ثمّ ذكرت ما كان من أمري و أمر عثمان فلك أن تجاب عن هذه لرحمك منه فأيّنا كان أعدى له و أهدى إلى مقاتله؟ أ من بذل له نصرته فاستقعده و استكفّه، أم من استنصر فتراخى عنه، و بثّ المنون إليه حتّى أتى قدره عليه؟ كلّا و اللَّه لقد علم اللَّه المعوّقين منكم و القائلين لإخوانهم هلمّ إلينا و لا تأتون البأس إلّا قليلا. و ما كنت لأعتذر من أنّي كنت أنقم عليه أحداثا فإن كان الذّنب إليه إرشادي و هدايتي له فربّ ملوم لا ذنب له، و قد يستفيد الظّنّة المتنصّح. و ما أردت إلّا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلّا باللَّه عليه توكّلت.
اللغة:
(المعوّقين) أى المانعين عن القيام بنصرة الإسلام (فربّ ملوم لا ذنب له) مثل، قال الميدانى في فصل الراء المضمومة من مجمع الأمثال: هذا من قول اكثم بن صيفي، يقول: قد ظهر للناس منه أمر أنكروه عليه و هم لا يعرفون حجّته فهو يلام عليه و ذكروا أنّ رجلا في مجلس الأحنف بن قيس قال: لا شيء أبغض إلىّ من التمر و الزبد فقال الأحنف: ربّ ملوم لا ذنب له- انتهى كلام الميداني.
(الظّنّة) بالكسر: التهمة (المتنصّح) أى المتكلّف بنصح من لا يقبل النصيحة و المبالغ فيه له. و قد يستفيد الظّنّة المتنصّح، مصراع بيت صدره: و كم سقت من آثاركم من نصيحة.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 184
المعنى:
قوله عليه السّلام: (ثمّ ذكرت ما كان من أمرى و أمر عثمان- إلى قوله عليه السّلام:
و ما توفيقي إلّا باللّه عليه توكّلت) هذا الفصل جواب عن قول معاوية: ثمّ لم تكن أشدّ منك حسدا لابن عمك عثمان- إلى قوله: و تلك من أماني النّقوس و ضلالات الهواء.
و اعلم أنّ احتجاجه هذا على معاوية في أمر عثمان يتّضح لك بعد استحضارك ما قدّمنا من الطبري و غيره من قوله عليه السّلام: ما زلت أذبّ عن عثمان حتّى أنّى لأستحي، و قوله عليه السّلام: و اللّه لقد دفعت عنه حتّى خشيت أن أكون آثما، و ما قدّمنا من نصح أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام عثمان و طلبه قعوده في البيت، فراجع إلى ص 183 و ص 203 و ص 311 و ص 325 من ج 16. و ص 395 من ج 17، و ص 3 من ج 18.
قوله عليه السّلام: (حتّى أتى قدره عليه) أى حتّى أتى قتله المقدّر له.
و قوله عليه السّلام: (كلّا و اللّه لقد علم اللّه المعوّقين منكم- إلخ) إشارة إلى قوله عزّ و جلّ في أوائل سورة الأحزاب: «قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَ الْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَ لا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا. أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً».
و هي من الايات الّتي نزلت في الأحزاب الّذين حاربوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في غزوة الخندق و كان من الأحزاب قريش و كان فائدهم أبو سفيان بن حرب كما نصّ به حملة الأخبار منهم أبو جعفر الطبري في التاريخ (ص 1465 ج 3 من
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 185
طبع ليدن) و ابن هشام في السيرة النّبوية (ص 215 ج 2)، و كاتب الواقدي محمّد ابن سعد في الطبقات الكبرى (ص 66 ج 2 من طبع مصر) حيث قال: فكان جميع القوم الّذين وافوا الخندق ممّن ذكر من القبائل عشرة آلاف و هم الأحزاب و كانوا ثلاثة عساكر و عناج الأمر إلى أبي سفيان بن حرب- إلى آخر ما قال.
و المعوّقون هم الّذين يعوّقون أى يمنعون غيرهم عن الجهاد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و غزوة الأحزاب أى غزوة الخندق مذكورة في كتب التفاسير في سورة الأحزاب، و في كتب المغازي و السير فراجع إلى مغازي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله للواقدي (ص 290 من طبع مصر) و إلى السيرة النّبوية لابن هشام (ص 214 ج 2 من طبع مصر) و إلى تاريخ الطبري، و الطبقات الكبرى لابن سعد، حتّى يتبيّن لك ما فعلت الشجرة الملعونة بنو اميّة بالإسلام و المسلمين.
الترجمة:
سپس در كار من و عثمان حرف بميان آوردى تو بايد از جانب او در اين باره پاسخ گوئى، پس بنگر كه كدام يك از من و تو به كشتن او اقدام و راهنمائى كرديم آيا آن كسى كه دستش را مى گرفت و ياريش مى كرد، و از بدعتها و بديهايش بازش مى داشت؟ يا آنكه عثمان چون وى را بياريش خواست سر باز زد، و ديگران را بر او بشورانيد؟ نه بخدا كه خداى متعال از خوددارى كنندگان شما و كسانى كه به برادرانشان گفتند بيائيد بسوى ما و به كارزار نرفتند مگر اندكى، دانا است.
عذرخواهى نميكنم از اين كه عثمان را از بدعتهايش باز مى داشتم و كارهاى ناروايش را تقبيح مى كردم، حال اگر هدايت و إرشاد گناه است و موجب سرزنش مى شود چه بسا سرزنش شده بيگناه است، و آنكه نخواهد نپذيرد از گفتار ناصح گمان بد مى برد، و من تا آنجا كه در قدرتم بود جز اصلاح نخواستم و توفيق از خدا خواهم و بس، و توكّلم با او است.
افزودن دیدگاه جدید