اصول کافی: کتاب الحجه/ وجوب همراهی با ائمه علیهم السّلام/ حدیث سوم

أحمد بن محمّد، و محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: من أحبّ أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء و يموت ميتة تشبه ميتة الشهداء و يسكن الجنان الّتي غرسها الرّحمن فليتولّ عليّا و ليوال وليّه و ليقتد بالأئمّة

__________________________________________________

قوله (تشبه حياة الأنبياء) في دوام الاستقامة في الدّنيا من جميع الجهات.

قوله (تشبه ميتة الشهداء) في الاتّصاف بالسعادة في الآخرة من جميع الوجوه، و الميتة بالكسر كالجلسة الحالة، يقال: مات فلان ميتة حسنة.

قوله (غرسها الرّحمن) المراد بغرسه إيّاها إنشاؤها بقول «كن» و مجرّد التقدير و الإيجاد، تشبيها له بالغرس المعهود و فينا لقصد الإبانة و الإيضاح، و في لفظ الرّحمن إيماء إلى أنّ إنشاءها بمجرّد الرّحمة الكاملة و مقتضاها لا

                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏5، ص: 313

من بعده فانّهم عترتي خلقوا من طينتي، اللّهمّ ارزقهم فهمي و علمي، و ويل للمخالفين لهم من أمّتي، اللّهمّ لا تنلهم شفاعتي.

__________________________________________________

لأجل الاستحقاق لدلالة الرّوايات على أنّ أحدا لا يدخل الجنّة بالاستحقاق و إنّما يدخلها بالتفضّل بعد القابليّة المكتسبة، و في بعض النسخ «غرسها اللّه».

قوله (فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي) عترة الرّجل نسله و رهطه الأدنون و الطينة الخلقة و الجبلّة و الأصل، و الفهم العلم يقال: فهمت الشي‏ء فهما أي علمته.

و قد يراد به جودة الذّهن و شدّة ذكائه و هو المراد هاهنا لذكر العلم بعده، و الويل كلمة العقاب، و واد في جهنم لو أرسلت إليه الجبال لذابت من حرّه، و المراد بالامّة الامّة المجيبة بقرينة الإضافة و تخصيص مخالفتهم بالعترة، و

قوله (لا تنلهم شفاعتي) يقال: نال خيرا إذا أصابه و أناله غيره، و إنّما دعا اللّه سبحانه بأن لا ينيلهم شفاعته مع أنّ الشفاعة فعل اختياريّ فله أن لا يشفع لهم لأنّه قد يدعو و يشفع للامّة إجمالا فطلب منه سبحانه أن لا يدخلهم تحت هذه الشفاعة الإجماليّة على أنّ المقصود هو الإخبار بأنّ شفاعته لا ينالهم لخروجهم تلك المخالفة عن دينه فلا ينالهم شفاعته كما لا ينال سائر الملل الباطلة.