اصول کافی: کتاب الحجه/ نام اشخاصی که امام زمان عجّل الله تعالی فرجه را دیده اند/ حدیث اول

1- محمّد بن عبد اللّه و محمّد بن يحيى جميعا، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:

اجتمعت أنا و الشيخ أبو عمرو- رحمه اللّه- عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن‏

                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏6، ص: 211

إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له: يا أبا عمرو إنّي اريد أن أسألك عن شي‏ء و ما أنا بشاكّ فيما اريد أن أسألك عنه، فانّ اعتقادي و ديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة إلّا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما، فاذا كان ذلك رفعت الحجّة و اغلق باب التّوبة «فلم يك ينفع نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً» فاولئك شرار من خلق اللّه عزّ و جلّ و هم الذين تقوم عليهم القيامة

__________________________________________________

قوله (و الشيخ أبو عمر،) هو عثمان سعيد العمرى و هو أول وكيل من الوكلاء الاربعة و أول سفير منهم.

قوله (أحمد بن اسحاق) هو أحد المذكورين سابقا.

قوله (فغمزنى أحمد بن اسحاق) الغمز العصر و الكبس باليد و الاشارة كالرمز بالعين أو الحاجب أو اليد يقال غمزت الشي‏ء بيدى و غمزته بعينى.

قوله (رفعت الحجة و أغلق باب التوبة) المراد بالحجة القرآن و صاحب الزمان «ع» و ظاهر قوله «أغلق باب التوبة» و ظاهر الآية يشعران بسقوط التكليف فى ذلك الزمان و ظاهر قوله «فاولئك شرار من خلق اللّه» يشعر ببقائه و لم يحضرنى من الاخبار ما يدل على أحدهما و يمكن أن يرجح الاول بما دل من الاخبار على أنه «لو بقى فى الارض اثنان لكان أحدهما الحجة» و على أنه «لو بقيت الارض بغير حجة لساخت» بتخصيص هذه الاخبار بزمان التكليف و بذلك يندفع التنافى بينها و بين هذا القول، و يمكن رفع التنافى أيضا بتخصيصها بغير الاربعين و ان وقع التكليف فى الاربعين أيضا لعدم الاعتداد به، و لكنه بعيد جدا فليتأمل.

قوله (فلم يكن ينفع نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً)

 «ايمانها» فاعل «ينفع» «و لم تكن آمنت» صفة لنفسا، و «أو كسبت» عطف على «آمنت» يعنى اذا تحققت هذه الآية التى هى من آيات قيام القيامة أعنى رفع الحجة و سد باب التوبة لا ينفع الايمان حينئذ نفسا لم تؤمن قبل هذه الآية أو آمنت و لم تكسب فى ايمانها خيرا من قبل لان هذا الزمان لما كان من مقدمات يوم القيامة كان حكمه حكم يوم القيامة فى أنه لا ينفع الايمان و العمل فيه و هذا حجة لمن ذهب الى أن الايمان المجرد عن العمل لا ينفع، و أما من ذهب الى أنه ينفع فهو اما أن يخصص عدم النفع بذلك الزمان أو يجعل العطف على «لم تكن آمنت» ليصير المعنى لا ينفع الايمان حينئذ نفسا كسبت فى ايمانها خيرا فكيف اذ لم يكسبه.

قوله (فاولئك شرار من خلق اللّه) أى اولئك الذين بقوا فى الارض بعد رفع الحجة منه و سد باب التوبة عليهم شرار من خلق اللّه لفقد الخير فيهم و لا بد من تخصيصهم بمن لم يؤمن و لم يعمل خيرا قبل الرفع و السد، و الشرار بالكسر خلاف الخيار.

                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏6، ص: 212

و لكنّي أحببت أن أزداد يقينا و إنّ إبراهيم عليه السّلام سأل ربّه عزّ و جلّ أن يريه كيف يحيى الموتى قالَ: أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى‏ وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي، و قد أخبرني أبو- عليّ أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سألته و قلت: من اعمال أو عمّن آخذ و قول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي و ما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له و أطع، فانّه الثقة المأمون، و أخبرني أبو عليّ أنّه سأل أبا محمّد عليه السّلام عن مثل ذلك، فقال له: العمري و ابنه ثقتان، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان و ما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما و أطعمها فانّهما الثقتان المأمونان، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك. قال: فخرّ أبو عمرو ساجدا و بكا، ثمّ قال: سل حاجتك فقلت: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمّد عليه السّلام؟ فقال: إي‏

__________________________________________________

قوله (تقوم عليهم القيامة) بعد إماتتهم جميعا.

قوله (و لكنى أحببت أن ازداد يقينا) اليقين هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع و له درجات متفاوتة و مراتب متباعدة يحصل بسبب التفاوت فى رفع المزاحمات الخيالية و التوهمات الوهمية التى لا تقدح فى أصل اليقين حتى يبلغ الى مرتبة عين اليقين و إليه يشير قول أمير المؤمنين «ع» «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» و لو لم يكن اليقين متفاوتا لما كان بينه «ع» و بين غيره فى ذلك تفاوت، و أيضا الفرق الضرورى بين يقين الأنبياء و الأوصياء و يقين غيرهم قاض بذلك، و تفاوت درجات الايمان أيضا مؤيد له.

قوله (و ان ابراهيم «ع») استشهاد لان سؤاله ليس بسبب الشك فيما يسأله بل لاجل أن يحصل له زيادة بصيرة و كمال يقين و سكون قلب كسؤال ابراهيم «ع» نقل أن ابراهيم (ع) أراد أن يصير علمه البرهانى باحياء الموتى عيانيا و نوره القلبى شهوديا ليزداد بصيرة و سكون قلب بمشاهدة المعلوم عيانا «قال رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى‏» حتى أراه بعينى كما علمته بقلبى قال جل شأنه «أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ (بأنى قادر على احياء الموتى) قالَ بَلى‏ (آمنت به وَ لكِنْ سألت) لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي» و يحصل له سكون و زيادة بصيرة باضافة البصيرة العينية الى البصيرة القلبية، و الغرض من قوله تعالى «أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ» مع علمه أنه مؤمن خالص ليجيب «ع» بما أجاب فيعلم السامعون غرضه من هذا السؤال و هو حصول زيادة بصيرة و الفرق بينه و بين القول المذكور لمولانا أمير المؤمنين «ع» واضح لا يخفى على أحد.

قوله (فخر أبو عمرو ساجدا) سجد لشكر النعمة و بكى لموت الامامين.

                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏6، ص: 213

و اللّه و رقبته مثل ذا- و أومأ بيده- فقلت له: فبقيت واحدة فقال لي: هات قلت:

فالاسم: قال محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك و لا أقول هذا من عندي، فليس لي أن أحلّل و لا احرّم و لكن عنه عليه السّلام، فانّ الأمر عند السلطان أنّ أبا محمّد مضى و لم يخلّف ولدا و قسّم ميراثه و أخذه من لا حقّ له فيه، و هو ذا عياله يجولون. ليس أحد يجسر أن يتعرّف إليهم أو ينيلهم شيئا و إذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتّقوا اللّه و أمسكوا عن ذلك.

قال الكليني رحمه اللّه: و حدّثني شيخ من أصحابنا- ذهب عنّي اسمه- أنّ أبا عمرو سأل أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا

__________________________________________________

قوله (رقبته مثل ذا) قد مر تفسيرها.

قوله (فان الامر عند السلطان) أراد بالسلطان المعتمد العباسى لعنه اللّه و هذا التعليل دل صريحا على أن حرمة التصريح باسمه فى زمان الغيبة الا أن صاحب كشف الغمة قال:

قد جاء فى الاخبار أنه لا يحل لاحد أن يسميه باسمه و لا أن يكنيه بكنيته الى أن يزين اللّه الارض بظهور دولته، و مال إليه جماعة من الاصحاب و اللّه أعلم.

قوله (يجولون) جال و اجتال جاء و ذهب و فى بعض النسخ «يحولون» من التحويل و الظاهر أنه تصحيف.

قوله (ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم) أى ليس أحد يجسر أن يجعل نفسه معروفا لهم يعرفونه بالمحبة و الولاية أن ينيلهم و يعطيهم شيئا يسد حاجتهم خوفا من السلطان و تبعته.