منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 378
المختار الرابع و الستون و من كتاب له عليه السلام اليه أيضا:
أمّا بعد، فقد آن لك أن تنتفع باللّمح الباصر من عيان [عين ] الأمور فلقد سلكت مدارج أسلافك بادّعائك الأباطيل، و إقحامك [اقتحامك ] غرور المين و الأكاذيب، و بانتحالك ما قد علا عنك و ابتزازك لما اختزن دونك، فرارا من الحقّ، و جحودا لما هو ألزم لك من لحمك و دمك، ممّا قد وعاه سمعك، و ملىء به صدرك، فما ذا بعد الحقّ إلّا الضّلال المبين، و بعد البيان إلّا اللّبس؟ فاحذر الشّبهة و اشتمالها على لبستها، فإنّ الفتنة طالما أغدفت جلابيبها، و أعشت الأبصار ظلمتها.
اللغة:
(آن): قرب و حان، (اللمح الباصر): النظر بالعين الصحيحة، (الأباطيل) جمع الباطل على غير قياس، (المدارج): الطرائق، (الاقحام و الاقتحام): الدخول في الشيء من غير رويّة، (المين): الكذب، (الغرور): بالضمّ مصدر و بفتح الأول صفة بمعنى الفاعل، (الانتحال): ادّعاء ما ليس له، (الابتزاز): الاستلاب، (الجحود): إنكار ما يعلم.
الاعراب:
مجاز الباصر: صفة لقوله باللمح مجازا، أى بلمح الانسان الباصر و الباء للاستعانة، بادّعائك: الباء للسببيّة، ممّا قد وعاه: من للتعليل، فاحذر الشبهة و اشتمالها: قال الشارح المعتزلي: و يجوز أن يكون اشتمال مصدر مضاف إلى معاوية أى احذر الشبهة و احذر اشتمالك إيّاها على اللبسة، أى ادّراعك بها و تقمّصك- إلى أن قال: و يجوز أن يكون مصدرا مضافا إلى ضمير الشبهة فقط.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 380
المعنى:
تلويح قال الشارح المعتزلي «ص 27 ج 18 ط مصر»: و هذا الكتاب [... فقد آن لك ...] هو جواب كتاب وصل من معاوية إليه عليه السّلام بعد قتل عليّ عليه السّلام الخوارج، و فيه تلويح بما كان يقوله من قبل: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وعدني بقتال طائفة اخرى غير أصحاب الجمل صفّين، و إنّه سمّاهم المارقين.
أقول: و كان معاوية بعد قتل الخوارج و هم شجعان جيش الكوفة الصادقين للجهاد في صفّين يرجو نيل الخلافة على كافّة المسلمين لأنّ خلافهم مع عليّ عليه السّلام و قتلهم في نهروان كافّة إلّا عدد يسير قد فتّ في عضد عليّ عليه السّلام و شوّش أمره إلى حيث انجرّ إلى الفتك به، فانتهز معاوية هذه الفرصة و طمع في قبول عليّ عليه السّلام شروطا للصلح تؤيّد مقصود معاوية في صعود عرش الخلافة الاسلاميّة برضا كافّة المسلمين و تجويز عليّ خلافته باقراره على ولاية الشام و نصبه على أنّه وليّ عهد له من بعده.
قال الشارح المعتزلي «ص 26 ج 18 ط مصر»: و كان كتب إليه يطلب منه أن يفرده بالشام و أن يولّيه العهد من بعده، و أن لا يكلّفه الحضور عنده، و كان مقصوده بعد أخذ هذا الاعتراف عنه عليه السّلام التدبير في الفتك به بأيّ وجه يمكنه، و قد أدرك عليه السّلام غرضه من هذا الكتاب فأبلغ في ردعه و دحض مطامعه بما لا مزيد عليه، و بيّن له أنّه بعيد عن مقام الخلافة بوجوه عديدة:
1- سلوكه مسالك أجداده الجاهليّين بادّعاء الأباطيل و اقتحام غرور المين و الأكاذيب فكأنّه باق على كفره أخلاقا و معنا و إن كان مسلما ظاهرا، فلا أهليّة له لزعامة المسلمين.
2- دعواه مقاما شامخا علا عنه، و استلابه ما قد اختزن دونه، قال الشارح المعتزلي: يعني التسمّى بأمير المؤمنين، و فسّره ابن ميثم بمال المسلمين و بلادهم الّتي يغلب عليها.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 381
3- فراره عن الحقّ و جحوده ما يعلمه حقّا و ثبت عنده حتّى وعاه سمعه و مليء به صدره.
و قد فسّره المعتزلي بفرض طاعة عليّ عليه السّلام لأنّه قد وعاها سمعه، لا ريب في ذلك. إمّا بالنصّ في أيّام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما تذكره الشيعة، فقد كان معاوية حاضرا يوم الغدير لأنّه حجّ معهم حجّة الوداع، و قد كان أيضا حاضرا يوم تبوك حين قال له بمحضر من الناس كافّة «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» و قد سمع غير ذلك.
و إمّا بالبيعة كما نذكره نحن فانّه قد اتّصل به خبرها، و تواتر عنده وقوعها، فصار وقوعها عنده معلوما بالضرورة كعلمه بأنّ في الدنيا بلدا اسمه مصر، و إن كان ما رآها.
الترجمة:
از نامه اى كه آن حضرت عليه السّلام باز هم بمعاويه نگاشته است:
أمّا بعد، آن هنگامت فرا رسيده كه بخود آئى و از آنچه بچشم خود ديدى پند پذيرى، براستى كه تو باز هم براه نياكان بت پرست خود مى روى براى آنكه بيهوده دعوى دارى و خود را در فريب و دروغ اندر مى سازى و آنچه را برتر از مقام تو است بخود مى بندى و در آنچه از تو دريغ است دست اندازى مى كنى تا از حق گريزان باشى و از پيروى آنچه از گوشت و خون تنت بتو آميخته تر است سرباز زنى و انكارش كنى، همان حقائقى كه بگوش خود فرا گرفتى و در دلت انباشته اند و بخوبى مى دانى. پس از كشف حقيقت راه ديگرى جز گمراهى و ضلالت نيست، و پس از تمامى بيان و حجّت جز شبهه سازى وجود ندارد، از شبهه سازى و فريب كارى و عوام فريبى بر كنار شو، زيرا كه دير زمانى است فتنه و آشوب پرده هاى سياه خود را گسترده و با تيرگى خود ديده هاى كوته بين را كور و نابينا كرده.
افزودن دیدگاه جدید