منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 38
و إنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا، و حقّا معلوما، و شركاء أهل مسكنة، و ضعفاء ذوي فاقة، و إنّا موفّوك حقّك فوفّهم حقوقهم، و إلّا فإنّك من أكثر النّاس خصوما يوم القيامة و بؤسا لمن خصمه عند اللّه الفقراء و المساكين و السّائلون و المدفوعون و الغارم و ابن السّبيل، و من استهان بالأمانة و رتع في الخيانة و لم
ينزّه نفسه و دينه عنها فقد أخلّ بنفسه في الدّنيا و هو في الاخرة أذلّ و أخزى، و إنّ أعظم الخيانة خيانة الأمنة، و أفظع الغشّ غشّ الأئمّة. (58694- 58529)
اللغة:
(بؤسا) قال الجوهرى في الصحاح نقلا عن أبي زيد في كتاب الهمزة: بئس الرجل يبأس بؤسا و بئيسا اشتدّت حاجته فهو بائس. أنشد أبو عمرو:
بيضاء من أهل المدينة لم تذق بئسا و لم تتبع حمولة مجحد
و هو اسم وضع موضع المصدر. و قال الشّارح المعتزلي: قال الراوندى بؤسا أى عذابا و شدّة ثمّ خطأه بقوله: فظنّه منوّنا و ليس كذلك بل هو بؤسى على وزن فعلى كفضلى و نعمى و هي لفظة مؤنثة يقال: بؤسى بفلان، قال الشاعر:
أرى الحلم بؤسى للفتى في حياته و لا عيش إلّا ما حباك به الجهل
انتهى قوله. و أقول: نسخة الرّضي تطابق ما اختاره الراوندى و اللّغة أيضا توافقه و انتصابه على المصدر كما يقال سحقا لك و بعدا لك، فما صحّحه الراوندى ليس بخطاء. نعم ما فسّره الراوندي بقوله: أى عذابا و شدّة، مخدوش لأنّ العذاب و الشدّة ليس من معانى البؤس بل هما من معانى البأس.
(الفقراء و المساكين) قال عزّ من قائل: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ» الاية «التوبة- 60» قد ذهب جماعة إلى انهما مترادفان، و لكن الحقّ كما هو الظاهر من كلام الحقّ تعالى أنّهما متغايران و ذهب إليه أكثر العلماء و لكنّهم اختلفوا في معناهما على أقوال كثيرة بعد ما اتفقوا على استحقاقهما من الزكاة و الأصح أنّ المسكين أسوأ حالا من الفقير و أنه المحتاج الّذي يسأل و الفقير المحتاج الّذي لا يسأل، لما رواه الكليني قدّس سرّه في الصحيح عن محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهما السّلام أنه سأله عن الفقير و المسكين فقال: الفقير الذي لا يسأل و المسكين الذي هو أجهد منه الّذي يسأل.
و عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: قول اللّه عزّ و جلّ: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ»، قال: الفقير الّذي لا يسأل النّاس و المسكين أجهد منه و البائس أجهدهم.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 39
أقول: يعطى معنى المسكين الّذي قاله الامام عليه السّلام من أنه الّذي أجهد منه قوله تعالى: «أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ» و ذكر أهل اللّغة و التفسير: المتربة الحاجة الشديدة. و من أنّه الّذي يسأل قوله تعالى: «فَانْطَلَقُوا وَ هُمْ يَتَخافَتُونَ أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ»- القلم- 26»، و قوله تعالى: «وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً- النساء- 10» و قوله تعالى: «وَ لا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَ السَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَ الْمَساكِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» الاية- النور- 23».
و يعطى معنى الفقير من أنه الّذي لا يسأل قوله تعالى: «لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً- البقرة- 277» و قوله تعالى: «إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَ إِنْ تُخْفُوها وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ»- البقرة- 275»، و قوله تعالى: «لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً»- الاية- الحشر- 9».
ثمّ إنّ المسكين بحسب النسبة أعمّ من الفقير لأنّ الفقير مقابل الغنى أي الّذي ليس له مال و المسكين من كانت به المسكنة أيضا. و بعد في المقام بحث طويل الذيل أعرضنا عنه لخروجه من موضوع الكتاب و خوفا من الاسهاب و الاطناب، فراجع إلى تفاسير القرآن الكريم و في زكاة الكتب الفقهية، و قد أشبع الكلام السيّد صاحب المدارك عند قول المحقّق- ره- في زكاة الشرائع: أصناف المستحقين للزكاة سبعة: الفقراء و المساكين إلخ. (ص 277 من الطبع الرحلي على الحجر).
(المدفوعون) جمع المدفوع من دفعه إذا نحّاه و أبعده و ردّه. قيل: المراد منه هنا الفقير لأنّ كلّ أحد يكرهه و يدفعه عن نفسه و سيأتي بقيّة الكلام فيه في المعنى.
و قال المجلسي- ره- في البحار (ص 643 ج 8 من الطبع الكمباني) و في بعض النسخ: المدقعون بالقاف، قال في القاموس: المدقع كمحسن الملصق بالدّقعاء و هو التراب. انتهى.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 40
و أقول: منه قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله للنساء: إنّكنّ إذا جعتنّ دقعتنّ و إذا شبعتنّ خجلتنّ، و لكن الصواب ما اخترناه و هو الّذي موافق لنسخة الرضي- ره-.
(الغارم) الّذي علاه الدّين لا يجد القضاء. (رتع) كمنع اى أكل و شرب ما شاء في خصب و سعة. (فقد أخلّ بنفسه في الدّنيا و هو في الاخرة أذلّ و أخزى) هذا هو المطابق للنسخة الّتي قوبلت بنسخة الشريف الرضي- ره- و هو أخلّ بالخاء المعجمة من غير ذكر الخزي كما في بعض النسخ، و من غير ذكر الذلّ و الخزى كما في نسخ اخرى. و في أكثر النسخ المطبوعة فقد أحلّ بنفسه في الدّنيا الذلّ و الخزي بالحاء المهملة في أحلّ، و في بعضها الاخر فقد أذلّ نفسه في الدنيا الخزي.
و في نسخة اخرى مخطوطة، فقد أحلّ بنفسه في الدّنيا الخزي. و جعل بعضهم الخزى بضم الخاء و فتح الزاي جمع الخزية بفتح الخاء أى البليّة و لكن الصواب ما اخترناه موافقا للرضي- ره-.
قال في القاموس: أخلّ بالشيء أجحف و بالمكان و غيره غاب عنه و تركه و الوالى بالثغور قلّل الجند بها و بالرجل لم يف له و الخلّة الحاجة و الفقر و الخصاصة، و في المثل: الخلّة تدعو إلى السلّة أى إلى السرقة. خلّ و اخلّ بالضم احتاج و رجل مخلّ و مختلّ و خليل و أخلّ معدم فقير و اختلّ إليه احتاج و ما أخلّك اللّه إليه ما أحوجك و الأخلّ الأفقر. و ما يناسب المقام هو المعنى الأوّل أعنى الإجحاف. (الأمنة) قال الجوهرى في الصحاح: الأمنة الأمن و منه أمنة نعاسا و الأمنة أيضا الّذين يثق بكلّ أحد و في منتهى الأرب: أمنة محركة بي بيمي و راستى ضدّ خيانت و بمعنى امنة كهمزه است ثمّ قال: امنة كهمزة آنكه بر هر كس ايمن باشد و اعتماد كند و آنكه بروى هر كس اعتماد كند در هر كارى انتهى.
و هذا المعنى الأخير هو المراد إن قلنا أنّ المصدر مضاف إلى الفاعل، و إن قلنا أنّه مضاف إلى المفعول به فمعناها هو الذي يثق بكلّ أحد كما سيأتي.
و في عدّة نسخ من المخطوطة و المطبوعة الامّة مكان الأمنة إلّا نسخة الرضي رضوان اللّه عليه و هي الّتي اخترناها.
الاعراب:
قال الشارح الفاضل المعتزلي: انتصب أهل مسكنة لأنّه صفة شركاء و في التحقيق أنّ شركاء صفة أيضا موصوفها محذوف فيكون صفة بعد صفة و قال: قال
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 42
الراوندي: انتصب أهل مسكنة لأنّه بدل من شركاء. ثمّ خطّأه بقوله: و هذا غلط لأنّه لا يعطي معناه ليكون بدلا منه. انتهى.
و أقول: إنّ ذوي فاقة بدل لقوله ضعفاء و لا ضير في كون أهل مسكنة بدلا لقوله شركاء فانّ أهل مسكنة في المقام هو المقصود بالذّات قال ابن مالك:
التابع المقصود بالحكم بلا واسطة هو المسمّى بدلا
و كونه مقصودا بالذات لا يستلزم أن يكون المتبوع ساقطا رأسا أو يجعل في حكم الساقط كما يشاهد في بعض كتب النحو إلّا في بدل الغلط و ذلك لأنّ في ذكر المتبوع أعنى المبدل منه فائدة لا محالة لم تحصل لو لم يذكر صونا لكلام الفصحاء عن اللغو و لا سيما كلامه تعالى و كلام نبيّه صلّى اللّه عليه و آله فادّعاء كونه غير مقصود بالنسبة مع كونه منسوبا إليه في الظاهر و اشتماله على فائدة يصحّ أن ينسب إليه لأجلها دعوى خلاف الظاهر، كما أفاده العالم الأديب الرضي رحمه اللّه تعالى في شرحه على الكافية. و تلك الفائدة هي تقوية الحكم و تقريره لأنّه بمنزلة إسناد الحكم إلى المحكوم عليه مرّتين كما أفاده الفاضل العالم السيّد عليخان رحمه اللّه تعالى في شرحه على الصمدية.
ثمّ إنّ قول الفاضل الشارح: لأنه لا يعطى معناه ليكون بدلا منه، لا يجرى في بدل الغلط، على أنّ بعض النحاة ذهب إلى أنّ اثنين في قوله تعالى: «لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ» بدل كلّ معللا بقوله: لعدم اشتراط بدل الكلّ أن يكون متحدا مع المبدل في المفهوم بل في المصداق فمن حكم أنّه بدل بعض متمسكا بأنّ مفهومه بعض من مفهوم إلهين فقد أخطأ، أتى به الفاضل الميرزه أبو طالب في تعليقته على باب النعت من شرح السيوطي على الألفية.
(فقد أخلّ) جواب لقوله: و من استهان. (و أفظع) منصوب بأن معطوف على أعظم.
(خيانة الأمنة) مصدر مضاف إلى الفاعل، أو مصدر مضاف إلى المفعول به و إن كان الأوّل أولى، و أمّا إذا كانت الامة مكان الأمنة فالثانى ليس إلّا.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 49
المعنى:
قوله عليه السّلام: (و إنّ لك في هذه الصّدقة- إلخ) و ذلك لأنّ مخنف كان عامله على الصّدقة و قد قال عزّ من قائل في سورة التوبة: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ».
ثمّ قال له: إنّ لك و لغيرك في هذه الصّدقات نصيبا مفروضا فوفّ حقوقهم كما أنّا موفّوك حقك فكما تحبّ أخذ حقك كاملا محفوظا فاحفظ حقوقهم و لا تخنهم و أدّها إليهم، و وصف الشركاء بأهل مسكنة و الضعفاء بذوى فاقة تحريضا للعامل على الشفقة عليهم و حفظ أموالهم و تأدية حقوقهم و عدم خيانته إيّاهم.
ثمّ حذّره عن سوء الخاتمه و نكال الاخرة بقوله: (و إلّا فانك- إلخ) أى و إن لم توفّ حقوقهم فإنك من أكثر الناس خصوما يوم القيامة. اى يكون خصومك أكثر الناس و هم مستحقّوا الزكاة من الفقراء و المساكين و غيرهم من أصناف المستحقّين.
ثمّ شدّد التحذير بقوله (و بؤسا لمن خصمه- إلخ) و الخصم هم أصناف المستحقين للزكاة كما هو الظاهر من كلامه عليه السّلام و هم في القرآن الكريم ثمانية إلّا أنّ المحقّق- ره- مال في الشرائع و جماعة إلى أنّهم سبعة أصناف ظنّا منهم أنّ الفقراء و المساكين صنف واحد و أنّ هذين اللفظين أعنى الفقراء و المساكين مترادفان و قد دريت في بيان اللّغة أنه و هم و الحقّ أنهما متغايران كما اختاره أكثر العلماء.
و ذكر أمير المؤمنين عليه السّلام أربعة أصناف منهم بلفظ القرآن و هم: الفقراء
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 50
و المساكين و الغارمون و ابن السبيل و أشار إلى العاملين بقوله: و إنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا، فهؤلاء خمسة أصناف و بقيت ثلاثة أصناف منهم و هم المؤلّفة قلوبهم و الرقاب و في سبيل اللّه، و بقي من كلامه عليه السّلام أيضا السّائلون و المدفوعون.
فقال الشارح البحرينى: أنه عليه السّلام قد ذكر ههنا في معرض ايجاب الشفقة و الرحمة له خمسة: و هم الفقراء و المساكين و يدخل فيه السائلون، ثمّ المدفوعون و يشبه أن يريد بهم العاملين عليها و سمّاهم مدفوعين باعتبار أنّم يدفعون لجباية الصّدقات أو لأنّهم إذا أتوا إلى من لا زكاة عليه فسألوه هل عليه زكاة أم لا دفعهم عن نفسه و ذكرهم هنا بهذا الوصف لكونه وصف ذلّ و انقهار و كونه عليه السّلام في معرض الأمر بالشفقة عليهم. قال بعض الشارحين: أراد بهم الفقراء السائلين لكونهم يدفعون عند السؤال، ثمّ الغارم و ابن السبيل و انما ذكر هؤلاء الخمسة أو الأربعة لكونهم أضعف حالا من الباقين. انتهى كلامه.
و لكنّك علمت بما قدّمنا أنّ الأمير عليه السّلام أشار إلى العاملين عليها بقوله و إنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا فلا حاجة إلى التكلف الذي ارتكبه.
و قال الشارح المعتزلي: إنّه عليه السّلام إنّما أراد أن يذكر الأصناف المذكورة في الاية فترك ذكر المؤلّفة قلوبهم لأنّ سهمهم سقط بعد موت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقد كان يدفع إليهم حين الإسلام ضعيف «1» و قد أعزّه اللّه سبحانه فاستغنى عن تأليف قلوب المشركين و بقيت سبعة أصناف و هم الفقراء و المساكين و العاملون عليها و الرقاب و الغارمون و في سبيل اللّه و ابن السبيل، فأما العاملون عليها فقد ذكره عليه السّلام في قوله: و إنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا، فبقيت ستّة أصناف أتى عليه السّلام بألفاظ القرآن في أربعه أصناف منها و هى: الفقراء و المساكين و الغارم و ابن السبيل و أبدل لفظتين و هما الرقاب و في سبيل اللّه بلفظتين و هما السائلون و المدفوعون.
و قال: و السائلون ههنا الرقاب المذكورون في الاية و هم المكاتبون يتعذّر
______________________________
(1) كذا فى الطبع على الحجر و كأن الصواب: حين كان الاسلام ضعيفا. منه.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 51
عليهم أداء مال الكتابة فيسئلون الناس ليتخلّصوا من ربقة الرّق و قيل: هم الاسارى يطلبون فكاك أنفسهم. و المدفوعون ههناهم الذين عناهم اللّه تعالى في الاية بقوله: و في سبيل اللّه، و هم فقراء الغزاة سمّاهم مدفوعين لفقرهم و المدفوع و المدفع الفقير لأنّ كلّ أحد يكرهه و يدفعه عن نفسه، و قيل: هم الحجيج المنقطع بهم سمّاهم مدفوعين لأنّهم دفعوا عن إتمام حجّهم أو دفعوا عن العود إلى أهلهم. انتهى كلامه.
و أقول: إنّ في اختصاص سهم المؤلفة قلوبهم بزمان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كلاما أوّلا، و كذا في اختصاص المؤلفة قلوبهم بالمشركين ثانيا، و كذا في اختصاص الرقاب بالمكاتبين ثالثا، و كذا في اختصاص سبيل اللّه بفقراء الغزاة رابعا، و في كلّ واحد منها بحث فقهىّ يطول بالورود فيها الكتاب و ينجرّ إلى الاسهاب و انما الغرض الاشارة إليها حتى يراجع إلى محالها من شاء.
ثمّ إنّ اسلوب كلامه عليه السّلام على نسخة النهج يحكى بأنه ليس في مقام بيان أصناف مستحقّي الزكاة حتى يوجّه كلامه بتلك الوجوه، بل أتى بأربعة أصناف منهم هم أسوء حالا من غيرهم ترغيبا للعامل الى مراعاة أحوالهم و الشفقة عليهم.
و السائلون و المدفوعون الفقراء و المساكين إلّا أنّ السائل و المدفوع أسوء حالا من الفقراء و المسكين و المدفوع هو المطرود الذي يدفعه الناس و يطردونه و هو أسوء حالا من السائل و يؤيّده ما نقلنا من البحار آنفا من أنّ هذه الكلمة في بعض النسخ كانت المدقعين مكان المدفوعين و المدقع الملصق بالتراب. فكأنه عليه السّلام قال: بؤسا لمن خصمه عند اللّه هؤلاء الّذين بلغوا إلى هذا المبلغ من الفقر و الضعف و العجز.
نعم على نسخة الدعائم كما تقدّم في المصدر قد أتى بجميع أصناف المستحقين حيث قال: و إنّ لك في هذه الصّدقة حقا- إلى قوله: و لك فيها شركاء فقراء و مساكين و غارمون و مجاهدون و أبناء سبيل و مملوكون و متألفون- إلخ فعلى نسخة الدعائم معنى العبارة بيّن لا يقبل التأويل و التوجيه. و بعد اللتيّا و الّتي فان
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 52
أبيت إلّا حمل كلامه في النهج على أصناف المستحقين أيضا فلا بدّ من شمول السائلين و المدفوعين على الأصناف الثلاثة الباقية أعنى المؤلّفة قلوبهم و الرقاب و في سبيل اللّه بأحد الوجوه المتقدّمة أو نحوها، و لا وجه لإخراج المؤلّفة قلوبهم.
ثمّ إنّه عليه السّلام قال في الوصيّة المتقدّمة لعامله: (ثمّ احذر إلينا ما اجتمع عندك نصيّره حيث أمر اللّه به) و قال لعامله في هذه الوصيّة: (و انّا موفّوك حقّك فوفّهم حقوقهم) و ظاهر كلامه ههنا يشعر بأنّه عليه السّلام أمر عامله هذا أعنى مخنف أن ينقل الصّدقات إلى مستحقّى بلدها اصفهان أو همدان و نواحيهما، و قد مرّ بعض المسائل الفقهية المربوطة في الوصيّة المتقدّمة منها جواز نقل مال الزكاة من بلد إلى بلد آخر فراجع.
قوله عليه السّلام: (و من استهان بالأمانة- إلخ) لا يخفى لطف كلامه عليه السّلام: تشبيه (و رتع في الخيانة) فكانه عليه السّلام شبّه الخائن بدابّة ترعى في مرعى لا تتدبّر في مأكلها و مشربها و سوء خاتمتها.
قوله عليه السّلام: (فقد أخلّ بنفسه) أى أجحف بنفسها فالخائن لا يخون إلّا نفسه و كلّ نفس بما كسبت رهينة و إذا كشف الغطاء عن هذه النفس الدنية في يوم تبلى السرائر فهى أذلّ و أخزى لأنّها ليست في الاخرة إلّا ما كانت في الاولى و لا نتعبك بالبحث عن الجزاء في المعاد و إن شئت فراجع إلى كتابنا المسمى بالقيامة و نكتفي ههنا بنقل حديث شريف من الكلمة العلياء خاتم الأنبياء محمّد المصطفى صلّى اللّه عليه و آله يهدى إلى الرشد لمن كان له قلب، رواه حملة الأحاديث في جوامعهم الروائيّة و نحن نأتي به من كتاب الأمالي للعالم الجليل قدوة المحدثين الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي قدّس سرّه و هو الحديث الرّابع من المجلس الأوّل منه رواه باسناده عن العلاء بن محمّد بن الفضل عن أبيه عن جدّه قال قال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بنى تميم إلى النّبى صلّى اللّه عليه و آله فدخلت و عنده الصلصال بن الدلهمس فقلت: يا نبيّ اللّه عظنا موعظة ننتفع بها فانا قوم نعبر في البرية، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: يا قيس إنّ مع العزّ ذلا، و إنّ مع الحياة موتا و إنّ
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 53
مع الدّنيا آخرة و إنّ لكلّ شيء حسيبا و على كلّ شيء رقيبا و إنّ لكلّ حسنة ثوابا و لكلّ سيّئة عقابا، و لكلّ أجل كتابا و إنّه لا بدّ لك يا قيس من قرين يدفن معك و هو حىّ و تدفن معه و أنت ميّت فان كان كريما أكرمك و إن كان لئيما أسلمك ثمّ لا يحشر إلّا معك و لا تبعث إلّا منه و لا تسئل إلّا عنه فلا تجعله إلّا صالحا فانه إن صلح انست به و إن فسد لا تستوحش إلّا منه و هو فعلك. فقال: يا نبىّ اللّه احبّ أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب و ندّخره فأمر النّبيّ صلى اللّه عليه و آله من يأتيه بحسّان قال: فأقبلت افكر فيما أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب لي القول قبل مجيء الحسّان فقلت: يا رسول اللّه قد حضرتنى أبيات أحسبها توافق ما تريد فقلت:
تخيّر خليطا من فعالك انما قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
و لا بدّ بعد الموت من أن تعدّه ليوم ينادى المرء فيه فيقبل
فان كنت مشغولا بشيء فلا تكن بغير الذي يرضى به اللّه تشغل
فلن يصحب الانسان من بعد موته و من قبله إلّا الّذي كان يعمل
ألا إنّما الانسان ضيف لأهله يقيم قليلا بينهم ثمّ يرحل
و هذا الحديث و إن كان كلّه نورا و كلّ واحدة من جملها تفتح بابا من الحقيقة و تشير إلى سرّ لأهله و مع ذلك فينبغي لك التأمل جدا في قوله صلّى اللّه عليه و آله:
و إنّ مع الدّنيا آخرة و لم يقل: و إنّ بعد الدّنيا آخرة حتّى يجعل الاخرة في طول الدّنيا الزمانىّ فافهم، و في قوله: من قرين يدفن معك و هو حىّ، و قوله: لا يحشر إلّا معك، و قوله: لا تستوحش إلّا منه، لا سيما في قوله: و هو فعلك أى ذلك القرين الحىّ المحشور معك هو فعلك. و نعم ما قيل:
نهفته معنى نازك بسى است در خط يار تو فهم آن نكنى اى أديب من دانم
و في آخر الباب الخامس من إرشاد القلوب للديلمى- ره-: قال قيس بن عاصم وفدت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في جماعة من تميم فقال لي: اغتسل بماء و سدر فاغتسلت ثمّ رجعت إليه فقلت: يا رسول اللّه عظنا موعظة ننتفع بها فقال: يا قيس إنّ
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 54
مع العزّ ذلّا- إلخ، انتهى. و قال ابن الأثير في اسد الغابة: إنه أسلم فأمره النّبي صلى اللّه عليه و آله أن يغتسل بماء و سدر.
و من الحديث يعلم أنّ قيس بن عاصم كان رجلا فهيما عاقلا لائقا بأن يخاطب بهذه الجمل و يلقى إليه تلك الصحيفة المكرّمة و الموعظة الحسنة بل الحكمة العالية المتعالية، و كان وفوده إلى النّبي صلّى اللّه عليه و آله سنة تسع من الهجرة و هو الّذي قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: هذا سيّد أهل الوبر. و كان سيّدا شريفا جوادا عاقلا مشهورا بالحلم، و هو الذي رثاه عبدة الطبيب بقوله:
عليك سلام اللّه قيس بن عاصم و رحمته ما شاء أن يترّحما
تحيّة من أوليته منك نعمة إذا زار عن شحط بلادك سلّما
فما كان قيس هلكه هلك واحد و لكنّه بنيان قوم تهدّما
و كان قيس بن عاصم قد حرّم على نفسه الخمر في الجاهليّة و كان سبب ذلك أنه غمز عنكة ابنته و هو سكران و سبّ أبويها، و رأى القمر فتكلّم، و أعطى الخمّار كثيرا من ماله، فلمّا أفاق اخبر بذلك فحرّمها على نفسه و قال فيها أشعارا منها قوله:
رأيت الخمر صالحة و فيها خصال تفسد الرجل الحليما
فلا و اللّه أشربها صحيحا و لا أشفى بها أبدا سقيما
و لا أعطى بها ثمنا حياتى و لا أدعو لها أبدا نديما
فانّ الخمر تفضح شاربيها و تجنيهم بها الأمر العظيما
و أراد بالرجل الحليم نفسه فإنّه كان بالحلم مشهورا، قيل للأحنف بن قيس ممّن تعلّمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقرىّ رأيته يوما قاعدا بفناء داره محتبيا بحمائل سيفه يحدّث قومه إذ اتي برجل مكتوف، و آخر مقتول فقيل له: هذا ابن أخيك قتل ابنك، قال: فو اللّه ما حلّ حبوته و لا قطع كلامه، فلمّا أتمّه التفت إلى ابن أخيه، فقال: يا ابن أخى بئس ما فعلت أثمت بربّك و قطعت رحمك و قتلت ابن عمّك و رميت نفسك بسهمك ثمّ قال لابن له آخر: قم
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 55
يا بنىّ فوار أخاك و حلّ كتاف ابن عمّك و سق إلى امّك مائة ناقة دية ابنها فانها غريبة.
و لمّا حضرته الوفاة دعا بنيه فقال: يا بنيّ احفظوا عنّي فلا أحد أنصح لكم منّى إذا متّ فسوّدوا كباركم و لا تسوّدوا صغاركم فيسفّه الناس كباركم و تهونون عليهم، و عليكم بإصلاح المال فإنّه منبهة للكريم و يستغنى به عن اللئيم، و إيّاكم و مسألة الناس فإنها آخر كسب الرجل و أوصى عند موته فقال: إذا أنا متّ فلا تنوحوا علىّ فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لم ينح عليه.
و كان قيس هذا أوّل من وأد و جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال: إنى و أدت ثمانى بنات لي في الجاهلية فقال: اعتق عن كلّ واحدة منهنّ رقبة قال: إنى صاحب إبل قال صلّى اللّه عليه و آله: إن شئت عن كلّ واحدة منهنّ بدنة. كما في الإصابة.
و في اسد الغابة: روي عنه أنّه قال للنّبي صلّى اللّه عليه و آله: إنى و أدت اثنتي عشرة بنتا أو ثلاث عشرة بنتا فقال له النّبي صلّى اللّه عليه و آله: اعتق عن كلّ واحدة منهنّ نسمة. و في المقام ينبغي أن يبحث عن الدّية و لكن الكلام يجرّ الكلام.
و يليق أن ينظر في شأن قيس هذا حيث كان أوّل الأمر ممّن يأد بناته قال عزّ من قائل: «وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ. يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَ يُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ» (النحل- 60) ثمّ هدي بالقرآن الكريم إلى الدّين القويم، نعم إنّ هذا القرآن يهدى للّتي هي أقوم، و كان ممّن حرّم على نفسه الخمر في الجاهلية و من أمره هذا و من حلمه و كلامه يعلم فخامة قدره و قدر ذكائه و فطنته.
و قد كان غير واحد من اولى الدراية حرّموا على أنفسهم الخمر في الجاهلية منهم عثمان بن مظعون و قال: لا أشرب شرابا يذهب عقلى، و يضحك بى من هو أدنى منّى، و يحملني أن أنكح كريمتى.
و منهم العباس بن مرداس فانه قيل له: ألا تأخذ من الشراب فإنه يزيد في قوتك و جرأتك، قال: لا اصبح سيّد قومى و أمسى سفيهها لا و اللّه لا يدخل جوفي شيء
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 56
يحول بينى و بين عقلى أبدا. و قد أتى بعدّة منهم ابن الأثير في ترجمة العباس هذا من اسد الغابة.
قوله عليه السّلام: (و انّ أعظم الخيانة- إلخ) و ذلك لأنّ الخيانة في نفسها قبيحة و إن كان في حقّ من لا يثق بك، فهى في حقّ من اعتمد عليك و وثق بك و استأمنك أقبح و أفحش و أعظم عقوبة و نكالا في الاولى و الاخرة، و كذلك الكلام في الغشّ.
و كذلك على نسخة الامّة مكان الأمنة و لكن في الأمنة لطفا ليس في الامّة كما هو مختارنا الموافق لنسخة الرضى رضوان اللّه عليه. و معنى العبارة على هذا الوجه يصحّ إن كان المصدر مضافا إلى المفعول و قد اختاره الفاضل الشارح المعتزلي حيث قال: و خيانة الامّة مصدر مضاف إلى المفعول به لأنّ الساعي اذا خان فقد خان الامّة كلّها، و كذلك غشّ الأئمّة مصدر مضاف إلى المفعول أيضا لأنّ الساعى إذا غشّ في الصّدقة فقد غشّ الامام انتهى.
و أقول: قد تقدّم أنّ العبارة إذا كانت الامّة فالجملة الاولى لا تحتمل إلّا إضافة المصدر إلى المفعول به، و تجعل الثّانية على وزانها أيضا حتّى يصير الكلام على نسق واحد. و لكنّ حقّ التدبر في الكلام و سياق العهد و اسلوبه تنادي بأنّ الصواب هو الأمنة و أنّ الاضافة في الجملتين إلى الفاعل أولى إن لم تكن متعيّنة.
و انظريا باغى الرشاد و طالب السداد في هذا العهد الشريف حيث صدّره عليه السّلام بتقوى اللّه في بواطن الامور و الأعمال مشيرا إلى أنّ اللّه هو الشهيد الوكيل فينبغي لعبد اللّه أن يكون عند اللّه مطلقا و لا يكون من الغافلين أوّلا، ثمّ أمر بترك الرياء و النفاق المؤدّى إلى الاخلاص ثانيا، ثمّ أمر بالشفقة على الرعيّة و نهى عن التكبر و التطاول عليهم بسبب الإمارة عليهم ثالثا، ثمّ أوصى في حفظ حقوقهم و تأديتها إليهم إن أحبّ ألّا يكون خصمه عند اللّه يوم القيامة هؤلاء المساكين رابعا، ثمّ حذّر من استهان بالأمانة بعذاب الاخرة، و خيانته لنفسه خامسا، و كما صدّر عهده بتقوى اللّه تعالى كذا عقّبه بالزهد في الدّنيا و تزكية النفس عن الأدران النفسانية و الأوساخ الدّنيوية حيث قال: و لم ينزّه نفسه و دينه عنها إلخ. سادسا، و ختمه بذمّ خيانة
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 57
الأمنة و غشّ الأئمة سابعا. نعم هكذا و اللّه كلام من اجتباه اللّه تعالى ليستنقذ عباده من الضلالة و الجهالة. و الحمد للّه وليّ التوفيق و بيده أزمّة التحقيق.
ثمّ إنّ لمستحقّى الزكاة من الأصناف الثمانية شروطا مذكورة مشروحة في الكتب الفقهية فلا نتعبك بعنوانها و البحث عنها.
الترجمة:
و همانا كه براى تو در اين زكاة بهره واجب و حقى معلوم است، و مر تو را انبازان درويش، و ناتوان تهيدست در اين مال است، و ما حق تو را بتمام مى دهيم پس تو هم حق ايشان را بتمام و كمال بپرداز، و گرنه خصم تو در روز رستاخيز مردم بسيار خواهند بود. و بدا بكسى كه خصم او نزد خدا فقرا و مساكين و سائلان و رانده شدگان و وامداران و رهگذريان باشند، و آنكه امانت را خوار دارد و در خيانت چرا كند و خودش را و دينش را از آن پاك نسازد بخودش در دنيا ستم كرد و در آخرت هم خويشتن را زبون و رسوا ساخت. و همانا كه بزرگترين خيانت خيانت كسى است كه ديگران بر وى اعتماد دارند، و زشت ترين غشّ كردن غشّ كردن پيشوايان است. «1»
______________________________
(1) اين وجه ترجمه باعتبار اضافه مصدر به فاعل است و اگر مصدر را مضاف به مفعول به بدانيم: ترجمه آن چنين مى شود كه: همانا بزرگترين خيانت خيانت به كسانى است كه بشخص وى وثوق و اعتماد دارند، و زشت ترين غش كردن غش كردن به پيشوايان است.