منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 466
الستون بعد ثلاثمائة من حكمه عليه السّلام:
(360) و عن أبي جحيفة قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول: [إنّ] أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثمّ بألسنتكم ثمّ بقلوبكم، فمن لم يعرف بقلبه معروفا، و لم ينكر منكرا قلب فجعل أعلاه أسفله و أسفله أعلاه. (84363- 84326)
المعنى:
أخبر عليه السّلام في هذا الكلام إلى تسلّط الجائرين على حكومة الاسلام فيسلبون من المسلمين المؤمنين القوّة و القدرة على إجراء أحكام الدّين و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فلم يكن لهم إمام ظاهر قاهر يمنع من المناهي و يجري الحدود على من ارتكب المعاصي فيكتفون بالوعظ و الانذار باللّسان، فلمّا استكمل سلطة الغاصب منع من ذلك فلا يقدرون على أداء الوظيفة باللّسان أيضا. ثمّ إذا دام ملك الجور و الباطل و نشأ بينهم الولدان الأصاغر لا يحصل لهم ملكة الايمان و الاعتقاد، فلا ينكرون المنكر بقلوبهم، بل يصير المنكر معروفا و المعروف منكرا فينتكس قلوبهم و يدركون الحق باطلا، و الباطل حقا فقوله عليه السّلام (جعل أعلاه أسفله) كناية عن درك خلاف الحق و الواقع. قال الشارح المعتزلي: و من يقول بالأنفس الجسمانية، و أنها بعد المفارقة يصعد بعضها إلى العالم العلوي، و هي نفوس الأبرار، و بعضها ينزل إلى المركز و هي نفوس الأشرار، يتأوّل هذا الكلام على مذهبه، فيقول: إنّ من لا يعرف بقلبه معروفا أي لا يعرف من نفسه باعثا عليه و لا متقاضيا بفعله، و لا ينكر بقلبه منكرا أى لا يأنف منه و لا يستقبحه و يمتعض من فعله يقلب نفسه الّتي كان سبيلها أن تصعد إلى عالمها فتجعل هاوية في حضيض الأرض، و ذلك عندهم هو العذاب و العقاب- انتهى.
الترجمة:
أبي جحيفه گويد: شنيدم أمير المؤمنين مى فرمود: نخست چيزى كه از وظيفه جهاد از دست شما گرفته شود جهاد با دست است، و سپس جهاد با زبان، و سپس جهاد با دل، و كسى كه از دل شناساى معروف نباشد و با دل منكر را ناپسند نداند دلش وارونه شده و سروته گرديده.
افزودن دیدگاه جدید