منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 8، ص: 312
قد اصطلحتم على الغلّ فيما بينكم، و نبت المرعى على دمنكم، و تصافيتم على حبّ الآمال، و تعاديتم في كسب الأموال، لقد استهام بكم الخبيث، و تاه بكم الغرور، و اللّه المستعان على نفسي و أنفسكم. (27431- 27281)
اللغة:
و (الدّمن) بالكسر ما يتلبّد من السّرجين، و الدّمنة موضعه و الدّمنة آثار الدّار و النّاس و ما سوّدوه، و الحقد القديم و جمع الكلّ دمن كسدر و دمن كعدد (الغرور) بالفتح الشيّطان.
الاعراب:
و قوله: استهام بكم الخبيث، الباء للتّعدية أى جعلكم هائمين كما تقول في استنفرت القوم إلى الحرب استنفرت لهم أى جعلتهم نافرين، و يحتمل أن تكون بمعنى من، أى طلب منكم أن تهيموا.
المعنى:
و كذلك قال في قوله (قد اصطلحتم على الغلّ فيما بينكم) أنّه إلى آخر الفصل كلام مقطوع أيضا.
أقول: إن ثبت التقطيع فهو و إلّا فجهة ارتباط هذا الكلام بما قبله هو أنّه لما وصف كتاب اللّه سبحانه بأوصاف الكمال تنبيها على وجوب اتباعه و الاعتصام به للاشارة إلى الحقّ و هدايته إلى مكارم الأخلاق، أردفه بتوبيخ السّامعين و تقريعهم على ارتكاب رذائل الأخلاق و اتّباع الشيطان، و المراد أنّكم اتّفقتم على الحقد و الحسد بحيث لم ينكره منكم أحد.
(و نبت المرعى على دمنكم) يحتمل أن يكون المراد بالدّمن الحسد فيكون قوله: نبت المرعى جاريا مجرى المثل اشارة إلى طول الزّمان أى طال حقدكم
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 8، ص: 319
و حسدكم و دام حتّى صار بمنزلة الأرض الجامدة التي ينبت عليها النّبات، و يجوز أن يكون المراد بها المزابل و مواضع البعرة فاستعير للقلوب باكتنافها بالخباثة الباطنيّة و تضمّنها الضغائن و الأحقاد كما يكتنف المزابل بالكثافات و الخباثات الظاهرة فيكون قوله: نبت المرعى، أيضا مثلا لأنّ المقصود به الاشارة إلى عدم الانتفاع بذلك المرعى لأنّه لا وقع له و لا يرغب إليه كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
إيّاكم و خضراء الدّمن.
و قال الشّارح البحراني: قوله: نبت المرعى آه، يضرب مثلا للمتصالحين في الظاهر مع غلّ القلوب فيما بينهم، و وجه مطابقة الممثّل أنّ ذلك الصّلح سريع الزّوال لا أصل له كما يسرع جفاف النّبات في الدّمن، و الأظهر ما قلناه.
(و تصافيتم على حبّ الآمال) أى كنتم في مقام الصّفا ظاهرا على محبّة ما يأمل و يرجو كلّ منكم من صاحبه من جلب نفع أو دفع ضرّ (و تعاديتم في كسب الأموال) لأنّ عمدة الخصومات و العداوات إنّما تكون في مال الدّنيا و متاعها فكلّ من أهلها يجذبه إلى نفسه و يضنّ به على غيره.
(لقد استهام بكم الخبيث) أى طلب منكم أن تهيموا و تتحيّروا أو جعلكم هائمين متحيّرين أو اشتدّ عشقه و محبّته لكم (و تاه بكم الغرور) أى أضلّكم الشّيطان اللّعين و جعلكم تائهين ضالّين (و اللّه المستعان) في كلّ حال (على نفسي و أنفسكم) من سوء الأعمال.
الترجمة:
بتحقيق كه متفق شده ايد بر حقد و حسد كه در ما بين شما است، و رسته است گياه بر روى حسد شما، و با صفا ميباشد در محبت اميدهائى كه از يكديگر داريد، و با عداوت مى باشيد در كسب نمودن مالها، بتحقيق كه شما را متحيّر كرده است إبليس خبيث، و بضلالت افكنده است شما را شيطان لعين، و خداوند تعالى يارى خواسته شده است از او بر نفس من و بر نفسهاى شما در جميع كارها.
افزودن دیدگاه جدید