منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 464
التاسعة و الخمسون بعد ثلاثمائة من حكمه عليه السّلام:
(359) و قال عليه السّلام في كلام آخر له يجري هذا المجرى: فمنهم المنكر للمنكر بيده و لسانه و قلبه فذلك المستكمل لخصال الخير و منهم المنكر بلسانه و قلبه و التّارك بيده فذلك متمسّك بخصلتين من خصال الخير و مضيّع خصلة، و منهم المنكر بقلبه، و التّارك بيده و لسانه فذلك الّذي ضيّع أشرف الخصلتين من الثّلاث و تمسّك بواحدة، و منهم تارك لإنكار المنكر بلسانه و قلبه و يده فذلك ميّت الأحياء، و ما أعمال البرّ كلّها و الجهاد في سبيل اللَّه عند الأمر بالمعروف و النّهى عن المنكر إلّا كنفثة في بحر لجّيّ، و إنّ الأمر بالمعروف و النّهى عن المنكر لا يقرّبان من أجل، و لا ينقصان من رزق، و أفضل من ذلك [كلّه ] كلمة عدل عند إمام جائر. (84325- 84207)
اللغة:
(لجّة) الماء: أعظمه و بحر لجّى ذو ماء عظيم، و (النفثة): المرّة من نفثت الماء من فمي أي قذفته بقوّة.
المعنى:
المعروف و المنكر يطلق على الواجب و الحرام في قول الفقهاء: «يجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر» لأنّ ظاهر لفظ المنكر القبيح الّذي يرادف الفحشاء و يقارنه في آيات القرآن كما قال تعالى: «إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ» (45- العنكبوت) و أمّا المعروف فيختصّ بالواجب بقرينة وجوب الأمر به، و أمّا إذا كان مندوبا أو مباحا فلا يجب الأمر به، كما أنّ لفظ الأمر المتعلّق به يخصّصه بالوجوب، لأنّ الأمر المطلق يفيد الوجوب. و الأمر بالمعروف كالنهي عن المنكر يجبان بشرائط مقرّرة في مقامه، و لهما مراتب كما ذكرنا، يسقط وجوب كلّ مرتبة غير مقدورة و ينتقل إلى مرتبة نازلة حتّى ينتهي إلى الانكار بالقلب الّذي هو واجب بالنسبة إلى المنكر مطلقا. و لكن المستفاد من كلامه هذا عليه السّلام أمر أهمّ و أتمّ و يشبه أن يكون مقصوده الاعانة على الخير المطلق و الدّفاع عن الشرّ المطلق، فأشار إلى أنّ أهل الخير ينقسمون إلى ثلاث مراتب باعتبار استعداداتهم و جوهر ذاتهم. فمنهم خيّرون مطلقا و طاردون للشرّ و المنكر باليد و اللّسان و القلب، و هم المهذّبون و واصلون إلى أعلى درجات الخير المعبّر عنه في الفلسفة التربوية الفارسية بقولهم «پندار نيك، كردار نيك، گفتار نيك». و منهم من حاز الدرجة الثانية، و هو المنكر بلسانه و قلبه و التارك بيده، يعني بلغ في التربية الاخلاقية إلى حيث صار لسانه خيّرا و داعيا إلى الخير و قلبه طاهرا ينوي الخير، و لكن لم يصر عمله خيرا مطلقا فذلك حصّل خصلتين من خصال الخير و منهم المنكر بقلبه، أي نيّته الخير و لكن لم يملك لسانه و يده ليكونا ممحّضا للخير و داعيا إليه بوجه مطلق، فقد ذهب منه أشرف الخصلتين.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 21، ص: 465
و الدّليل على إرادة هذا المعنى العامّ التامّ قوله (و ما أعمال البرّ كلّها و الجهاد في سبيل اللَّه عند الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إلّا كنفثة في بحر لجّى) فكلامه عليه السّلام يرجع إلى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالنظر إلى الوجهة الأخلاقية للامر و الناهي، لا بالنظر إلى حكمه الفقهي المعنون في كتاب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الفقه.
الترجمة:
در سخن ديگر آن حضرت كه در اين باب است چنين فرمايد:
برخي از آنان منكر را بدست و زبان و دل برانند و آن كسي است كه همه خصائل نيكى را كامل كرده، و برخي منكر را با زبان و دل برانند و دست را وانهند اين دو خصلت خير را داراست و يك خصلت را ضايع گزارده، و برخي تنها بهمان دل خود انكار منكر كند و با دست زبان تارك آن باشد اينست كه أشرف خصال را نهاده و بيكى از آن سه تمسّك دارد، و برخي انكار منكر را با زبان و دل و دست همه وانهاده او چون مرده ايست ميان زنده ها، و همه كردارهاى نيك و حتّى جهاد و جانبازى در راه خدا نسبت بأمر بمعروف و نهي از منكر چون مشتى آبست در درياى ژرف و براستى كه أمر بمعروف و نهي از منكر مرگ مقدّر را جلوتر نيندازند، و مايه نقصان روزي مقدّر نباشند، و بهتر از همه اينها يك كلمه حق و عدالتي است كه در برابر پيشواى ستمگري گفته شود.
افزودن دیدگاه جدید