منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 9، ص: 314
اعلموا عباد اللّه أنّ عليكم رصدا من أنفسكم، و عيونا من جوارحكم، و حفّاظ صدق يحفظون أعمالكم، و عدد أنفاسكم، لا تستركم منهم ظلمة ليل داج، و لا يكنّكم منهم باب ذو رتاج، و إنّ غدا من اليوم قريب، يذهب اليوم بما فيه، و يجيء الغد لاحقا به، فكأنّ كلّ امرء منكم قد بلغ من الأرض منزل وحدته، و مخطّ حفرته، فيا له من بيت وحدة، و منزل وحشة، و مفرد غربة، و كأنّ الصّيحة قد أتتكم، و السّاعة قد غشيتكم، و برزتم لفصل القضاء، قد زاحت عنكم الأباطيل، و اضمحلّت عنكم العلل، و استحقّت بكم الحقائق، و صدرت بكم الامور مصادرها، فاتّعظوا بالعبر، و اعتبروا بالغير، و انتفعوا بالنّذر. (32350- 32021)
اللغة:
و (رتج) الباب أغلقه كارتجه و (مخطّ حفرته) في بعض النّسخ بالخاء المعجمة لأنّ القبر يخطّ أوّلا ثمّ يحفر، و في بعضها بالحاء المهملة من حطّ القوم إذا نزلوا.
الاعراب:
و إضافة المخطّ إلى حفرته من باب الاضافة في سعيد كرز إذ المراد بهما القبر، و قوله: فيا له من بيت وحدة، النّداء للتّفخيم و التّهويل، و اللّام للاستغاثة، و الضّمير في له، راجع إلى مخطّ حفرته، و من بيت وحدة تميز.
قال الرّضيّ: و قد يكون الاسم في نفسه تامّا لا لشيء آخر أعنى لا يجوز اضافته فينصب عنه التميز و ذلك في شيئين: أحدهما الضّمير و هو الأكثر و ذلك فيما فيه معنى المبالغة و التّفخيم كمواضع التّعجب نحويا له رجلا و يا لها قصّة و يا لك ليلا و يا لها خطّة «إلى أن قال» فان كان الضّمير فيها «1» لا يعرف المقصود منه فالتّميز عن المفرد كقول امرء القيس:
فيا لك من ليل كأنّ نجومه بكلّ مغار القتل شدّت بيذبل
و إن عرف المقصود من الضّمير برجوعه إلى سابق معيّن كقولك: جائني زيد فيا له رجلا و ويله فارسا و يا ويحه رجلا و لقيت زيدا فللّه درّه رجلا، أو بالخطاب لشخص معيّن نحو قلت لزيد يا لك من شجاع و للّه درّك من رجل و نحو ذلك، فليس التميز عن المفرد، لأنّه لا إبهام إذا في الضّمير بل عن النّسبة الحاصلة بالاضافة، كما يكون كذلك إذا كان المضاف إليه فيها ظاهرا، نحو يا لزيد رجلا و للّه درّ زيد رجلا إلى آخر ما ذكره.
______________________________
(1) اى في تلك الأمثلة.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 9، ص: 316
المعنى:
ثمّ عقّب بالتّحذير من المعاصي بقوله (اعلموا عباد اللّه أنّ عليكم رصدا من أنفسكم) أى حرسا و حفظة ملازمين لكم غير منفكّين عنكم، و أراد به الجوارح و الأعضاء، و لذا فسّره بقوله (و عيونا من جوارحكم) مراقبين لكم شهداء عليكم يوم القيامة كما قال تعالى في سورة السّجدة: «وَ يَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصارُهُمْ وَ جُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ وَ قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ».
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 9، ص: 325
روى في الصّافي عن القمّي نزلت في قوم تعرض عليهم أعمالهم فينكرونها فيقولون ما عملنا شيئا منها، فيشهد عليهم الملائكة الّذين كتبوا عليهم أعمالهم قال الصّادق عليه السّلام فيقولون للّه: يا ربّ هولاء ملائكتك يشهدون لك، ثمّ يحلفون باللّه ما فعلوا من ذلك شيئا و هو قول اللّه عزّ و جلّ «يوم يبعثهم اللّه جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم» و هم الّذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السّلام فعند ذلك يختم اللّه عزّ و جلّ على ألسنتهم و ينطق جوارحهم فيشهد السّمع بما سمع ممّا حرّم اللّه، و يشهد البصر بما نظر به إلى ما حرّم اللّه عزّ و جلّ، و يشهد اليدان بما أخذتا، و تشهد الرّجلان بما سعتا فيما حرّم اللّه، و يشهد الفرج بما ارتكب ممّا حرّم اللّه، ثمّ أنطق اللّه عزّ و جلّ ألسنتهم، فيقولون هم لجلودهم: لم شهدتم علينا الآية قال: و الجلود الفروج.
و في الصّافي عن القمّي أيضا في تفسير قوله تعالى في سورة يس: «الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» .
قال: إذا جمع اللّه عزّ و جلّ الخلق يوم القيامة دفع إلى كلّ إنسان كتابه فينظرون فيه فينكرون أنّهم عملوا من ذلك شيئا، فتشهد عليهم الملائكة، فيقولون، يا ربّ ملائكتك يشهدون لك، ثمّ يحلفون أنّهم لم يعملوا من ذلك شيئا و هو قول اللّه عزّ و جلّ: «يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ» فاذا فعلوا ذلك ختم اللّه على ألسنتهم و تنطق جوارحهم بما كانوا يكسبون، هذا
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 9، ص: 326
و بما ذكرنا ظهر لك ضعف ما ذكره الشّارح البحراني بل فساده من أنّ شهادة الجلود و غيرها بلسان الحال و النّطق به، فانّ كلّ عضو لما كان مباشرا لفعل من الأفعال كان حضور ذلك العضو و ما صدر عنه في علم اللّه تعالى بمنزلة الشّهادة القوليّة بين يديه، فانّ ذلك مخالف لظاهر الآية و نصّ الرّواية لدلالتهما على كون الشّهادة بلسان القال لا بلسان الحال كما زعمه الشّارح و توهّم.
و قوله (و حفّاظ صدق يحفظون أعمالكم و عدد أنفاسكم) أراد بهم الكرام الكاتبين قال تعالى: «إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ».
قال في مجمع البيان: ذكر سبحانه أنّه مع علمه به وكّل به ملكين يحفظان عليه عمله الزاما للحجّة، فقال: إذ يتلقّى المتلقّيان، و هما الملكان يأخذان منه عمله فيكتبانه كما يكتب المملى عليه، عن اليمين و عن الشّمال قعيد، المراد بالقعيد هو الملازم الّذي لا يبرح لا القاعد الّذي هو ضدّ القائم، و قيل: عن اليمين كاتب الحسنات و عن الشّمال كاتب السّيئات عن الحسن و مجاهد، و قيل: الحفظة أربعة: ملكان باللّيل، و ملكان بالنّهار عن الحسن، ما يلفظ من قول إلّا لديه رقيب عتيد أى ما يتكلّم بكلام فيلفظه أى يرميه من فيه إلّا لديه حافظ حاضر معه يعني الملك الموكّل به إمّا صاحب اليمين و إمّا صاحب الشّمال، يحفظ عمله لا يغيب عنه، و عن أبي أمامة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: إنّ صاحب الشّمال ليرفع القلم ستّ ساعات عن العبد المسلم المخطى أو المسىء، فان ندم و استغفر اللّه منها ألقاها و إلّا كتب واحدة، و في رواية اخرى قال: صاحب اليمين أمير على صاحب الشّمال، فاذا عمل حسنة كتبها له صاحب اليمين بعشر أمثالها و إذا عمل سيئة فأراد صاحب الشّمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين: امسك، فيمسك عنه سبع ساعات، فان استغفر اللّه منها لم يكتب عليه شيء، و إن لم يستغفر اللّه كتب له سيّئة واحدة، هذا
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 9، ص: 327
و قد علم بذلك أنّه سبحانه مع علمه بحال العبد و كونه أقرب إليه من حبل الوريد وكّل عليه لحكمة اقتضته من تشديد في تثبط العبد من المعصية و تأكيد في اعتبار الأعمال و ضبطها للجزاء و إلزام الحجّة يوم يقوم الأشهاد حفظة صدق يحفظون عمله و يضبطونه و هم ملازمون له غير غائبين عنه أبدا.
كما أشار إليه بقوله (لا تستركم منهم ظلمة ليل داج) أى شديدة الظلمة (و لا يكنّكم) أى لا يستركم (منهم باب ذور تاج) أى باب عظيم مغلق.
ثمّ حذّر بقرب الموت فقال: كنايه (و انّ غدا من اليوم قريب) كنّى بالغد عن وقت الموت (يذهب اليوم بما فيه) من الخير و الشّر و الطّاعة و المعصية (و يجيء الغد لاحقا به) ثمّ حذّر ببلوغ القبر و كنّى عنه بقوله (فكان كلّ امرء منكم قد بلغ من الأرض منزل وحدته و مخطّ حفرته) و أشار إلى هول ذلك المنزل و وصفه بالأوصاف الموحشة المنفّرة فقال (فيا له من بيت وحدة و منزل وحشة و مفرد غربة) ثمّ حذّر بالصّيحة و نفخ الصّور و قيام السّاعة فقال: (و كان الصّيحة قد أتتكم و السّاعة قد غشيتكم) و الظّاهر أنّ المراد بالصّيحة الصّيحة و النّفخة الثانية و قد اشير اليهما أعنى الصّيحتين في سورة يس قال تعالى: «ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَ هُمْ يَخِصِّمُونَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَ لا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ».
قال في مجمع البيان: أى ما ينتظرون إلّا صيحة واحدة يريد النّفخة الاولى عن ابن عبّاس، يعني أنّ القيامة تأتيهم بغتة تأخذهم الصّيحة وَ هُمْ يَخِصِّمُونَ أى
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 9، ص: 328
يختصمون في امورهم و يتبايعون في الأسواق، ثمّ أخبر عن النفخة الثّانية و ما يلقونه فيها إذا بعثوا بعد الموت فقال: و نفخ في الصّور فاذاهم من الأجداث، و هى القبور، إلى ربّهم أى إلى الموضع الّذي يحكم اللّه فيه لا حكم لغيره هناك، ينسلون، أى يخرجون سراعا ثمّ أخبر عن سرعة بعثهم فقال: إن كانت إلّا صيحة واحدة، أى لم تكن المدّة إلّا مدّة صيحة واحدة، فاذا هم جميع لدينا محضرون، أي فاذا الأوّلون و الآخرون مجموعون في عرصات القيامة محضرون في موقف الحساب و في سورة الزّمر:
«وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ» .
قال في مجمع البيان: فصعق من في السّموات آه أى يموت من شدّة تلك الصّيحة الّتي تخرج من الصّور جميع من في السّماوات و الأرض، و قوله: ثمّ نفخ فيه أخرى، يعني نفخة البعث و هي النّفخة الثّانية.
(و برزتم لفصل القضاء) أى لحكم العدل الفاصل بين الحقّ و الباطل ليتميّز المصيب من المخطى، و المسلم من الكافر، و المؤمن من المنافق ليجزى كلّ ما عمل كما قال عزّ من قائل: «وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ جِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ وَ وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ».
(قد زاحت عنكم الأباطيل) أى بعدت و تنحت عنكم الهيآت الباطلة الممكنة الزّوال (و اضمحلّت عنكم العلل) أى ذهبت و انحلّت عنكم العلل و الأمراض النّفسانيّة (و استحقّت بكم الحقائق) قال الشّارح المعتزلي: أى حقّت و وقعت
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 9، ص: 329
فاستفعل بمعنى فعل (و صدرت بكم الأمور مصادرها) أراد به رجوع كلّ امرء إلى ثمرة ما قدّم، قاله البحراني (فاتّعظوا بالعبر) أى بكلّ ما يفيد اعتبارا و تنبّها على أحوال الآخرة و بما فيه تذكرة للموت و ما بعده من الشّدايد و الأهوال، ألا ترى إلى الآباء و الاخوان و الأبناء و الولدان و الأقرباء و الجيران كيف طحنتهم المنون، و توالت عليهم السّنون، و فقدتهم العيون، اندرست عن وجه الأرض آثارهم و انقطعت عن الأفواه أخبارهم.
إذا كان هذا حال من كان قبلنا فانّا على آثارهم نتلاحق
(و اعتبروا بالغير) أى بتغيّرات الدّهر و انقلاباته على أهله، لا يدوم سروره، و لا تتمّ اموره، لا يقيم على حال، و لا يمتنع بوصال، و عوده كاذبة. و آماله خائبة.
تحدّثك الأطماع أنّك للبقاء خلقت و أنّ الدّهر خلّ موافق
كأنّك لم تبصر اناسا ترادفت عليهم بأسباب المنون اللّواحق
(و انتفعوا بالنّذر) أى بكلّ ما أفاد تخويفا بالآخرة و ما فيها من المفزعات و الدّواهى فيا من عدم رشده، و ضلّ قصده إنّ أوقاتك محدودة، و أنفاسك معدودة، و أفعالك مشهورة، و أنت مقيم على الاصرار، غافل عن يوم تشخص فيه الأبصار.
إذا نصب الميزان للفصل و القضا و ابلس محجاج و اخرس ناطق
و اجّجت النّيران و اشتدّ غيظها إذا فتحت أبوابها و المغالق
فانّك مأخوذ بما قد جنيته و إنّك مطلوب بما أنت سارق
فقارب و سدّد و اتّق اللّه وحده و لا تستقلّ الزّاد فالموت طارق
الترجمة:
بدانيد اى بندگان خدا كه بر شما است نگهبانان از نفسهاى خودتان، و جاسوسان از أعضاء و جوارح شما، و نگهدارندگان راست و درست يعنى كرام الكاتبين كه نگه مى دارند عملهاى شما را و شماره نفسهاى شما را در حالتى كه نمى پوشاند شما را از ايشان تاريكى شب تار، و پنهان نمى سازد شما را از آنها در محكم بسته شده، و بدرستى كه فردا نزديكست از امروز مى رود امروز با آنچه كه در اوست از خير و شر، و مى آيد فردا در حالتى كه لاحق است بآن.
پس گويا هر مردى از شما بتحقيق رسيده است از زمين بمنزل تنهائى خود، و بمحلّ خطّ گودال خود كه عبارتست از قبر او، پس أى بسا تعجّب أ يقوم مرا بمنزل و مكان از خانه تنهائى و منزل بيمناك و محلّ تفرّد غريبى، و گويا صداى نفخه صور اسرافيل آمده است بشما، و قيامت احاطه نموده بر شما، و بيرون آمده ايد از قبر بجهة حكم عدل پروردگار كه تميز دهنده است ميان حق و باطل در حالتى كه بعيد شده است از شما باطلها، و زايل شده از شما علّتها، و مستحق شده است بشما حقيقتها و بازگشته بشما امورات بمواضع بازگشتن خودشان. پس پند گيريد با عبرتها، و عبرت نمائيد با تغيّرات روزگار، و منتفع باشيد با چيزهائى كه مى ترساند شما را از عذاب نار، و از سخط خداوند قهار.