منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 70
السادسة و الثلاثون من حكمه عليه السّلام:
(36) و قال عليه السّلام، و قد لقيه عند مسيره إلى الشّام دهاقين الأنبار فترجّلوا له و أشتدّا بين يديه فقال عليه السّلام: ما هذا الّذي صنعتموه؟ فقالوا: خلق منّا نعظّم به أمراءنا، فقال: و اللَّه ما ينتفع بهذا أمراؤكم، و إنّكم لتشقّون على أنفسكم في دنياكم، و تشقون به في آخرتكم، و ما أخسر المشقّة وراءها العقاب، و أربح الدّعة معها الأمان من النّار. (74115- 74055)
اللغة:
(الدّهقان) معرّب إن جعلت النون أصلية من قولهم تدهقن الرّجل و له دهقنة موضع كذا صرفته لأنه فعلان، و إن جعلته من الدّهق لم تصرفه لأنّه فعلان و (انبار) اسم بلد- صحاح. (اشتدّوا) عدوا بين يديه، و (شقّ) على الشيء شقا و مشقّة- صحاح. (الدّعة) السكينة، الرّاحة و خفض العيش- المنجد.
الاعراب:
و قد لقيه عند مسيره، جملة حالية برابطة قد و الواو، ما هذا الّذي- إلخ- لفظة ما، اسمية استفهاميّة خبر مقدّم لهذا الّذي، ما أخسر المشقّة، بصيغة التعجّب، يفيد الاستغطام و التحسّر، و مثلها أربح الدّعة المعطوفة على أخسر.
المعنى:
نهض الإسلام و القرآن بالبشر نهضة ديموقراطية عميقة مقرونة بالعلم و المعرفة، فرفع العرب من حضيض الجهالة فصاروا أمّة عالمة ديموقراطا بطبعهم المنزّه عن تشريفات ملوكية مصنوعة في الفارس و الرّوم، و هذا هو سرّ تقدّم المسلمين الجدد في القرون الاولى الهجرية و نشر الاسلام في بلاد كفارس و الرّوم
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 71
المكبّلة بقيود التشريفات منذ قرون، فكان من شأن الإسلام تحرير النّاس عن هذه القيود الثّقيلة، و كان الإمام عليه السّلام في هذا المضيق من الفرصة و على اهبة سفر مهيب شاغل إلى مقصد هائل و هو معركة صفّين الدامية الهدّامة، يفتح مدرسة جديدة في محيط الإسلام و يبدأ تعليمات عالية انسانيّة في هذه الجمل القصار الوجيزة نلخّصها في الأعداد التالية:
1- التشريفات البلاطية بهذه الصّور ممّا لا ينتفع به الامراء نفعا عقلانيا للدّنيا أو الاخرة، فهي من اللهو الباطل الممقوت.
2- تحمّل هذه المشقّات مبغوض عند الإسلام و موجب لعذاب الاخرة.
3- أخسر المشقّات ما يتبعها العقاب، و أربح الاستراحة الاشتغال بما فيه أمان من النّار.
الترجمة:
علي عليه السّلام بسوى شام سفر كرد و چون بشهر أنبار رسيد -در كناره فرات- دهقانان أنبار در برابر آن حضرت از مركب هاى خود پياده شدند و در جلو او دويدند -و باصطلاح پاكوبى كردند- علي عليه السّلام به آنها فرمود: اين كار شما چه معنى دارد؟
در پاسخ گفتند: اين رسمى است كه ما بوسيله آن امراء خود را تعظيم مى كنيم -إظهار احساسات- آن حضرت فرمود: بخدا اين كار براى امراء شما سودى ندارد و براستى كه شما خود را بدين كار در دنيا رنج مى دهيد و در ديگر سراى بدان بدبخت مى شويد، وه چه بسا زيانبار است رنجى كه عذابش در دنبال، و چه بسيار سودمند است استراحتى كه قرين أمان از دوزخ و وبال است.
كار مولا چه به پيكار كشيد در ره شام بأنبار رسيد
بر علي چشم دهاقين افتاد همه از شوق شعف در فرياد
مى دويدند به پيشش چالاك پاى كوبان همه اندر سر خاك
گفت مولا بدهاقين كاين چيست؟ همه گفتند كه يك رسم شهى است
ما به پيش امرا مى تازيم نرد تعظيم چنين مى بازيم
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 72
گفت: اين كار ندارد سودى كه تن خويش از آن فرسودى
خويش را رنجه بدنيا سازيد با شقاوت سوى عقبا تازيد
چه زيانبار بود آن سختى كه بدنبال كشد بدبختى
چه خوش آن راحت بى درد و وبال كه أمان آورد از وزر و وبال