نماز وتر (مصباح المتهجد)
۱۸ اسفند ۱۳۹۳ 0 ادعیه و زیاراتثم يقوم إلى المفردة من الوتر فيتوجه بما قدمناه من السبع التكبيرات ثم يقرأ فيها الحمد و قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ ثلاث مرات و المعوذتين ثم يرفع يديه بالدعاء فيدعو بما أحب و الأدعية في ذلك لا تحصى غير أنا نذكر من ذلك جملة مقنعة إن شاء الله تعالى و ليس في ذلك شيء موقت لا يجوز خلافه
و يستحب أن يبكي الإنسان في القنوت من خشية الله و الخوف من عقابه أو يتباكى و لا يجوز البكاء لشيء من مصائب الدنيا. و يستحب أن يدعو بهذا الدعاء و هو-
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ اَلْحَلِيمُ اَلْكَرِيمُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ اَلْعَلِيُّ اَلْعَظِيمُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ رَبُّ اَلسَّمَاوَاتِ اَلسَّبْعِ
وَ رَبُّ اَلْأَرَضِينَ اَلسَّبْعِ وَ مَا بَيْنَهُمَا وَ مَا فَوْقَهُنَّ وَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ-
(وَ سَلاٰمٌ عَلَى اَلْمُرْسَلِينَ وَ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ) [1] يَا اَللَّهُ اَلَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَافِنِي مِنْ شَرِّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ
وَ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ اَلْعَرَبِ وَ اَلْعَجَمِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ
صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ بِلَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَدِيدٍ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ ضَعِيفٍ وَ مِنْ شَرِّ اَلصَّوَاعِقِ
وَ اَلْبَرَدِ وَ مِنْ شَرِّ اَلْهَامَّةِ وَ اَلْعَامَّةِ وَ اَللاَّمَّةِ وَ اَلْخَاصَّةِ اَللَّهُمَّ مَنْ كَانَ أَمْسَى أَوْ أَصْبَحَ
وَ لَهُ ثِقَةٌ أَوْ رَجَاءٌ غَيْرُكَ فَإِنِّي أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ وَ أَنْتَ ثِقَتِي وَ رَجَائِي فِي اَلْأُمُورِ كُلِّهَا
فَاقْضِ لِي خَيْرَ كُلِّ عَافِيَةٍ يَا أَكْرَمَ مَنْ سُئِلَ وَ يَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى وَ يَا أَرْحَمَ مَنِ اُسْتُرْحِمَ
صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اِرْحَمْ ضَعْفِي وَ قِلَّةَ حِيلَتِي وَ اُمْنُنْ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ وَ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ اَلنَّارِ
وَ عَافِنِي فِي نَفْسِي وَ فِي جَمِيعِ أُمُورِي كُلِّهَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ اَللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَى وَ لاَ تُرَى
وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ اَلْأَعْلَى وَ إِلَيْكَ اَلرُّجْعَى وَ اَلْمُنْتَهَى وَ لَكَ اَلْمَمَاتُ وَ اَلْمَحْيَا وَ إِنَّ لَكَ اَلْآخِرَةَ وَ اَلْأُولَى
اَللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزىٰ اَللَّهُمَّ اِهْدِنِي فِي مَنْ هَدَيْتَ وَ عَافِنِي فِي مَنْ عَافَيْتَ
وَ تَوَلَّنِي فِي مَنْ تَوَلَّيْتَ وَ نَجِّنِي مِنَ اَلنَّارِ فِي مَنْ نَجَّيْتَ وَ قِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ إِنَّكَ تَقْضِي
وَ لاَ يُقْضَى عَلَيْكَ وَ تُجِيرُ وَ لاَ يُجَارُ عَلَيْكَ وَ تَسْتَغْنِي وَ يُفْتَقَرُ إِلَيْكَ وَ اَلْمَصِيرُ وَ اَلْمَعَادُ إِلَيْكَ يَعِزُّ مَنْ وَالَيْتَ
وَ لاَ يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ وَ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ آمَنْتُ بِكَ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ
اَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ اَلْبَلاَءِ وَ مِنْ سُوءِ اَلْقَضَاءِ وَ دَرَكِ اَلشَّقَاءِ وَ تَتَابُعِ اَلْفَنَاءِ وَ شَمَاتَةِ اَلْأَعْدَاءِ
وَ سُوءِ اَلْمَنْظَرِ فِي اَلنَّفْسِ وَ اَلْأَهْلِ وَ اَلْمَالِ وَ اَلْوَلَدِ وَ اَلْأَحِبَّاءِ وَ اَلْإِخْوَانِ وَ اَلْأَوْلِيَاءِ وَ عِنْدَ مُعَايَنَةِ اَلْمَوْتِ
وَ عِنْدَ مَوَاقِفِ اَلْخِزْيِ فِي اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ هَذَا مَقَامُ اَلْعَائِذِ بِكَ مِنَ اَلنَّارِ اَلتَّائِبِ اَلطَّالِبِ اَلرَّاغِبِ إِلَى اَللَّهِ
وَ تَقُولُ ثَلاَثاً
أَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ مِنَ اَلنَّارِ
ثُمَّ تَرْفَعُ يَدَيْكَ وَ تَمُدُّهُمَا وَ تَقُولُ-
(وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ مٰا أَنَا مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ) [2]
(إِنَّ صَلاٰتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيٰايَ وَ مَمٰاتِي لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ لاٰ شَرِيكَ لَهُ وَ بِذٰلِكَ أُمِرْتُ) [3] وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ صَلِّ عَلَى مَلاَئِكَتِكَ اَلْمُقَرَّبِينَ وَ أُولِي اَلْعَزْمِ مِنْ اَلْمُرْسَلِينَ وَ اَلْأَنْبِيَاءِ اَلْمُنْتَجَبِينَ
وَ اَلْأَئِمَّةِ اَلرَّاشِدِينَ أَوَّلِهِمْ وَ آخِرِهِمْ اَللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ اَلْكِتَابِ وَ جَمِيعَ اَلْمُشْرِكِينَ وَ مَنْ ضَارَعَهُمْ مِنَ اَلْمُنَافِقِينَ
فَإِنَّهُمْ يَتَقَلَّبُونَ فِي نِعْمَتِكَ وَ يَجْعَلُونَ اَلْحَمْدَ لِغَيْرِكَ فَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُونَ وَ عَمَّا يَصِفُونَ عُلُوّاً كَبِيراً
اَللَّهُمَّ اِلْعَنِ اَلرُّؤَسَاءَ وَ اَلْقَادَةَ وَ اَلْأَتْبَاعَ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ اَلَّذِينَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِكَ اَللَّهُمَّ أَنْزِلْ بِهِمْ بَأْسَكَ
وَ نَقِمَتَكَ فَإِنَّهُمْ كَذَبُوا عَلَى رَسُولِكَ وَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ وَ أَفْسَدُوا عِبَادَكَ وَ حَرَّفُوا كِتَابَكَ وَ غَيَّرُوا سُنَّةَ نَبِيِّكَ
اَللَّهُمَّ اِلْعَنْهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ وَ أَوْلِيَاءَهُمْ وَ أَعْوَانَهُمْ وَ مُحِبِّيهِمْ وَ اُحْشُرْهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ إِلَى جَهَنَّمَ زُرْقاً
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ عَلَى أَئِمَّةِ اَلْهُدَى اَلرَّاشِدِينَ اَلْمَهْدِيِّينَ .
ثم يدعو لإخوانه المؤمنين و يستحب أن يذكر أربعين نفسا فما زاد عليهم فإن من فعل ذلك استجيبت دعوته إن شاء الله و تدعو بما أحببت ثم يستغفر الله سبعين مرة و روي مائة مرة فتقول-
أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ
وَ تَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ
أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ اَلَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ لِجَمِيعِ ظُلْمِي وَ جُرْمِي وَ إِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ
ثُمَّ تَقُولُ
رَبِّ أَسَأْتُ وَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَ بِئْسَ مَا صَنَعْتُ وَ هَذِهِ يَدَايَ يَا رَبِّ جَزَاءً بِمَا كَسَبَتْ وَ هَذِهِ رَقَبَتِي
خَاضِعَةٌ لِمَا أَتَيْتُ وَ هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسِيَ اَلرِّضَا حَتَّى تَرْضَى لَكَ اَلْعُتْبَى لاَ أَعُودُ
ثُمَّ تَقُولُ
اَلْعَفْوَ اَلْعَفْوَ
ثَلاَثَ مِائَةِ مَرَّةٍ وَ تَقُولُ
رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَ اِرْحَمْنِي وَ تُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ اَلتَّوّٰابُ اَلرَّحِيمُ
ثُمَّ يَرْكَعُ فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ يَقُولُ
هَذَا مَقَامُ مَنْ حَسَنَاتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ وَ سَيِّئَاتُهُ بِعَمَلِهِ وَ ذَنْبُهُ عَظِيمٌ وَ شُكْرُهُ قَلِيلٌ
وَ لَيْسَ لِذَلِكَ إِلاَّ دَفْعُكَ وَ رَحْمَتُكَ- إِلَهِي طُمُوحُ اَلْآمَالِ قَدْ خَابَتْ إِلاَّ لَدَيْكَ
وَ مَعَاكِفُ اَلْهِمَمِ قَدْ تَعَطَّلَتْ إِلاَّ عَلَيْكَ وَ مَذَاهِبُ اَلْعُقُولِ قَدْ سَمَتْ إِلاَّ إِلَيْكَ فَأَنْتَ اَلرَّجَاءُ وَ إِلَيْكَ اَلْمُلْتَجَأُ
يَا أَكْرَمَ مَقْصُودٍ وَ يَا أَجْوَدَ مَسْئُولٍ هَرَبْتُ إِلَيْكَ بِنَفْسِي يَا مَلْجَأَ اَلْهَارِبِينَ بِأَثْقَالِ اَلذُّنُوبِ أَحْمِلُهَا عَلَى ظَهْرِي
لاَ أَجِدُ لِي إِلَيْكَ شَافِعاً سِوَى مَعْرِفَتِي إِنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ لَجَأَ إِلَيْهِ اَلْمُضْطَرُّونَ وَ أَمَّلَ مَا لَدَيْهِ اَلرَّاغِبُونَ
يَا مَنْ فَتَقَ اَلْعُقُولَ بِمَعْرِفَتِهِ وَ أَطْلَقَ اَلْأَلْسُنَ بِحَمْدِهِ وَ جَعَلَ مَا اِمْتَنَّ بِهِ عَلَى خَلْقِهِ إِكْمَالاً لِأَيَادِيهِ وَ تَأْدِيَةِ حَقِّهِ
صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لاَ تَجْعَلْ لِلْهُمُومِ عَلَى عَقْلِي سَبِيلاً وَ لاَ لِلْبَاطِلِ عَلَى عَمَلِي دَلِيلاً
اَللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِكَ اَلْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيِّكَ اَلْمُرْسَلِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ- (كٰانُوا قَلِيلاً مِنَ اَللَّيْلِ
مٰا يَهْجَعُونَ وَ بِالْأَسْحٰارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [4] طَالَ هُجُوعِي وَ قَلَّ قِيَامِي وَ هَذَا اَلسَّحَرُ
وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبِي اِسْتِغْفَارَ مَنْ لاَ يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَ لاَ ضَرّاً وَ لاَ مَوْتاً وَ لاٰ حَيٰاةً وَ لاٰ نُشُوراً .
وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُزَادَ هَذَا اَلدُّعَاءُ فِي اَلْوَتْرِ
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً لِنَعْمَائِهِ وَ اِسْتِدْعَاءً لِمَزِيدِهِ وَ اِسْتِجَلاباً لِرِزْقِهِ وَ اِسْتِخْلاَصاً لَهُ وَ بِهِ دُونَ غَيْرِهِ
وَ عِيَاذاً بِهِ مِنْ كُفْرَانِهِ وَ اَلْإِلْحَادِ فِي عَظَمَتِهِ وَ كِبْرِيَائِهِ حَمْدَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَا بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ عِنْدِ رَبِّهِ
وَ مَا مَسَّهُ مِنْ عُقُوبَةٍ فَبِسُوءِ جِنَايَةِ يَدِهِ وَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَ رَسُولِهِ وَ خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ
وَ ذَرِيعَةِ اَلْمُؤْمِنِينَ إِلَى رَحْمَتِهِ وَ عَلَى آلِهِ اَلطَّاهِرِينَ مِنْ عِتْرَتِهِ اَللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ نَدَبْتَ إِلَى فَضْلِكَ
وَ أَمَرْتَ بِدُعَائِكَ وَ ضَمِنْتَ اَلْإِجَابَةَ لِعِبَادِكَ وَ لَمْ يَخِبْ مَنْ فَزِعَ إِلَيْكَ بِرَغْبَتِهِ وَ قَصَدَ إِلَيْكَ بِحَاجَتِهِ
وَ لَمْ تَرْجِعْ يَدُ طَالِبِهِ صِفْراً مِنْ عَطَائِكَ وَ لاَ خَائِبَةً مِنْ نِحَلِ هِبَاتِكَ وَ أَيُّ رَاحِلٍ رَحَلَ إِلَيْكَ
فَلَمْ يَجِدْكَ قَرِيباً أَمْ أَيُّ وَافِدٍ وَفَدَ عَلَيْكَ فَاقْتَطَعَتْهُ عَوَائِقُ اَلرَّدِّ دُونَكَ بَلْ أَيُّ مُحْتَفِرٍ مِنْ فَضْلِكَ لَمْ يُمْهِهِ
فَيْضُ جُودِكَ وَ أَيُّ مُسْتَنْبِطٍ لِمَزِيدِكَ أَكْدَى دُونَ اِسْتِمَاحَةِ سِجَالِ عَطِيَّتِكَ إِلَهِي وَ قَدْ قَصَدْتُ إِلَيْكَ بِرَغْبَتِي
وَ قَرَعَتْ بَابَ فَضْلِكَ يَدُ مَسْأَلَتِي وَ نَاجَاكَ بِخُشُوعِ اَلاِسْتِكَانَةِ قَلْبِي وَ وَجَدْتُكَ خَيْرَ شَفِيعٍ لِي إِلَيْكَ وَ قَدْ عَلِمْتُ
يَا إِلَهِي مَا يَحْدُثُ مِنْ طَلِبَتِي قَبْلَ أَنْ يَخْطُرَ بِفِكْرِي أَوْ يَقَعَ فِي خَلَدِي فَصِلِ اَللَّهُمَّ دُعَائِي إِيَّاكَ بِإِجَابَتِي
وَ اِشْفَعْ مَسْأَلَتِي بِنُجْحِ طَلِبَتِي اَللَّهُمَّ وَ قَدْ شَمِلَنَا زَيْغُ اَلْفِتَنِ وَ اِسْتَوْلَتْ عَلَيْنَا عَشْوَةُ اَلْحِيرَةِ وَ قَارَعَنَا اَلذُّلُّ وَ اَلصَّغَارُ
وَ حُكِّمَ عَلَيْنَا غَيْرُ اَلْمَأْمُونِينَ فِي دِينِكَ وَ اِبْتَزَّ أُمُورَنَا مَعَادِنُ اَلْأُبَنِ مِمَّنْ عَطَّلَ حُكْمَكَ وَ سَعَى فِي إِتْلاَفِ عِبَادِكَ وَ إِفْسَادِ بِلاَدِكَ
اَللَّهُمَّ وَ قَدْ عَادَ فَيْئُنَا دَوْلَةً بَعْدَ اَلْقِسْمَةِ وَ إِمَارَتُنَا غَلَبَةً بَعْدَ اَلْمَشُورَةِ وَ عُدْنَا مِيرَاثاً بَعْدَ اَلاِخْتِيَارِ لِلْأَمَةِ وَ اُشْتُرِيَتِ اَلْمَلاَهِي
وَ اَلْمَعَازِفُ بِسَهْمِ اَلْيَتِيمِ وَ اَلْأَرْمَلَةِ وَ رَعَى فِي مَالِ اَللَّهِ مَنْ لاَ يَرْعَى لَهُ حُرْمَةً وَ حَكَمَ فِي أَبْشَارِ اَلْمُؤْمِنِينَ أَهْلُ اَلذِّمَّةِ
وَ وُلِّيَ اَلْقِيَامَ بِأُمُورِهِمْ فَاسِقُ كُلِّ قَبِيلَةٍ فَلاَ ذَائِدٌ يَذُودُهُمْ عَنْ هَلَكَةٍ وَ لاَ رَاعٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ اَلرَّحْمَةِ وَ لاَ ذُو شَفَقَةٍ
يُشْبِعُ اَلْكَبِدَ اَلْحَرَّي مِنْ مَسْغَبَةٍ فَهُمْ أُولُو ضَرْعٍ بِدَارِ مَضْيَعَةٍ وَ أُسَرَاءُ مَسْكَنَةٍ وَ خُلَفَاءُ كَآبَةٍ وَ ذِلَّةٍ اَللَّهُمَّ وَ قَدِ اُسْتُحْصِدَ
زَرْعُ اَلْبَاطِلِ وَ بَلَغَ نِهَايَتَهُ وَ اُسْتُحْكِمَ عَمُودُهُ وَ اُسْتُجْمِعَ طَرِيدُهُ وَ خَذْرَفَ وَلِيدُهُ وَ بَسَقَ بِطُولِهِ وَ ضَرَبَ بِجِرَانِهِ
اَللَّهُمَّ فَأَتِحْ لَهُ مِنَ اَلْحَقِّ يَداً حَاصِدَةً تَصْرَعُ قَائِمَهُ وَ تَهْشِمُ سُوقَهُ وَ تَجُذُّ سَنَامَهُ وَ تَجْدَعُ مَرَاغِمَهُ لِيَسْتَخْفِيَ اَلْبَاطِلُ بِقُبْحِ حِلْيَتِهِ
وَ يَظْهَرَ اَلْحَقُّ بِحُسْنِ صُورَتِهِ اَللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لِلْجَوْرِ دِعَامَةً إِلاَّ قَصَمْتَهَا وَ لاَ جُنَّةً إِلاَّ أَهْلَكْتَهَا وَ لاَ كَلِمَةً مُجْتَمِعَةً إِلاَّ فَرَّقْتَهَا
وَ لاَ سَرِيَّةَ ثِقْلٍ إِلاَّ خَفَّفْتَهَا وَ لاَ خَضْرَاءَ إِلاَّ أَبَدْتَهَا اَللَّهُمَّ وَ كَوِّرْ شَمْسَهُ وَ حُطَّ نُورَهُ وَ أُمَّ بِالْحَقِّ رَأْسَهُ
وَ فُضَّ جُيُوشَهُ وَ أَوْغِرْ قُلُوبَ أَهْلِهِ اَللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ مِنْهُ بَقِيَّةً إِلاَّ أَفْنَيْتَ وَ لاَ ثَنِيَّةً إِلاَّ سَوَّيْتَ وَ لاَ حَلْقَةً
إِلاَّ قَصَمْتَ وَ لاَ سِلاَحاً إِلاَّ أَكْلَلْتَ وَ لاَ حَدّاً إِلاَّ أَفْلَلْتَ وَ لاَ كُرَاعاً إِلاَّ اِجْتَحْتَ وَ لاَ حَامِلَةَ عَلَمٍ إِلاَّ نَكَبْتَ
اَللَّهُمَّ أَرِنَا أَنْصَارَهُ عَبَادِيدَ بَعْدَ اَلْأُلْفَةِ وَ شَتَّى بَعْدَ اَلاِجْتِمَاعِ وَ مُقْنِعِي اَلرُّءُوسِ بَعْدَ اَلظُّهُورِ عَلَى اَلْأُمَّةِ
اَللَّهُمَّ وَ أَسْفِرْ لَنَا عَنْ نَهَارِ اَلْعَدْلِ وَ أَرِنَاهُ سَرْمَداً لاَ لَيْلَ فِيهِ وَ أَهْطِلْ عَلَيْنَا نَاشِئَتَهُ وَ أَدِلْ لَهُ مِمَّنْ نَاوَاهُ
وَ أَصْبِحْ بِهِ فِي غَسَقِ اَلظُّلْمَةِ وَ بُهَمِ اَلْحَيْرَةِ اَللَّهُمَّ وَ أَحْيِ بِهِ اَلْقُلُوبَ اَلْمَيِّتَةَ وَ اِجْمَعْ بِهِ اَلْأَهْوَاءَ اَلْمُخْتَلِفَةَ
وَ أَقِمْ بِهِ اَلْحُدُودَ اَلْمُعَطَّلَةَ وَ اَلْأَحْكَامَ اَلْمُهْمَلَةَ وَ أَشْبِعْ بِهِ اَلْخِمَاصَ اَلسَّاغِبَةَ وَ أَرِحْ بِهِ اَلْأَبْدَانَ اَللاَّغِبَةَ
اَللَّهُمَّ وَ كَمَا أَلْهَجْتَنَا بِذِكْرِهِ وَ أَخْطَرْتَ بِبَالِنَا دُعَاءَكَ لَهُ وَ وَفَّقْتَنَا لِلدُّعَاءِ لَهُ وَ حِيَاشَةِ أَهْلِ اَلْغَفْلَةِ عَلَيْهِ وَ أَسْكَنْتَ قُلُوبَنَا مَحَبَّتَهُ
وَ اَلطَّمَعَ بِهِ وَ حُسْنَ اَلظَّنِّ بِكَ لِإِقَاصَتِهِ اَللَّهُمَّ فَآتِ لَنَا مِنْهُ عَلَى حُسْنِ يَقِينِنَا يَا مُحَسِّنَ اَلظُّنُونِ اَلْحَسَنَةِ وَ يَا مُصَدِّقَ اَلْآمَالِ اَلْمُبَطِّئَةِ
اَللَّهُمَّ وَ أَكْذِبْ بِهِ اَلْمُتَأَلِّينَ عَلَيْكَ فِيهِ وَ أَخْلِفْ ظَنُونَ اَلْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ اَلْآيِسِينَ مِنْهُ اَللَّهُمَّ وَ اِجْعَلْنَا سَبَباً مِنْ أَسْبَابِهِ
وَ عَلَماً مِنْ أَعْلاَمِهِ وَ مَعْقِلاً مِنْ مَعَاقِلِهِ وَ نَضِّرْ وُجُوهَنَا بِتَحْلِيَتِهِ وَ أَكْرِمْنَا بِنُصْرَتِهِ وَ اِجْعَلْ فِينَا خَيْراً يُطَهِّرُنَا
وَ لاَ تُشْمِتَنَّ بِنَا حَاسِدِي اَلنِّعَمِ يَا رَادَّ اَلنِّقَمِ وَ اَلْمُتَرَبِّصِينَ بِنَا حُلُولَ اَلْفِتَنِ وَ نُزُولَ اَلْمُثَلِ فِي دَارِ اَلنِّقَمِ فَقَدْ تَرَى بَرَاءَةَ سَاحَتِنَا
وَ خَلاَءَ ذَرْعِنَا مِنَ اَلْإِضْمَارِ لَهُمْ عَلَى إِحْنَةٍ أَوِ اَلتَّمَنِّي لَهُمْ وُقُوعَ جَائِحَةٍ وَ مَا يَتَنَاوَلُ مِنْ تَحْصِينِهِمْ بِالْعَافِيَةِ
وَ مَا أَضْبَئُوا لَنَا مِنِ اِنْتِظَارِ اَلْفُرْصَةِ وَ طَلَبِ اَلْغَفْلَةِ اَللَّهُمَّ وَ قَدْ عَرَّفْتَنَا مِنْ أَنْفُسِنَا وَ بَصَّرْتَنَا مِنْ عُيُوبِنَا خِلاَلاً نَخْشَى
أَنْ تَقْعُدَ بِنَا عَنِ اِشْتِهَارِ إِجَابَتِكَ وَ أَنْتَ اَلْمُتَفَضِّلُ عَلَى غَيْرِ اَلْمُحْسِنِينَ وَ اَلْمُبْتَدِئُ بِالْإِحْسَانِ غَيْرَ اَلسَّائِلِينَ
فَأْتِنَا مِنْ أَمْرِنَا عَلَى حَسَبِ كَرَمِكَ وَ جُودِكَ وَ فَضْلِكَ وَ اِمْتِنَانِكَ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحْكُمُ مَا تُرِيدُ
إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ وَ مِنْ جَمِيعِ ذُنُوبِنَا تَائِبُونَ اَللَّهُمَّ وَ اَلدَّاعِيَ إِلَيْكَ وَ اَلْقَائِمَ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبَادِكَ اَلْفَقِيرَ إِلَى رَحْمَتِكَ
وَ اَلْمُحْتَاجَ إِلَى مَعُونَتِكَ عَلَى طَاعَتِكَ إِذَا اِبْتَدَأْتَهُ بِنِعْمَتِكَ وَ أَلْبَسْتَهُ أَثْوَابَ كَرَامَتِكَ وَ ثَبَّتَّ وَطْأَتَهُ فِي اَلْقُلُوبِ مِنْ مَحَبَّتِكَ
وَ وَفَّقْتَهُ لِلْقِيَامِ بِمَا أَغْمَضَ فِيهِ أَهْلُ زَمَانِهِ مِنْ أَمْرِكَ وَ جَعَلْتَهُ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبَادِكَ وَ نَاصِراً لِمَنْ لاَ يَجِدُ لَهُ نَاصِراً غَيْرَكَ
وَ مُجَدِّداً لِمَا عُطِّلَ مِنْ أَحْكَامِ كِتَابِكَ وَ مُشَيِّداً لِمَا وَرَدَ مِنْ أَعْلاَمِ سُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَاجْعَلْهُ اَللَّهُمَّ فِي حَصَانَةٍ
مِنْ بَأْسِ اَلْمُعْتَدِينَ وَ أَشْرِقْ بِهِ اَلْقُلُوبَ اَلْمُخْتَلِفَةَ مِنْ بُغَاةِ اَلدِّينِ وَ بَلِّغْهُ أَفْضَلَ مَا بَلَّغْتَ بِهِ اَلْقَائِمِينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْبَاعِ اَلنَّبِيِّينَ
اَللَّهُمَّ وَ أَذْلِلْ بِهِ مَنْ لَمْ تُسْهِمْ لَهُ فِي اَلرُّجُوعِ إِلَى مَحَبَّتِكَ وَ نَصَبَ لَهُ اَلْعَدَاوَةَ وَ اِرْمِ بِحَجَرِكَ مَنْ أَرَادَ اَلتَّأْلِيبَ عَلَى دِينِكَ بِإِذْلاَلِهِ
وَ تَشْتِيتِ جَمْعِهِ وَ اِغْضَبْ لِمَنْ لاَ قُوَّةَ لَهُ وَ لاَ طَائِلَةَ عَادَى اَلْأَقْرَبِينَ وَ اَلْأَبْعَدِينَ فِيكَ مَنّاً مِنْكَ عَلَيْهِ لاَ مَنّاً مِنْهُ عَلَيْكَ
اَللَّهُمَّ كَمَا نَصَبَ نَفْسَهُ فِيكَ غَرَضاً لِلْأَبْعَدِينَ وَ جَادَ بِبَذْلِ مُهْجَتِهِ لَكَ فِي اَلذَّبِّ عَنْ حُرَمِ اَلْمُسْلِمِينَ وَ رَدَّ شَرَّ بُغَاةِ اَلْمُرْتَدِّينَ
لِيَخْفَى مَا جُهِرَ بِهِ مِنَ اَلْمَعَاصِي وَ أَبْدَى مَا كَانَ نَبَذَهُ اَلْعُلَمَاءُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ فِيمَا أُخِذَ مِيثَاقُهُمْ عَلَى أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلنَّاسِ
وَ لاَ يَكْتُمُوهُ وَ دَعَا إِلَى اَلْإِقْرَارِ لَكَ بِالطَّاعَةِ وَ أَنْ لاَ يُجْعَلَ لَكَ شَرِيكٌ مِنْ خَلْقِكَ يَعْلُو أَمْرُهُ عَلَى أَمْرِكَ مَعَ مَا يَتَجَرَّعُهُ
فِيكَ مِنْ مَرَارَاتِ اَلْغَيْظِ اَلْجَائِحَةِ لِحَوَاسِّ اَلْقُلُوبِ وَ مَا يَعْتَوِرُهُ مِنَ اَلْغُمُومِ وَ يَفْزَعُ عَلَيْهِ مِنْ أَحْدَاثِ اَلْخُطُوبِ
وَ يَشْرَقُ بِهِ مِنَ اَلْغُصَصِ اَلَّتِي لاَ تَبْتَلِعُهَا اَلْحُلُوقُ وَ لاَ تَحْتَوِي عَلَيْهَا اَلضُّلُوعُ عِنْدَ نَظَرِهِ إِلَى أَمْرٍ مِنْ أَمْرِكَ
لاَ تَنَالُهُ يَدُهُ بِتَغْيِيرِهِ وَ رَدِّهِ إِلَى مَحَبَّتِكَ فَاشْدُدِ اَللَّهُمَّ أَزْرَهُ بِنَصْرِكَ وَ أَطِلْ بَاعَهُ فِيمَا قَصُرَ عَنْهُ مِنِ اِطِّرَادِ اَلرَّاتِعِينَ
فِي حِمَاكَ وَ زِدْ فِي قُوَّتِهِ بَسْطَةً مِنْ تَأْيِيدِكَ وَ لاَ تُوحِشْهُ مِنْ أُنْسِهِ وَ لاَ تَخْتَرِمْهُ دُونَ أَمَلِهِ مِنَ اَلصَّلاَحِ اَلْفَاشِي
فِي أَهْلِ مِلَّتِهِ وَ اَلْعَدْلِ اَلظَّاهِرِ فِي أُمَّتِهِ اَللَّهُمَّ وَ شَرِّفْ بِمَا اُسْتُقْبِلَ بِهِ مِنَ اَلْقِيَامِ لَدَى مَوَاقِفِ اَلْحِسَابِ مَقَامَهُ
وَ سُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِرُؤْيَتِهِ وَ مَنْ تَبِعَهُ عَلَى دَعْوَتِهِ وَ أَجْزِلْ عَلَى مَا رَأَيْتَهُ قَائِماً بِهِ
مِنْ أَمْرِكَ ثَوَابَهُ وَ أَبِنْ قُرْبَ دُنُوِّهِ مِنْكَ فِي حِمَاكَ وَ اِرْحَمْ اِسْتِكَانَتَنَا مِنْ بَعْدِهِ وَ اِسْتِخْذَاءَنَا لِمَنْ كُنَّا نَقْمَعُهُ بِهِ
إِذْ أَفْقَدْتَنَا وَجْهَهُ وَ بَسَطْتَ أَيْدِيَ مَنْ كُنْتَ بَسَطْتَ أَيْدِيَنَا عَلَيْهِ لِتَرُدَّهُ عَنْ مَعْصِيَتِكَ فَافْتَرَقْنَا بَعْدَ اَلْأُلْفَةِ
وَ اَلاِجْتِمَاعِ تَحْتَ ظِلِّ كَنَفِهِ وَ تَلَهَّفْنَا عِنْدَ اَلْقُرْبِ عَلَى مَا أَقْعَدْتَنَا عَنْ نُصْرَتِهِ وَ طَلَبْنَا مِنَ اَلْقِيَامِ بِحَقِّ اَللَّهِ تَعَالَى
مَا لاَ سَبِيلَ إِلَى رَجْعَتِهِ فَاجْعَلْهُ اَللَّهُمَّ فِي أَمْنٍ مِمَّا نُشْفِقُ عَلَيْهِ مِنْهُ وَ رُدَّ عَنْهُ مِنْ سِهَامِ اَلْمَكَايِدِ مَا يُوَجِّهُهُ أَهْلُ اَلشَّنَآنِ إِلَيْهِ
وَ إِلَى شُرَكَائِهِ فِي أَمْرِهِ وَ مُعَاوِنِيهِ عَلَى طَاعَةِ رَبِّهِ اَلَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ سِلاَحَهُ وَ أُنْسَهُ وَ مَفْزَعَهُ اَلَّذِينَ سَلَوْا عَنِ اَلْأَهْلِ وَ اَلْأَوْلاَدِ
وَ عَطَّلُوا اَلْوَثِيرَ مِنَ اَلْمِهَادِ قَدْ رَفَضُوا تِجَارَاتِهِمْ وَ أَضَرُّوا بِمَعَايِشِهِمْ وَ فَقَدُوا أَنْدِيَتَهُمْ بِغَيْرِ غَيْبَةٍ عَنْ مِصْرِهِمْ
وَ حَالَفُوا اَلْبَعِيدَ مِمَّنْ عَاضَدَهُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ وَ قَلَوْا اَلْقَرِيبَ مِمَّنْ صَدَّهُمْ عَنْ جِهَتِهِمْ وَ اِئْتَلَفُوا بَعْدَ اَلتَّدَابُرِ وَ اَلتَّقَاطُعِ فِي دَهْرِهِ
وَ قَطَعُوا اَلْأَسْبَابَ اَلْمُتَّصِلَةَ بِعَاجِلِ حَظٍّ مِنَ اَلدُّنْيَا فَاجْعَلْهُمْ اَللَّهُمَّ فِي أَمْنِكَ وَ حِرْزِكَ وَ ظِلِّكَ وَ كَنَفِكَ وَ رُدَّ عَنْهُمْ بَأْسَ
مَنْ قَصَدَ إِلَيْهِمْ بِالْعَدَاوَةِ مِنْ عِبَادِكَ وَ أَجْزَلَ لَهُمْ عَلَى دَعْوَتِهِمْ مِنْ كِفَايَتِكَ وَ مَعُونَتِكَ وَ أَمِدَّهُمْ بِنَصْرِكَ وَ تَأْيِيدِكَ
وَ أَزْهِقْ بِحَقِّهِمْ بَاطِلَ مَنْ أَرَادَ إِطْفَاءَ نُورِهِمْ اَللَّهُمَّ وَ اِمْلَأْ بِهِمْ كُلَّ أُفُقٍ مِنَ اَلْآفَاقِ وَ قُطْرٍ مِنَ اَلْأَقْطَارِ قِسْطاً وَ عَدْلاً
وَ رَحْمَةً وَ فَضْلاً وَ اُشْكُرْهُمْ عَلَى مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَى اَلْقَائِمينَ بِقِسْطِهِمْ وَ اِدَّخِرْ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِكَ مَا تَرْفَعُ لَهُمْ بِهِ اَلدَّرَجَاتِ
إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحْكُمُ مَا تُرِيدُ وَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَى خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلْأَطْهَارِ
اَللَّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ هَذِهِ اَلنُّدْبَةَ اِمْتَحَتْ دَلاَلَتُهَا وَ دَرَسَتْ أَعْلاَمُهَا وَ عَفَتْ إِلاَّ ذِكْرَهَا وَ تِلاَوَةَ اَلْحُجَّةِ بِهَا اَللَّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ بَيْنِي
وَ بَيْنَكَ مُشْتَبِهَاتٍ تَقْطَعُنِي دُونَكَ وَ مُثَبَّطَاتٍ تُقْعِدُنِي عَنْ إِجَابَتِكَ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدَكَ لاَ يَرْحَلُ إِلَيْكَ إِلاَّ بِزَادٍ
وَ أَنَّكَ لاَ تُحْجَبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاَّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ اَلْأَعْمَالُ دُونَكَ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ زَادَ اَلرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرَادَةٍ يَخْتَارُكَ بِهَا
وَ يَصِيرُ بِهَا إِلَى مَا يُؤَدِّي إِلَيْكَ اَللَّهُمَّ وَ قَدْ نَادَاكَ بِعَزْمِ اَلْإِرَادَةِ قَلْبِي وَ اِسْتَبْقَى نِعْمَتَكَ بِفَهْمِ حُجَّتِكَ لِسَانِي
وَ مَا تَيَسَّرَ لِي مِنْ إِرَادَتِكَ اَللَّهُمَّ فَلاَ أُخْتَزَلَنَّ عَنْكَ وَ أَنَا أَؤُمُّكَ وَ لاَ أُخْتَلَجَنَّ عَنْكَ وَ أَنَا أَتَحَرَّاكَ
اَللَّهُمَّ وَ أَيِّدْنَا بِمَا تُسْتَخْرَجُ بِهِ فَاقَةُ اَلدُّنْيَا مِنْ قُلُوبِنَا وَ تُنْعِشُنَا مِنْ مَصَارِعِ هَوَانِهَا وَ تَهْدِمُ بِهَا عَنَّا مَا شُيِّدَ مِنْ بُنْيَانِهَا
وَ تَسْقِينَا بِكَأْسِ اَلسَّلْوَةِ عَنْهَا حَتَّى تُخَلِّصَنَا بِعِبَادَتِك وَ تُورِثَنَا مِيرَاثَ أَوْلِيَائِكَ اَلَّذِينَ ضَرَبْتَ لَهُمُ اَلْمَنَازِلَ إِلَى قَصْدِكَ
وَ آنَسْتَ وَحْشَتَهُمْ حَتَّى وَصَلُوا إِلَيْكَ اَللَّهُمَّ وَ إِنْ كَانَ هَوًى مِنْ هَوَى اَلدُّنْيَا أَوْ فِتْنَةٌ مِنْ فِتْنَتِهَا عَلِقَ بِقُلُوبِنَا حَتَّى قَطَعَنَا عَنْكَ
أَوْ حَجَبَنَا عَنْ رِضْوَانِكَ وَ قَعَدَ بِنَا عَنْ إِجَابَتِكَ اَللَّهُمَّ فَاقْطَعْ كُلَّ حَبْلٍ مِنْ حِبَالِهَا جَذَبَنَا عَنْ طَاعَتِكَ وَ أَعْرَضَ بِقُلُوبِنَا
عَنْ أَدَاءِ فَرَائِضِكَ وَ اِسْقِنَا عَنْ ذَلِكَ سَلْوَةً وَ صَبْراً يُورِدُنا عَلَى عَفْوِكَ وَ يُقْدِمُنَا عَلَى مَرْضَاتِكَ إِنَّكَ وَلِيُّ ذَلِكَ
اَللَّهُمَّ وَ اِجْعَلْنَا قَائِمِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بِأَحْكَامِكَ حَتَّى تُسْقِطَ عَنَّا مُؤَنَ اَلْمَعَاصِي- وَ اِقْمَعِ اَلْأَهْوَاءَ أَنْ تَكُونَ مُشَاوَرَةً
وَ هَبْ لَنَا وَطْءَ آثَارِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ وَ اَللُّحُوقَ بِهِمْ حَتَّى يَرْفَعَ اَلدِّينُ أَعْلاَمَهُ اِبْتِغَاءَ اَلْيَوْمِ اَلَّذِي عِنْدَكَ
اَللَّهُمَّ فَمُنَّ عَلَيْنَا بِوَطْءِ آثَارِ سَلَفِنَا وَ اِجْعَلْنَا خَيْرَ فَرَطٍ لِمَنِ اِئْتَمَّ بِنَا فَإِنَّكَ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرٌ
وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ اَلرَّاحِمِينَ وَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ اَلنَّبِيِّ وَ آلِهِ اَلْأَبْرَارِ
[1] ) سوره الصافات، آیات 181-182. [2] ) سوره انعام، آیه 79.
[3] ) سوره انعام، آیات 162-163. [4] ) سوره الذاریات، آیات 17-18.