منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 9، ص: 208
الفصل الثالث [و الرابع] منها:
و هو في مهلة من اللَّه يهوي مع الغافلين، و يغدو مع المذنبين، بلا سبيل قاصد، و لا إمام قائد. الفصل الرابع منها حتّى إذا كشف لهم عن جزاء معصيتهم، و استخرجهم من جلابيب غفلتهم، استقبلوا مدبرا، و استدبروا مقبلا، فلم ينتفعوا بما أدركوا من طلبتهم، و لا بما قضوا من وطرهم، و إنّي أحذّركم و نفسي هذه المنزلة.
اللغة:
(هوى) يهوي من باب ضرب هويا بالضمّ و الفتح و هواء بالمدّ سقط من أعلى إلى أسفل و (الجلباب) ما يغطى به من ثوب و غيره و قيل ثوب أوسع من الخمار و دون الرّداء و (الطلبة) بالكسر اسم كالطّلب محرّكة.
الاعراب:
جملة يهوى حال من فاعل الظّرف.
المعنى:
اعلم أنّ هذا الفصل من كلامه عليه السّلام متضمّن لفصلين اما الفصل الاول فقد قال الشّارح المعتزلي و غيره: انّه يصف فيه انسانا من أهل الضّلال غير معيّن كقوله عليه السّلام: رحم اللَّه امرء اتّقى ربّه و خاف ذنبه أقول: و هو إنّما يتمّ لو علم بعدم سبق ذكر مرجع للضّمير الآتى أعنى قوله:
هو، في كلامه عليه السّلام حذفه السيّد على ديدنه في الكتاب، و أمّا على تقدير سبقه و حذفه كما هو الأظهر في النّسخ الّتي فيها عنوان هذا الفصل بقوله (منها) بل الظّاهر أيضا في نسخة الشّارح المعتزلي الّتي عنوانه فيها بمن خطبة له عليه السّلام فلا و كيف كان فقوله (و هو في مهلة من اللَّه يهوى مع الغافلين) أراد أنّ اللَّه سبحانه أمدّ في عمره و أمهله و أخّر أجله و كان ذلك سببا لغفلته فهو يسقط و يتردّى من
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 9، ص: 211
درجة الكمال و السّلامة في مهابط الهلاك و مهوات الغفلة و ينخرط في سلك ساير الجهّال و الغافلين كنايه (و يغدو مع المذنبين) أى يصبح معهم و هو كناية عن موافقته لهم و ملازمته إيّاهم في ارتكاب المعاصي و انهماك الآثام و الذّنوب (بلا سبيل قاصد و لا إمام قائد) أى من دون أن يسلك سبيلا مستقيما يوصله إلى المطلوب و يتّبع إماما عادلا يقوده إلى الصّواب و أما الفصل الثاني متضمّن للنّصح و الموعظة و تذكير المخاطبين بالموت و تنبيههم من نوم الغفلة و هو قوله (حتّى إذا كشف لهم عن جزاء معصيتهم و استخرجهم من جلابيب غفلتهم) قال الشّارح البحراني: النفس ذو جهتين جهة تدبير أحوالها البدنيّة بما لها من القوّة العملية، و جهة استكمالها بقوّتها النظرية التي تتلقّى بها من العاليات كمالها، و بقدر خروجها عن حدّ العدل في استكمال قوّتها العملية تنقطع عن الجهة الأخرى و تكتنفها الهيآت البدنيّة فتكون في أغطية منها و جلابيب من الغفلة عن الجهة الاخرى بالانصباب إلى ما يقتنيه مما يعدّ خيرا في الدّنيا و بسبب انصبابها في هذه الجهة و تمكن تلك الهيآت البدنية منها يكون بعدها عن بارئها و نزولها في دركات الجحيم عن درجات النعيم و بالعكس كما قال صلّى اللَّه عليه و آله و: الدّنيا و الآخرة ضرّتان بقدر ما تقرب من إحداهما تبعد من الأخرى، و ظاهر إنّ بالموت تنقطع تلك الغفلة، و تنكشف تلك الحجب، فيؤمئذ يتذكر الانسان و أنى له الذّكرى، و يكون ما أثبته له يومئذ من تعلّق تلك الهيئات بنفسه و حطها له عن درجات الكمال من السلاسل و الأغلال هو جزاء معصيتهم المنكشف لهم، انتهى، هذا تشبيه المعقول بالمحسوس [حتّى إذا كشف لهم عن جزاء معصيتهم و استخرجهم من جلابيب غفلتهم ] و تشبيه الغفلة بالجلباب من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، و وجه الشّبه إحاطتها بهم و ملازمتها لهم إحاطة الثوب بالبدن و لزومه له و قوله (استقبلوا مدبرا و استدبروا مقبلا) أراد بالمدبر الّذي استقبلوه ما كان غائبا عنهم من الشقاء و النكال و النقم، و بالمقبل الّذي استدبروه ما كان حاضرا لهم من الآلاء و الأموال و النعم (فلم ينتفعوا بما أدركوا من طلبتهم) أى اللّذات الدّنيوية التي كانت أعظم طلباتهم، لأنّهم تركوها وراء ظهورهم (و لا بما قضوا من
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 9، ص: 212
وطرهم) أى الشهوات النفسانية الّتي كانت أهمّ حاجاتهم، لأنها قد زالت عنهم (و انّي أحذّركم و نفسي هذه المنزلة) أراد بها الحالة التي كان الموصوفون عليها من الغفلة و الجهالة، و تشريك نفسه عليه السّلام معهم في التحذير لتطييب قلوب السامعين و تسكين نفوسهم ليكونوا إلى الانقياد و الطاعة أقرب، و عن الآباء و النفرة أبعد، و في بعض النسخ بدل المنزلة المزلّة، فالمراد بها الدّنيا الّتي هي محلّ الزّيغ و الزّلل و الخطاء و الخطل.
الترجمة:
بعض ديگر از آن خطبه شريفه در صفت بعض أهل ضلالست مى فرمايد:
و آن شخص معصيت كار در مهلت است از پروردگار فرو مى افتد با غافلان، و صباح مى كند با گنه كاران، بدون راه راست و بدون پيشوائى كه كشنده خلايق است بطرف حضرت ربّ العزّة.
و بعض ديگر از اين خطبه متضمّن نصيحت و موعظه است مر مخاطبين را مى فرمايد: تا آنكه چون كشف كند خداى تعالى از جزاء معصيت ايشان، و خارج ميكند ايشان را از لباسهاى غفلت ايشان استقبال مى كنند بچيزى كه ادبار كرده بود و غايب بود از ايشان كه عبارتست از عقوبات آخرت، و استدبار مى كنند بچيزى كه حاضر بود ايشان را كه عبارتست از لذايذ دنيا، پس نفع نبردند از آنچه دريافتند از مطلوب خودشان، و نه به آنچه كه رسيدند از حاجت خود، و بدرستى كه من مى ترسانم شما را و نفس خود مرا از اين حالت غفلت.
افزودن دیدگاه جدید