقم من الاعداء و ظاهر و هو اليد و الرجل الذي يعمل به بمقتضى الغضب و كلّ ذلك بامور خارجة من البدن كالأسلحة و غيرها.
ثمّ المحتاج إلى الغذاء إذا لم يعرف الغذاء الموافق لا ينفعه شهوة الغذاء و آلته فافتقر في المعرفة إلى جندين باطن و هو إدراك البصر و السمع و الذوق و الشم و اللمس و ظاهر و هو العين و الاذن و الأنف و غيرها و تفصيل وجه الحاجة إليها و وجه الحكمة فيها مما يطول شرحه.
فجملة جنود القلب يحصرها ثلاثة أصناف أحدها باعث مستحث إمّا إلى جلب المنافع النافع كالشهوة و امّا إلى دفع المضار المنافي كالغضب و قد يعبر عن هذا
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 15، ص: 36
الباعث بالارادة، و الثاني هو المحرك للأعضاء إلى تحصيل هذه المقاصد و يعبر عن هذا الثاني بالقدرة و هى جنود مبثوثة فى ساير الأعضاء لا سيما بالعضلات منها و الأوتار و الثالث و هو المدرك المتصرف لاشياء كالجواسيس و هى مبثوثة في أعضاء معينة فمع كلّ واحد من هذه الجنود الباطنة جنود ظاهرة هي الأعضاء التي اعدّت آلات لهذه الجنود فإن قوة البطش إنّما يبطش بالأصابع و قوة البصر انّما تدرك بالعين و كذا سائر القوى انتهى.
و بالجملة أن قوى البدن كلها جنود للنفس و أن نسبة النّفس إلى البدن كنسبة الرّبان إلى السفينة و الملك إلى المدينة بل ألطف و أدقّ و أجلّ و أشمخ من ذلك بمراحل لا يعلمه إلّا الرّاسخون في العلم اعرضنا عن بيانه خوفا للاطالة و هو محقق و مبرهن في الحكمة العالية، فاذا كانت حال النّفس مع البدن كذلك فمتى عرض النّفس شاغل من جبن و خوف و خشية و نحوها لا يقدر الانسان على التكلم و المشى و الحركة و لا يسمع و لا يعقل و كثيرا ما يعرض الانسان أن عينه و اذنه سليمة مفتوحة و يمرّ عنده رجل أو يتكلّم معه لكنّه لا يسمع و لا يرى لصارف عارض نفسه، و عرض جعدة على المنبر جبن من ازدحام الناس أو أمر آخر فحصر و منع فلم يستطع الكلام كما عرض لغير واحد من الخطباء فقام عليّ عليه السّلام و ارتقى المنبر فقال: ألا و إن اللّسان «إلخ» أي إنّ اللّسان آلة للانسان يتصرف بتصريفه إيّاه فاذا امتنع الانسان عن الكلام لعروض عارض و طار لا يسعد و لا يعين القول إياه كما ان الإنسان إذا اتسع عقله بالمعارف الحقة الالهية و العلوم الرّبانيّة و الكمالات الإنسانية و صار أمير الكلام لا يمهل النطق اللسان بل يسارع إليه و يحدر عنه انحدار السيل عن قلة جبل شامخ.
ثمّ ان اللسان لما كان بضعة من الانسان فيكون ما يصدر عنه بضعة و أنموذجا لما هو مستجنّ في ضميره فإذا تكلم فيكون كلامه حاكيا عن سريرته لانه فاض منه و الظاهر عنوان الباطن و المعلول يحكى عن العلة بوجه ما على حدّ وجوده، و قال بعض الادباء كما أن الاواني تختبر بضرب الاصابع عليها و تصويتها كذا يعرف مقدار الرّجال
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 15، ص: 37
بكلامه، و المرء مخبوء تحت لسانه و لا يخفى أن لسان الانسان و كتابه و رسوله و سائر عمله كل واحد منها كانه جزؤه نشأ منه و انفصل عنه كالثمر عن الشجر و الولد عن الوالد و الولد سرّ أبيه، فان كان أصله طيبا فالبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه و إن كان خبيثا فالذي خبث لا يخرج إلّا نكدا، و نعم ما قال الشاعر:
و كلّ إناء بالذي فيه يرشح و ينبى الفتى عمّا عليه انطواؤه
و في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام:
من لم يكن عنصره طيبا لم يخرج الطيب من فيه
أصل الفتى يخفى و لكنّه من فعله يعرف ما فيه
و نعم ما قال ابن الرّومي «أو القاضي التنوخي»:
تخير إذا ما كنت في الأمر مرسلا فمبلغ آراء الرّجال رسولها
و نعم ما قاله العارف الرومى في المثنوى أيضا:
گفت انسان پاره ز انسان بود پاره از نان يقين كه نان بود
و هذه الدقيقة الأنيقة الفائضة من عالم القدس باب ينفتح منه أبواب اخر يعقلها من كان له قلب و لو لا خوف الاطناب لفصلنا تلك الابواب.
ثمّ إنّ ههنا دقيقة عرشيّة اخرى لا بأس أن نشير إليها و هي المستفادة من قوله عليه السّلام (إذا اتّسع) و لا يخفى أن هذا الاتّساع ليس بجسماني كاتساع المكان و الزمان و الدّار و الفضاء و اشباهها بل هو السعة الكليّة المجردة النّوريّة الوجوديّة الحاصلة للنّفس الناطقة بالعلوم القدسيّة السماوية و الحقائق العرشيّة و الفضائل المكتسبة من عالم المفارقات و حضرة المجردات، و هذا التعبير من مدينة العلم يفيد ان الروح مجرد عن أوصاف الجسم و أحوال المادّة و لا تنال إليه يدأين و متى و لا أي و كيف و اخواتها و ليس له جزء خارجى و لا حملى و لا يحوم حوله مطلب هل المركبة و أمثاله، و أنّ العلم ليس بعرض لذات النفس كعروض اللّون على الجدار كما ذهب إليه المشاءون و عدّوا العلم من الكيفيّات النفسانيّة و ذلك لان الكيف عارض على المحل و العرض لا يكون مؤثرا في حقيقة شيء و جوهره و ذاته
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 15، ص: 38
كيف أنّه كيف مع أنّه يخرج النّفس من الضّعف إلى القوّة و من الظلمة إلى النور و العلم نور يقذفه اللّه في قلب من يشاء فيكون العلم كمالا للنفس فى جوهرها و قوامها و ذاتها و أنّى للعرض هذه الشأنيّة العظمى؟
بل العلم كما ذهب إليه المحققون من الحكماء المتألّهين و اتباعهم و جلّ العرفاء الشّامخين و أشياعهم خارج عن المقولات لأنّ العلم وجود و ليس الوجود جوهرا و لا عرضا و وجود العلم يجعل النّفس قويا و يخرجها من الضيق إلى السعة بحيث يتّحد العاقل مع المعقول.
نيست انسان جز خبر در آزمون هر كه او علمش فزون جانش فزون
نعم مفهوم العلم كيف نفسانى بلا كلام و يعدّ من الأعراض من هذه الجهة و ليس كمالا للنفس و لا يخرجها من القوة إلى الفعل.
قوله عليه السّلام: (و إنّا لامراء الكلام و فينا تنشبت عروقه و علينا تهدّلت غصونه) أي نحن أهل البيت و الحجج الإلهيّة تتصرف الكلام كيف نشاء تصرّف الامراء فى ممالكهم لا يعرضناعىّ و حصر، كيف و اصول الكلام فينا تعلّقت و فروعه علينا تدلّت أي نحن منبت الكلام و منشاه، و غيرنا يتناول غصونه الّتى علينا تدلّت و يستفيد منها و يجتنى ثمارها.
و نعم ما قال صدر المتألّهين في شرح اصول الكافى من أنّ الفصحاء جميعهم بمنزلة عياله عليه السّلام فى الفصاحة من حيث يملئون أوعية أذهانهم من الفاظهم و يضمنونها خطبهم و رسائلهم فيكون بمنزلة درر العقود، و لا يخفى أنّ قوله عليه السّلام و فينا تنشبت عروقه و علينا تهدلت غصونه فى الجودة و الفصاحة و اللّطافة فوق ما يحوم حوله العبارة و كلامهم عليهم السّلام دون كلام الخالق و فوق كلام المخلوق و هو فى ذاته حجّة قاطعة و شاهد صادق على أنهم امراء الكلام و فيهم تنشبت عروقه و عليهم تدلّت غصونه فلا يخفى لطفه.
ثمّ انا نرى أن من ربيت فى حجره و نشأت فى بيته و استضاءت من مصباح وجوده و استروت من عين جوده بلغت فى تنضيد المعاني و الحكم و تنسيق المعارف
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 15، ص: 39
و الكلم إلى مرتبة يعترف الخصم الألدّ بجودة لفظها و عذوبة مغزيها مع أنّها كانت محفوفة بداهية دهياء ما سمعت اذن شبهها و ما رأت عين مثلها و هى عقيلة بنى هاشم زينب بنت علىّ أمير المؤمنين عليه السّلام فانظر بعبن العلم و العرفان إلى خطبتها الّتى خطبت فى الكوفان و ما أجابت به عبيد اللّه بن زياد و يزيد بما فوق ان يحوم حوله البيان ففى تاريخ الطبري و ارشاد المفيد و كثير من الكتب المعتمدة:
لما ادخل عيال الحسين عليه السّلام على ابن زياد فى الكوفة دخلت زينب اخت الحسين عليه السّلام فى جملتهم متنكره و عليها ارذل ثيابها فمضت حتّى جلست ناحية من القصر و حفت بها إماؤها فقال ابن زياد من هذه الّتي انحازت فجلست ناحية و معها نساؤها؟ فلم تجبه زينب، فاعاد ثانية يسأل عنها، فقال بعض إمائها هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فاقبل عليها ابن زياد فقال لها: الحمد للّه الذي فضحكم و قتلكم و أكذب احدوثتكم، فقالت زينب عليها السّلام: الحمد للّه الذي أكرمنا بنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه و آله و طهّرنا من الرّجس تطهيرا إنّما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر و هو غيرنا و الحمد للّه.
فقال ابن زياد كيف رأيت فعل اللّه بأهل بيتك؟ قالت كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم و سيجمع اللّه بينك و بينهم فتحاجّون إليه و تختصمون عنده، فغضب ابن زياد و استشاط فقال عمرو بن حريث أيّها الأمير انها امرأة و المرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها و لا تذم على خطائها، فقال لها ابن زياد: قد شفى اللّه نفسى من طاغيتك و العصاة المردة من أهل بيتك، فرقّت زينب عليها السّلام و بكت و قالت لعمري لقد قتلت كهلي و أبرت أهلي و قطعت فرعى و اجتثثت أصلي فان يشفك هذا فقد شفيت فقال لها ابن زياد هذه سجاعة و لعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا فقالت ما للمرأة و السجاعة انّ لي عن السجاعة لشغلا و لكن صدري نفث لما قلت.
الترجمة:
بدانكه زبان پاره ايست از آدمى هرگاه آدمى از گفتار سر باز زند زبان او را در گفتار يارى نمى كند -يعنى زبان مانند سائر اعضاء فرمان بردار روح ميباشد تا از وى فرمان صادر نشود زبان سخن نگويد چنانكه سائر اعضاء- و هرگاه انسان مايه گفتار داشته باشد كه جان او بفرا گرفتن علوم وسعت و بزرگى يافت و بنور معارف حقه منور شد گفتار زبان را مهلت نمى دهد و انسان بسخن زبان گشايد.
بدرستى كه ما اميران كلاميم -يعنى عنان سخن در دست ما است و بر آن مسلّطيم هر گونه بخواهيم تصرف مى كنيم چون تصرّف امراء در ممالك خودشان كه در هنگام سخن گفتن شاغلى مانند ترس و بيم ما را از آن باز نمى دارد- و درخت كلام در ما ريشه دوانيده است و شاخه هاى آن بر ما آويخته است.