منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 117
الرابعة و السبعون من حكمه عليه السّلام:
(74) و من كلام له عليه السّلام: للسائل الشَّامي لمَّا سأله: أ كان مسيرنا إلى الشام بقضاء من اللَّه و قدر؟ بعد كلام طويل هذا مختاره:
ويحك! لعلّك ظننت قضاء لازما، و قدرا حاتما، و لو كان ذلك كذلك لبطل الثّواب و العقاب، و سقط الوعد و الوعيد، إنّ اللَّه سبحانه أمر عباده تخييرا، و نهاهم تحذيرا، و كلّف يسيرا، و لم يكلّف عسيرا، و أعطى على القليل كثيرا، و لم يعص مغلوبا، و لم يطع مكرها، و لم يرسل الأنبياء لعبا، و لم ينزل الكتب للعباد عبثا، و لا خلق السّموات و الأرض و ما بينهما باطلا (ذلك ظنّ الّذين كفروا فويل للّذين كفروا من النّار). (75083- 74980)
اللغة:
(ويح): كلمة ترحّم و توجّع و قد تأتى بمعنى المدح و التعجّب ... و نصبه باضمار فعل كأنّك قلت ألزمه اللَّه ويحا (حتم) حتما بالشيء: قضى (لعب) لعبا: فعل فعلا بقصد اللّذّة أو التنزّه، فعل فعلا لا يجدي عليه نفعا- المنجد.
الاعراب:
بعد كلام، ظرف متعلّق بقوله: و من كلامه، ويحك منصوب بفعل مقدّر أى ألزم اللَّه ويحك، تخييرا مفعول له، و كذلك تحذيرا، كثيرا مفعول ثان لأعطى و الأوّل منه متروك، مغلوبا حال من ضمير يعص.
المعنى:
روي الحديث في باب الجبر و القدر من الكافي بهذا اللفظ:
عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد و إسحاق بن محمّد و غيرهما رفعوه قال: كان أمير المؤمنين عليه السّلام جالسا بالكوفة بعد منصرفه من صفّين إذ أقبل شيخ فجثى بين يديه، ثمّ قال له: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء من اللَّه و قدر؟ فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: أجل يا شيخ ما علوتم تلعة و لا هبطتم بطن واد إلّا بقضاء من اللَّه عزّ و جلّ و قدره، فقال له الشيخ: عند اللَّه أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين فقال له: مه يا شيخ فو اللَّه لقد عظم اللَّه لكم الأجر في مسيركم و أنتم
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 118
سائرون، و في مقامكم و أنتم مقيمون، و في منصرفكم و أنتم منصرفون، و لم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين، و لا إليه مضطرّين، فقال له الشيخ: و كيف لم نكن في شيء من حالاتنا مكرهين و لا إليه مضطرّين و كان بالقضاء و القدر مسيرنا و منقلبنا و منصرفنا؟
فقال له: و تظنّ أنه كان قضاء حتما و قدرا لازما، أنه لو كان كذلك لبطل الثواب و العقاب، و الأمر و النهى و الزجر من اللَّه، و سقط معنى الوعد و الوعيد فلم تكن لائمة للمذنب، و لا محمدة للمحسن، و لكان المذنب أولى بالاحسان من المحسن و لكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان، و خصماء الرّحمن، و حزب الشيطان، و قدريّة هذه الامّة و مجوسها. إنّ اللَّه تبارك و تعالى كلّف تخييرا، و نهى تحذيرا، و أعطى على القليل كثيرا و لم يعص مغلوبا، و لم يطع مكرها، و لم يملّك مفوّضا، و لم يخلق السّموات و الأرض و ما بينهما باطلا، و لم يبعث النّبيين مبشّرين و منذرين عبثا، ذلك ظنّ الّذين كفروا فويل للّذين كفروا من النار، فأنشأ الشيخ يقول:
أنت الامام الّذي نرجو بطاعته يوم النجاة من الرحمن غفرانا
أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا جزاك ربّك بالاحسان إحسانا
أقول: و قد ترى ما فيه الاختلاف بين ما ذكره الرضيّ- رحمه اللَّه- من هذا الحديث و ما ورد في الكافي الشّريف، فلا بدّ و أن يكون أحد المضمونين منقولا بالمعنى، و ما اختاره الرضيّ أوضح و أفصح و يحتمل تعدّد الواقعة، و ذكر الرضيّ- رحمه اللَّه- هذا السائل كان شاميّا، و لكن لا إشعار في رواية الكافي بكونه شاميّا و لعلّ الرّضيّ أخذه من رواية اخرى و كتاب آخر عرف السائل بأنّه شامي، و لكن يشعر صدر الحديث بأنه من أهل الكوفة حيث قال: أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام، فتدبّر. قال في شرح ابن ميثم: أمر عباده تخييرا، و تخييرا مصدر سدّ مسدّ الحال، انتهى. و لم يبيّن في كلامه ذا الحال، فان جعله حالا من المفعول و هو عباده، يكون
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 119
المعنى أمر عباده حالكونهم مخيرين، و لا يستفاد من لفظة مخيرين المختارين إلّا على تكلّف، ففيه تكلّفان: حمل المصدر على الصّفة، ثمّ حمل تلك الصفة من باب إلى باب آخر، و ان جعله حالا من الفاعل و هو اللَّه فلم لم يجعله مفعولا مطلقا، كما في قوله: نهاهم تحذيرا، كما صرّح به، و لا فرق بين جعله حالا أو مفعولا مطلقا من جهة المعنى، فتدبّر. قال في شرح المعتزلي: قد ذكر شيخنا أبو الحسين رحمه اللَّه: هذا الخبر في كتاب الغرر، و رواه عن اصبغ بن نباته انتهى. و المتن الّذي ذكره مختلف مع متن حديث الكافي في موارد، فصدر مقالة عليّ عليه السّلام فيه بقوله: «و الّذى فلق الحبّة و بريء النسمة» و لم يذكر فيه قوله:
«و لكان المذنب أولى بالإحسان من المحسن، و لكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب» و هذه الجملة من مشكلات هذا الحديث. و قد ذكر المجلسى رحمه اللَّه في شرحه على الكافي وجوها خمسة في حلّه نذكر خلاصة منها هنا:
الاول- أنه [يكون ] متفرعا على أنّه إذا بطل الثواب و العقاب بالجبر على التكليف فالمذنب صار أولى بالاحسان لنيله في هذه الدّنيا إلى ملادّه و شهواته و المحسن أسوء حالا منه لتحمّله مشاقّ التكليف و العبادات. الثاني- أنّه لو كان المذنب مجبورا على عمل السيّئة و المحسن على عمل الطاعة فالأولى الاحسان بالمذنب لتدارك جبره على الخلاف الواقع منه، و عقوبة المحسن ليساوي حاله مع المذنب و يراعى العدالة بينهما. الثالث- ما قيل إنّه إنما كان المذنب أولى بالاحسان لأنّه لا يرضى بالذّنب كما يدلّ عليه جبره، و المحسن أولى بالعقوبة لأنّه لا يرضى بالاحسان لدلالة الجبر عليه، و من لا يرضى بالاحسان أولى بالعقوبة من الّذى يرضى به، و لا يخفى ما فيه. الرابع- أنّه لما اقتضى ذات المذنب أن يحسن إليه في الدّنيا باحداث اللّذات فيه، فينبغي أن يكون في الاخرة أيضا كذلك، لعدم تغير الذوات في النشأتين
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 120
و إذا اقتضي ذات المحسن المشقة في الدّنيا و ايلامه بالتكاليف الشاقة ففي الاخرة أيضا ينبغي أن يكون كذلك. الخامس- ما قيل: لعلّ وجه ذلك أنّ المذنب بصدور القبائح و السيئات منه متألّم منكسر البال لظنه أنها وقعت منه باختياره، و قد كانت بجبر جابر و قهر قاهر فيستحقّ الإحسان، و أنّ المحسن بفرحاته بصدور الحسنات عنه و زعمه أنه قد فعلها باختياره أولى بالعقوبة من المذنب. قال المجلسي رحمه اللَّه في سند الحديث: إنّه مرفوع، لكن رواه الصّدوق رحمه اللَّه في العيون بأسانيد عنه، و مذكور في رسالة أبي الحسن الثالث عليه السّلام إلى أهل الأهواز، و سائر الكتب الحديثيّة و الكلاميّة، و أشار المحقّق الطوسيّ في التجريد إليه، و رواه العلامة في شرحه عن الأصبغ بن نباتة بأدني تغيير. أقول: هذا الحديث باعتبار تعرّضه لمسألة الجبر و الاختيار و القضاء و القدر في أعمال العباد من مشكلات الأحاديث و يحتاج إلى شرح مفصّل، و توضيح ينحلّ به هذا المعضل، و لا مجال لهذا البحث في هذا الشرح الموجز، و قد بحثت عن هذه المسألة مفصلا في شرح اصول الكافي و ترجمته بالفارسية المطبوعة في الجزء الأوّل، فمن أراد تحقيق المقام و توضيح المرام فليرجع إليه، و نحن نترجم الحديث تماما على متن رواه الشارح المعتزلي، لأنّا ترجمنا متن الكافي في شرحه.
الترجمة:
أصبغ بن نباتة گفت: پيرمردى در برابر علي عليه السّلام ايستاد و گفت: بما بگو كه رفتن ما بشام بقضاء خدا و قدر بود؟ در پاسخ فرمود: بدان خدا كه دانه را مى شكافد و جاندار مى آفريند، ما گامى برنداشتيم و بر درى فرو نشديم جز بقضاء خدا و قدر او، آن شيخ گفت: رنجى كه بردم بايد بحساب خدا بگذارم، هيچ ثوابى ندارم، علي فرمود: اى شيخ خاموش باش محققا خدا در اين سفر بشما پاداش بزرگى عطا كرده چه در رفتن و چه در برگشتن، شما در هيچ حالي واداشته نبوديد
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 121
و ناچار و بى اختيار نبوديد، آن شيخ گفت: چگونه چنين نبوديم با اين كه قضا و قدر ما را سوق داده اند، حضرت فرمود: واى بر تو، شايد گمان ميكنى قضاء لازم و قدر حتم و ملزمى در ميان است اگر چنين باشد ثواب و عقاب و وعد و وعيد و أمر و نهى همه باطل و بيهوده گردند و گنهكار را سرزنش نبايد و نيكوكار را آفرين نشايد، و نيكوكار از بدكار سزاوارتر بمدح و تحسين نباشد، و بدكار سزاوارتر نباشد بمذمّت و نكوهش از نيكوكار، اين گفتار بت پرستان و سپاه شيطان و گواهان ناحق و نابينايان از راه صواب است، و آنان قدريه اين امّت و گبران اين امّت محسوبند. راستى كه خداوند سبحان، فرمان داده براى مختار ساختن بندگان خود و غدقن كرده براى بر حذر داشتن و تكليف آسانى فرموده، نافرمانيش بمعنى اين نيست كه در برابر بنده خود مغلوب شده است، و از روى وادار كردن و اعمال زور اطاعت نمى شود، رسولان خود را بيهوده و عبث بسوى بندگانش گسيل نداشته، و آسمانها و زمين و آنچه در آنها است بيهوده نيافريده- اينست گمان آن كسانى كه كافر شدند، واى از دوزخ بر كافران- آن شيخ گفت: پس قضا و قدرى كه ما بوسيله آنها سفر كرديم چيستند؟ فرمود: اين قضا و قدر بمعنى أمر و دستور خدا است، سپس اين گفته خداوند سبحان را تلاوت فرمود كه: «وَ قَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ»- پروردگارت فرمان داده كه نپرستيد جز او را- آن شيخ شادمانه برخواست و مى گفت:
توئى آن امامى كه با طاعتش اميد بهشت از خدا در سر است
ز دودى تو هر شبهه از دين ما جزاى تو با حضرت داور است
چون كه برگشت على از صفين غم صفين بدلش بد سنگين
بستمكار شكستى نرسيد فتنه اى سخت از آن گشت پديد
شيخى اندر بر او سخت ايستاد كه بگو رفتن شام اى استاد
بقضا بود مقدّر ز خدا يا بدلخواه بشر شد پيدا
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 122
گفت سوگند بخلّاقى حق كه قضا و قدرش بد ز سبق
هيچ گامى ننهاديم براه جز قضا و قدرش بد همراه
شيخ گفتا كه خدايا صبري كه نداريم از اين ره اجرى
گفت خاموش ايا شيخ دژم كه خدا داده ثوابى معظم
طى اين راه باكراه نبود هر كس از ميل خود اين ره پيمود
شيخ گفتا كه قضا ما را برد گفت وه نيست قضا حتم اى گرد
ور نه بيهوده ثوابست و عقاب نه بود أمر و نه نهى و نه عذاب
نه خدا سرزنش مذنب كرد نه ستايش ز نكوكار اى مرد
اين بود گفته عبّاد وثن گفته لشكر شيطان كهن
راستش حضرت سبحان فرمان داده آزاد بدين خلق جهان
نهى كرد است برسم تحذير كرده تكليف ولى سهل و يسير
از گنه چيره بر او كس نشده باطاعت كسى مكره نشده
نه عبث خيل رسل كرده گسيل تا كه باشند بمخلوق دليل
آسمانها و زمين بيهده نيست در جهان بيهده را نبود زيست
اين گمان شيوه كفّار بود كه مكان همه در نار بود
شيخ گفتا چه قضا و قدرى كرده اين راه بماها سپرى؟
گفت فرمان خدا و حكمش ديگر اى شيخ زبان را در گش
گفته حق بود اندر قرآن كه «قضى ربك» روخوش برخوان
شيخ فهميد و بشد شاد و سرود چند شعرى و على را بستود