اصول کافی: کتاب الحجه/ وجوب سوال از اهل ذکر/ حدیث نهم

أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: كتبت إلى الرّضا عليه السّلام كتابا فكان في بعض ما كتبت: قال اللّه عزّ و جلّ: «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ»* و قال اللّه عزّ و جلّ:

__________________________________________________

قوله (وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ)

 أي ما استقام لهم أن ينفروا كلّهم إلى أهل‏

                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏5، ص: 324

 «وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً، فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ» فقد فرضت عليهم المسألة، و لم يفرض عليكم الجواب؟ قال: قال اللّه تبارك و تعالى: «فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ».

__________________________________________________

العلم لطلبه، لأنّ ذلك يوجب اختلال نظام معاشهم فهلّا نفر من كلّ فرقة كثيرة كقبيلة و أهل بلدة طائفة قليلة ليتفقّهوا في الدّين و لينذروا قومهم من مخالفة الرّب إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون، و فيه دلالة على أنّ طلب العلم واجب كفائي و على أنّ خبر الواحد حجّة لأنّ الطائفة النافرة قد لا تبلغ حدّ التواتر و قد أوجب القبول منهم. و في الآية وجه آخر و هو أنّها نزلت في شأن المجاهدين أي ما كان لهم أن ينفروا كافّة إلى الجهاد بل يجب أن ينفر من كلّ فرقة طائفة ليتفقّه الباقون و لينذروا قومهم النافرون إذا رجع النافرون إليهم. و فيه أيضا دلالة على أنّ الجهاد واجب كفائي و على أنّ خبر الواحد حجّة إذ قد لا تبلغ الباقون حدّ التواتر.

قوله (قال: قال اللّه تعالى فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ)

 أجاب عليه السّلام بأنّه لم يفرض علينا مطلقا لأنّ السائلين قد لم يستجيبوا لنا و لم يقبلوا منّا و لم يقرّوا بفضلنا فالجواب حينئذ عبث و الحكيم لا يفعل عبثا، و أمّا من استجاب لنا و أقرّ بفضلنا فالجواب عن سؤاله متعيّن لأنّ الحكيم لا يمنع مستحقّ العلم عنه، و بالجملة يجب رجوع الكلّ إليهم و السؤال عنهم واجب، و أمّا الجواب فقد يجب و قد لا يجب.