اصول کافی: کتاب الإیمان و الکفر/ طینت مومن وکافر/ حدیث اول
۰۳ مرداد ۱۳۹۶ 0 معارفعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ:
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ النَّبِيِّينَ مِنْ طِينَةِ عِلِّيِّينَ قُلُوبَهُمْ وَ أَبْدَانَهُمْ «1» وَ خَلَقَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ تِلْكَ الطِّينَةِ وَ جَعَلَ خَلْقَ أَبْدَانِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ وَ خَلَقَ الْكُفَّارَ مِنْ طِينَةِ سِجِّينٍ قُلُوبَهُمْ وَ أَبْدَانَهُمْ فَخَلَطَ بَيْنَ الطِّينَتَيْنِ- فَمِنْ هَذَا يَلِدُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ وَ يَلِدُ الْكَافِرُ الْمُؤْمِنَ وَ مِنْ هَاهُنَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنُ السَّيِّئَةَ وَ مِنْ هَاهُنَا يُصِيبُ الْكَافِرُ الْحَسَنَةَ فَقُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ تَحِنُّ إِلَى مَا خُلِقُوا مِنْهُ «2» وَ قُلُوبُ الْكَافِرِينَ تَحِنُّ إِلَى مَا خُلِقُوا مِنْهُ «3».
__________________________________________________
(1) الطينة: الخلقة و الجبلة. و عليين جمع عليّ أو هو مفرد و يعرب بالحروف و الحركات يقال للجنة و السماء السابعة و الملائكة الحفظة الرافعين لاعمال عباد اللّه الصالحين إلى اللّه سبحانه و المراد به أعلى الامكنة و أشرف المراتب و أقربها من اللّه و له درجات كما يدلّ عليه ما ورد في بعض الأخبار الآتية من قولهم: «اعلى عليين». و سجين فعيل من سجن و يقال للنار و الأرض السفلى (فى).
(2) أي تميل و تشتاق.
(3) الاخبار مستفيضة في أن اللّه تعالى خلق السعداء من طينة عليين (من الجنة) و خلق الاشقياء من طينة سجين (من النار) و كل يرجع إلى حكم طينته من السعادة و الشقاء و قد أورد عليها أولا بمخالفة الكتاب و ثانيا باستلزام الجبر الباطل، أما البحث الأول فقد قال اللّه تعالى:
«هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ» و قال: «وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ» فأفاد أن الإنسان مخلوق من طين، ثمّ قال تعالى: «وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها- الآية» و قال: «ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها- الآية» فافاد أن للإنسان غاية و نهاية من السعادة و الشقاء، و هو متوجه إليها، سائر نحوها. و قال تعالى: «كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدى وَ فَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ- الآية» فأفاد أن ما ينتهى إليه أمر الإنسان من السعادة و الشقاء هو ما كان عليه في بدء خلقه و قد كان في بدء خلقه طينا، فهذه الطينة طينة سعادة و طينة شقاء، و آخر السعيد إلى الجنة و آخر الشقى إلى النار، فهما أولهما لكون الآخر هو الأول و حينئذ صح أن السعداء خلقوا من طينة الجنة و الاشقياء خلقوا من طينة النار. و قال تعالى: «كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ، كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ- الآيات» و هي تشعر بأن عليين و سجين هما ما ينتهى إليه أمر الابرار و الفجار من النعمة و العذاب فافهم.
و أمّا البحث الثاني و هو أن أخبار الطينة تستلزم أن تكون السعادة و الشقاء لازمين حتميين للإنسان و معه لا يكون أحدهما اختياريا كسبيا للإنسان و هو الجبر الباطل. و الجواب عنه أن اقتضاء الطينة للسعادة أو الشقاء ليس من قبل نفسها بل من قبل حكمه تعالى و قضائه ما قضى من سعادة و شقاء، فيرجع الاشكال إلى سبق قضاء السعادة و الشقاء في حقّ الإنسان قبل أن يخلق و أن ذلك يستلزم الجبر و قد ذكرنا هذا الاشكال مع جوابه في باب المشيئة و الإرادة في المجلد الأول من الكتاب ص 150 و حاصل الجواب أن القضاء متعلق بصدور الفعل عن اختيار العبد فهو فعل اختيارى في عين أنّه حتمى الوقوع و لم يتعلق بالفعل سواء اختاره العبد أو لم يختره حتّى يلزم منه بطلان الاختيار و أمّا شرح ما تشتمل عليه هذه الأخبار تفصيلا فأمر خارج عن مجال هذا البيان المختصر فليرجع فيه إلى مطولات الشروح و التعاليق و اللّه الهادى. (الطباطبائى).