دعای امام سجاد (ع) بعد از نماز شب (مصباح المتهجد)
۲۰ اسفند ۱۳۹۳ 0 ادعیه و زیاراتوَ مِنْ دُعَاءِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ ع:
بَعْدَ صَلاَةِ اَللَّيْلِ فِي اَلاِعْتِرَافِ بِذَنْبِهِ مِنْ أَدْعِيَةِ اَلصَّحِيفَةِ
اَللَّهُمَّ يَا ذَا اَلْمُلْكِ اَلْمُتَأَبِّدِ بِالْخُلُودِ وَ اَلسُّلْطَانِ اَلْمُمْتَنِعِ بِغَيْرِ جُنُودٍ وَ لاَ أَعْوَانٍ وَ اَلْعِزِّ اَلْبَاقِي
عَلَى مَرِّ اَلدُّهُورِ وَ خَوَالِي اَلْأَعْوَامِ وَ مَوَاضِي اَلْأَزْمَانِ عَزَّ سُلْطَانُكَ عِزّاً لاَ حَدَّ لَهُ بِأَوَّلِيَّةٍ
وَ لاَ مُنْتَهَى لَهُ بِآخِرِيَّةٍ وَ اِسْتَعْلَى مُلْكُكَ عُلُوّاً سَقَطَتِ اَلْأَشْيَاءُ دُونَ بُلُوغِ أَمَدِهِ وَ لاَ يَبْلُغُ أَدْنَى
مَا اِسْتَأْثَرْتَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ أَقْصَى نَعْتِ اَلنَّاعِتِينَ ضَلَّتْ فِيكَ اَلصِّفَاتُ وَ تَفَسَّخَتْ دُونَكَ اَلنُّعُوتُ
وَ حَارَتْ فِي كِبْرِيَائِكَ لَطَائِفُ اَلْأَوْهَامِ كَذَلِكَ أَنْتَ اَللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ اَلْأَوَّلُ فِي أَزَلِيَّتِكَ وَ عَلَى ذَلِكَ
أَنْتَ دَائِمٌ لاَ تَزُولُ وَ أَنَا اَلْعَبْدُ اَلضَّعِيفُ عَمَلاً اَلْجَسِيمُ أَمَلاً خَرَجَتْ مِنْ يَدِي أَسْبَابُ اَلْوُصُلاَتِ
إِلاَّ وُصْلَةَ رَحْمَتِكَ وَ تَقَطَّعَتْ عَنِّي عِصَمُ اَلْآمَالِ إِلاَّ مَا أَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ قَلَّ عِنْدِي مَا أَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ
وَ كَثُرَ عَلَيَّ مَا أَبُوءُ بِهِ مِنْ مَعْصِيَتِكَ وَ لَنْ يَضِيقَ عَلَيْكَ عَفْوٌ عَنْ عَبْدِكَ وَ إِنْ أَسَاءَ فَاعْفُ عَنِّي
اَللَّهُمَّ وَ قَدْ أَشْرَفَ عَلَى خَفَايَا اَلْأَعْمَالِ عِلْمُكَ وَ اِنْكَشَفَ كُلُّ مَسْتُورٍ دُونَ خُبْرِكَ وَ لاَ تَنْطَوِي عَنْكَ دَقَائِقُ اَلْأُمُورِ
وَ لاَ يَعْزُبُ عَنْكَ غَيْبَاتُ اَلسَّرَائِرِ وَ قَدِ اِسْتَحْوَذَ عَلَيَّ عَدُوُّكَ اَلَّذِي اِسْتَنْظَرَكَ لِغَوَايَتِي فَأَنْظَرْتَهُ وَ اِسْتَمْهَلَكَ إِلَى يَوْمِ اَلدِّينِ
لِإِضْلاَلِي فَأَمْهَلْتَهُ وَ أَوْقَعَنِي وَ قَدْ هَرَبْتُ إِلَيْكَ مِنْ صَغَائِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ وَ كَبَائِرِ أَعْمَالٍ مُرْدِيَةٍ حَتَّى إِذَا فَارَقْتُ طَاعَتَكَ
وَ فَارَقْتُ مَعْصِيَتَكَ وَ اِسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ فِعْلِي سَخَطَكَ فَتَلَ عَنِّي عِذَارَ غَدْرِهِ وَ تَلَقَّانِي بِكَلِمَةِ كُفْرِهِ وَ تَوَلَّى اَلْبَرَاءَةَ مِنِّي
وَ أَدْبَرَ مُوَلِّياً عَنِّي فَأَصْحَرَنِي لِغَضَبِكَ فَرِيداً وَ أَخْرَجَنِي إِلَى فَنَاءِ نَقِمَتِكَ طَرِيداً لاَ شَفِيعَ يَشْفَعُ لِي إِلَيْكَ وَ لاَ خَفِيرَ يُؤْمِنُنِي عَلَيْكَ
وَ لاَ حِصْنَ يَحْجُبُنِي عَنْكَ وَ لاَ مَلاَذَ أَلْجَأُ إِلَيْهِ مِنْكَ فَهَذَا مَقَامُ اَلْعَائِذِ بِكَ وَ مَحَلُّ اَلْمُعْتَرِفِ لَكَ فَلاَ يَضِيقَنَّ عَنِّي فَضْلُكَ
وَ لاَ يَقْصُرَنَّ دُونِي عَفْوُكَ وَ لاَ أَكُونَنَّ أَخْيَبَ عِبَادِكَ اَلتَّائِبِينَ وَ لاَ أَقْنَطَ وُفُودِكَ اَلْآمِلِينَ وَ اِغْفِرْ لِي إِنَّكَ خَيْرُ اَلْغٰافِرِينَ
اَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنِي فَتَرَكْتُ وَ نَهَيْتَنِي فَرَكِبْتُ وَ سَوَّلَ لِيَ اَلْخَطَأَ خَاطِرُ اَلسَّوْءِ فَفَرَّطْتُ وَ لاَ أسَتْشَهِدُ عَلَى صِيَامِي نَهَاراً
وَ لاَ أَسْتَخْبِرُ بِتَهَجُّدِي لَيْلاً وَ لاَ تُثْنِي عَلَيَّ بِإِحْيَائِهَا سُنَّةٌ حَاشَى فُرُوضَكَ اَلَّتِي مَنْ ضَيَّعَهَا هَلَكَ وَ لَسْتُ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ
بِفَضْلِ نَافِلَةٍ مَعَ كَثِيرِ مَا أَغْفَلْتُ مِنْ وَظَائِفِ فُرُوضِكَ وَ تَعَدَّيْتُ عَنْ مَقَامَاتِ حُدُودِكَ إِلَى حُرُمَاتٍ اِنْتَهَكْتُهَا
وَ كَبَائِرِ ذُنُوبٍ اِجْتَرَحْتُهَا كَانَتْ عَافِيَتُكَ لِي مِنْ فَضَائِحِهَا سِتْراً وَ هَذَا مَقَامُ مَنِ اِسْتَحْيَا لِنَفْسِهِ مِنْكَ وَ سَخِطَ عَلَيْهَا
وَ رَضِيَ عَنْكَ فَتَلَقَّاكَ بِنَفْسٍ خَاشِعَةٍ وَ رَقَبَةٍ خَاضِعَةٍ وَ ظَهْرٍ مُثْقِلٍ مِنَ اَلْخَطَايَا وَاقِفاً بَيْنَ اَلرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَ اَلرَّهْبَةِ مِنْكَ
وَ أَنْتَ أَوْلَى مَنْ وَثِقَ بِهِ مَنْ رَجَاهُ وَ أَمِنَ مَنْ خَشِيَهُ وَ اِتَّقَاهُ فَأَعْطِنِي يَا رَبِّ مَا رَجَوْتُ وَ آمِنِّي مِمَّا حَذَّرْتَ
وَ عُدْ عَلَيَّ بِعَائِدَةِ رَحْمَتِكَ إِنَّكَ أَكْرَمُ اَلْمَسْئُولِينَ اَللَّهُمَّ وَ إِذْ سَتَرْتَنِي بِعَفْوِكَ وَ تَغَمَّدْتَنِي بِفَضْلِكَ فِي دَارِ اَلْفَنَاءِ
بِحَضْرَةِ اَلْأَكْفَاءِ فَأَجِرْنِي مِنْ فَضِيحَاتِ دَارِ اَلْبَقَاءِ عِنْدَ تَوَاقُفِ اَلْأَشْهَادِ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلْمُقَرَّبِينَ وَ اَلرُّسُلِ اَلْمُكْرَمِينَ
وَ اَلشُّهَدَاءِ وَ اَلصَّالِحِينَ مِنْ جَارٍ كُنْتُ أُكَاتِمُهُ سَيِّئَاتِي وَ مِنْ ذِي رَحِمٍ كُنْتُ أَحْتَشِمُ مِنْهُ فِي سَرِيرَاتِي لَمْ أَثِقْ بِهِمْ
رَبِّ فِي اَلسِّتْرِ عَلَيَّ وَ وَثِقْتُ بِكَ فِي اَلْمَغْفِرَةِ لِي وَ أَنْتَ أَوْلَى مَنْ وُثِقَ بِهِ وَ أَعْطَى مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ
وَ أَرْأَفُ مَنِ اُسْتُرْحِمَ فَارْحَمْنِي اَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَحْدَرْتَنِي مَاءً مَهِيناً مِنْ صُلْبٍ مُتَطَابِقِ اَلْعِظَامِ حَرِجِ اَلْمَسْلَكِ
إِلَى رَحِمٍضَيِّقَةٍ سَتَرْتَهَا بِالْحُجُبِ تُصَرِّفُنِي حَالاً عَنْ حَالٍ حَتَّى اِنْتَهَيْتَ بِي إِلَى تَمَامِ اَلصُّورَةِ وَ أَثْبَتَّ فِي اَلْجَوَارِحِ
كَمَا نَعَتَّ فِي كِتَابِكَ نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ عَظْماً ثُمَّ كَسَوْتَ اَلْعِظٰامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْتَنِي خَلْقاً آخَرَ كَمَا شِئْتَ
حَتَّى إِذَا اِحْتَجْتُ إِلَى رِزْقِكَ وَ لَمْ أَسْتَغْنِ عَنْ غِيَاثِ فَضْلِكَ جَعَلْتَ لِي قُوتاً مِنْ فَضْلِ طَعَامٍ وَ شَرَابٍ أَجْرَيْتَهُ
لِأَمَتِكَ اَلَّتِي أَسْكَنْتَنِي جَوْفَهَا وَ أَوْدَعْتَنِي قَرَارَ رَحِمِهَا وَ لَوْ وَكَلْتَنِي فِي تِلْكَ اَلْحَالِ إِلَى نَفْسِي أَوْ اِضْطَرَرْتَنِي إِلَى قُوَّتِي
لَكَانَ اَلْحَوْلُ عَنِّي مُعْتَزِلاً وَ لَكَانَتِ اَلْقُوَّةُ مِنِّي بَعِيدَةً فَغَذَوْتَنِي بِفَضْلِكَ غِذَاءَ اَلْبَرِّ اَللَّطِيفِ تَفْعَلُ بِي ذَلِكَ تَطَوُّلاً عَلَيَّ إِلَى غَايَتِي
هَذِهِ لاَ أَعْدَمُ بِرَّكَ وَ لاَ يُبْطِئُ عَنِّي حُسْنُ صَنِيعِكَ وَ لاَ تَتَأَكَّدُ مَعَ ذَلِكَ ثِقَتِي فَأَتَفَرَّغَ لِمَا هُوَ أَحْظَى
لِي عِنْدَكَ قَدْ مَلَكَ اَلشَّيْطَانُ عِنَانِي فِي سُوءِ اَلظَّنِّ وَ ضَعْفِ اَلْيَقِينِ فَأَنَا أَشْكُو سُوءَ مُجَاوَرَتِهِ لِي وَ طَاعَةَ نَفْسِي لَهُ
وَ أَسْتَعْصِمُكَ مِنْ مَلَكَتِهِ وَ أَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ فِي صَرْفِ كَيْدِهِ عَنِّي وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُسَهِّلَ إِلَى رِزْقِي سَبِيلاً فَلَكَ اَلْحَمْدُ عَلَى اِبْتِدَائِكَ
بِالنِّعَمِ اَلْجِسَامِ وَ إِلْهَامِكَ اَلشُّكْرَ عَلَى اَلْإِحْسَانِ وَ اَلْإِنْعَامِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَهِّلْ عَلَيَّ رِزْقِي وَ قَنِّعْنِي
بِتَقْدِيرِكَ لِي وَ رَضِّنِي بِحِصَّتِي وَ مَا قَسَمْتَ لِي وَ اِجْعَلْ مَا بَقِيَ مِنْ جِسْمِي وَ عُمُرِي فِي سَبِيلِ طَاعَتِكَ إِنَّكَ خَيْرُ اَلرّٰازِقِينَ
اَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ تَغَلَّظْتَ بِهَا عَلَى مَنْ عَصَاكَ وَ تَوَعَّدْتَ بِهَا عَلَى مَنْ ضَادَّكَ وَ صَدَفَ عَنْ رِضَاكَ
وَ مِنْ نَارٍ نُورُهَا ظُلْمَةٌ وَ هَيِّنُهَا أَلِيمٌ وَ بَعِيدُهَا قَرِيبٌ وَ مِنْ نَارٍ يَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ يَصُولُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ
وَ مِنْ نَارٍ تَذَرُ اَلْعِظَامَ رَمِيماً وَ تَسْقِي أَهْلَهَا حَمِيماً وَ مِنْ نَارٍ لاَ تَبْقَى عَلَى مَنْ تَضَرَّعَ إِلَيْهَا وَ لاَ تَرْحَمُ مَنِ اِسْتَعْطَفَهَا
وَ اِسْتَبْسَلَ إِلَيْهَا وَ لاَ تَقْدِرُ عَلَى اَلتَّخْفِيفِ عَمَّنْ خَشَعَ لَهَا وَ اِسْتَسْلَمَ إِلَيْهَا تَلْقَى سُكَّانَهَا بِأَحَرِّ مَا لَدَيْهَا مِنْ أَلِيمِ
اَلنَّكَالِ وَ شَدِيدِ اَلْوَبَالِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَقَارِبِهَا اَلْفَاغِرَةِ أَفْوَاهَهَا وَ حَيَّاتِهَا اَلصَّالِقَةِ بِأَنْيَابِهَا وَ شَرَابِهَا اَلَّذِي يَقْطَعُ أَمْعَاءَ
وَ أَفْئِدَةَ سُكَّانِهَا وَ تَنْزِعُ قُلُوبَهُمْ وَ أَسْتَهْدِيكَ لِمَا بَاعَدَ مِنْهَا وَ أُخِّرَ عَنْهَا-اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَجِرْنِي مِنْهَا
بِفَضْلِ رَحْمَتِكَ وَ أَقِلْنِي عَثَرَاتِي بِحُسْنِ إِقَالَتِكَ وَ لاَ تَخْذُلْنِي يَا خَيْرَ اَلْمُجِيرِينَ فَإِنَّكَ تَقِي اَلْكَرِيهَةَ وَ تُعْطِي اَلْحَسَنَةَ
وَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ اَلْأَبْرَارِ إِذَا ذُكِرَ اَلْأَبْرَارُ وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ
مَا اِخْتَلَفَ اَللَّيْلُ وَ اَلنَّهَارُ صَلاَةً لاَ يَنْقَطِعُ مَدَدُهَا وَ لاَ يُحْصَى عَدَدُهَا صَلاَةً تَشْحَنُ اَلْهَوَاءَ وَ تَمْلَأُ اَلْأَرْضَ وَ اَلسَّمَاءَ
صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَتَّى تَرْضَى وَ صَلِّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَعْدَ اَلرِّضَا صَلاَةً لاَ حَدَّ لَهَا وَ لاَ مُنْتَهَى يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ .