منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 147
المختار الخمسون من كتبه عليه السّلام و من كتاب له عليه السلام الى عماله على الخراج:
من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى أصحاب الخراج: أمّا بعد، فإنّ من لم يحذر ما هو صائر إليه لم يقدّم لنفسه ما يحرزها، و اعلموا أنّ ما كلّفتم يسير، و أنّ ثوابه كثير، و لو لم يكن فيما نهى اللّه عنه من البغى و العدوان عقاب يخاف لكان في ثواب اجتنابه ما لا عذر في ترك طلبه، فأنصفوا النّاس من أنفسكم، و اصبروا لحوائجهم، فإنّكم خزّان الرّعيّة، و وكلاء الامّة، و سفراء الأئمّة، و لا تحشموا أحدا عن حاجته، و لا تحبسوه عن طلبته، و لا تبيعنّ للنّاس في الخراج كسوة شتاء و لا صيف و لا دابّة يعتملون عليها و لا عبدا، و لا تضربنّ أحدا سوطا لمكان درهم، و لا تمسّنّ مال أحد من النّاس مصلّ و لا معاهد إلّا أن تجدوا فرسا أو سلاحا يعدى به على أهل الإسلام فإنّه لا ينبغي للمسلم أن يدع ذلك في أيدي أعداء الإسلام فيكون شوكة عليه، و لا تدّخروا أنفسكم نصيحة، و لا الجند حسن سيرة، و لا الرّعيّة معونة، و لا دين اللّه قوّة، و أبلوا في سبيل اللّه ما استوجب عليكم، فإنّ اللّه سبحانه قد اصطنع عندنا و عندكم أن نشكره بجهدنا، و أن ننصره بما بلغت قوّتنا، و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم. (66093- 65895)
اللغة:
(السفير): الرسول، (حشمته) و احتشمته بمعنى: أى أغضبته و أخجلته، (الشوكة): القوّة، (أبليته): أعطيته.
الاعراب:
عقاب: اسم لم يكن اخّر عن خبره، يخاف: فعل مبني للمفعول المستتر فيه و الجملة صفة لقوله عقاب، ما لا عذر: ما نكرة موصوفة بما بعده و هو اسم مكان.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 148
لا تبيعنّ: نهى مؤكد بنون التأكيد الثقيلة، كسوة شتاء: مفعول، اصطنع: افتعال من صنع أى أعطى، أن نشكره: بمنزلة المفعول له لقوله: اصطنع بحذف اللام أى لأن نشكره، قال في الشرح المعتزلي: و حذفها أكثر نحو قوله تعالى «لبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط اللّه عليهم 80- المائدة».
المعنى:
قد نظّم عليه السّلام في كتابه هذا الاقتصاد العمومي و اعتمد في نظمه هذا على الايمان و الأخلاق، فانّ أكثر ما يصل إلى بيت المال في ذلك الزمان يجتمع من أموال الزكاة الّتي تتعلّق بالمسلمين فيما يجب عليه الزكاة من الغلّات الأربعة و الأنعام الثلاثة و الذهب و الفضّة المسكوكتين بشرائطها المقرّرة في الفقه الاسلامي و من أموال الخراج الّتي تؤخذ من أهل الذّمة و المعاهدين الّذين يعملون في الأراضي المفتوحة عنوة، فانّ هذه الأراضي ينتقل إلى ملك المسلمين عموما فتسلم إلى من يعمل فيها قبال سهم من زراعتها أو مقدار معين من النقود و الأوّل يسمّى بالمقاسمة و الثاني بالخراج.
قال ابن هشام في سيرته «ص 241 ج 2 ط مصر»: فأخبرني ابن هشام أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله افتتح خيبر عنوة بعد القتال و كانت خيبر ممّا أفاء اللّه عزّ و جلّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و خمّسها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و قسّمها بين المسلمين و نزل من نزل من أهلها على الجلاء بعد القتال فدعاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقال: إن شئتم دفعت إليكم هذا الأموال على أن تعملوها و تكون ثمارها بيننا و بينكم و أقرّكم ما أقرّكم اللّه، فقبلوا فكانوا على ذلك يعملونها و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يبعث عبد اللّه بن رواحة فيقسّم ثمرها و يعدل عليهم في الخرص.
و قد نظّم أمر الخراج في البلاد الّتي استولى عليه المسلمون بعد ذلك من بلاد الرّوم و فارس، و قد بعث عمر أيّام حكومته عبد اللّه بن مسعود و حذيفة بن يمان لمساحة الأراضي العامرة في عراق و ضرب الخراج فحسبوها ثلاثين ألف ألف جريب من مزارع الحنطة و الشعير و النخل فضربوا على كلّ جريب من النخيل
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 149
ثمانية دراهم و من الحنطة درهمين و من الشعير أقلّ من ذلك، فكان الخراج يبلغ مأئة و سبعون ألف ألف درهم، و كان مهمّة الحكومة الاسلاميّة تحصيل هذا الخراج و حفظه و إيصاله إلى موارده و مصارفه، فكان عمّال الخراج من عمد النظام في عالم الاسلام، و كان يعتمد على تقواهم و دينهم في ذلك و قد نبّههم عليه السّلام على ذلك و حذّرهم من الخيانة و التسامح في أموال المسلمين فابتدأ كلامه بقوله: (فانّ من لم يحذر ما هو سائر إليه، لم يقدّم لنفسه ما يحرزها) أشار إلى أنّ المسير هو الموت و لقاء اللّه العالم بكلّ خفيّة و خائنة فمن اهتمّه أمر نفسه فلا بد من الحذر من موارد الهلكة و العقاب، و نبّه على أنّ اشتغالهم بأمر الخراج لا بدّ و أن يكون باعتبار إطاعة اللّه و وليّه فيما يلزم عليهم و يكون في عهدتهم لا باعتبار ما ينالونه من الاجرة الماليّة في هذا العمل بما هو حلال لهم، فقال عليه السّلام: (ما كلّفتم يسير و إنّ ثوابه كثير) و أكّد ذلك بقوله: (لو لم يكن فيما نهى اللّه عنه من البغي و العدوان عقاب يخاف، لكان في ثواب اجتنابه ما لا عذر في ترك طلبه).
ثمّ حرّضهم على رعاية العدل و الانصاف في أخذ الخراج و إيصاله إلى مصارفه، قال ابن هشام في سيرته (ص 239 ج 2 ط مصر): فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كما حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر- يبعث إلى أهل خيبر عبد اللّه بن رواحة خارصا بين المسلمين و يهود فيخرص عليهم فاذا قالوا: تعدّيت علينا قال: إن شئتم فلكم و إن شئتم فلنا فتقول يهود: بهذا قامت السماوات و الأرض.
ثمّ وصف عمّال الخراج بألقاب شامخة ثلاثة:
1- جعلهم خزّان الرّعيّة فيلزم عليهم رعاية الأمانة و ترك الخيانة.
2- جعلهم و كلاء الامّة فلا بدّ لهم من رعاية العدالة و المصلحة في ما حوّل إليهم من أمر الامّة.
3- جعلهم سفراء الأئمّة فلا بدّ لهم من حفظ مقام سفارتهم برعاية الصحّة و الأمانة في ما تحت أيديهم.
ثمّ نهاهم عن إظهار الحشمة و الهيبة تجاه الناس ليمنعوهم عن إظهار حوائجهم و يحبسوهم عن مطالبهم.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 150
ثمّ استثنى من الخراج لوازم المعيشة من اللباس و دوابّ العمل و العبد الخادم و نهى عن ضرب الناس في تحصيل الخراج و عن مصادرة أموالهم و إن كانوا كفّارا في ذمّة الاسلام و عهده إلّا أن يكون ممّا يعين به على مخالفة الاسلام و تقويّة أعداء الاسلام من الفرس و السلاح فلا بدّ من ضبطها لدفع مادّة الفساد و حفظ الأمن في البلاد الاسلاميّة.
ثمّ وصّاهم امورا أربعة:
1- بذل النّصح لأنفسهم.
2- و حسن السيرة مع الجنود الّذين يضحّون أنفسهم في سبيل تقوية الاسلام.
3- و إعانة الرعيّة فيما يقوّيهم على العمل و الاكتساب لتوفير الفوائد و مزيد الدخل القومي.
4- تقوية الدين بالتبليغ و المواظبة على العمل بقوانينه.
ثمّ أمرهم بالجدّ في سبيل ما أوجب اللّه عليهم من التكاليف و ضبط الخراج و رعاية الأمانة فيه لأداء شكر اللّه تعالى في قبال نعمة الاسلام و التسلّط على الأعداء و بلادهم و نعمهم.
الترجمة:
از نامه اى كه بكارمندان خراج نگاشت:
از طرف بنده خدا علي امير مؤمنين بأصحاب خراج أمّا بعد هر كس از سرانجامى كه بدان در حركت است نهراسد براى خود پيشگيرى لازم را مراعات نكرده است، بدانيد اين وظيفه اى كه بشما واگذار شده اندك است و ثوابش بسيار است، اگر در ارتكاب آنچه خداوند از آن نهى كرده از ستمگرى و تجاوز عقوبتى بيمناك نبود همان درك ثواب اجتناب از آن براى قطع عذر در ترك اطاعت فرمان خدا بس بود.
از طرف خود نسبت بمردم انصاف را رعايت كنيد و در برابر انجام حوائج
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 151
و نيازمنديهاى آنان شكيبا باشيد زيرا شماها خزانه داران رعيّت و وكلاء امّت و سفيران أئمّه هستيد، هيچكس را از نيازى كه دارد گرفتار حشمت خود نسازيد و او را از تقاضايش باز نداريد.
براى تحصيل خراج از مردم جامه تن آنها را چه تابستانى باشد و چه زمستاني نفروشيد و حيوانى كه وسيله كار آنها است از گاو و الاغ نفروشيد و بنده و خدمتكار را هم بفروش نرسانيد.
بخاطر يك درهم بدهى خراج احدى را يك تازيانه نزنيد، بمال احدى چه مسلمان باشد و چه كافر در پناه اسلام دست درازى نكنيد، مگر اين كه اسب يا ساز و برگ جنگ باشد كه وسيله تجاوز بأهل اسلام گردد كه براى مسلمان نشايد كه نيروى جنگى را در دست دشمنان اسلام وانهد و وسيله شوكت آنها در برابر مسلمانان گردد.
از نصيحت و اندرز خود دريغ نكنيد و از خوشرفتارى با قشونى ها كوتاهى نكنيد، از كمك برعيّت خوددارى ننمائيد و از تقويت و تأييد دين خدا باز نايستيد در راه آنچه خدا بر شما واجب كرده تلاش كنيد، زيرا خداوند بما و شماها احسان كرده و نعمت بخشيده تا با همه كوشش خود شكر او را بگزاريم و تا آنجا كه نيروى ما برسد او را يارى كنيم و جنبش و توانى نيست جز بخداوند والا و بزرگوار.