منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 5
و كذلك السّماء و الهواء و الرّياح و الماء. فانظر إلى الشّمس و القمر، و النّبات و الشّجر، و الماء و الحجر، و اختلاف هذا اللّيل و النّهار، و تفجّر هذه البحار، و كثرة هذه الجبال، و طول هذه القلال، و تفرّق هذه اللّغات، و الألسن المختلفات. فالويل لمن جحد المقدّر، و أنكر المدبّر، يزعمون «زعموا خ» أنّهم كالنّبات ما لهم زارع، و لا لاختلاف صورهم صانع، و لم يلجئوا إلى حجّة فيما ادّعوا، و لا تحقيق لما أوعوا، و هل يكون بناء من غير بان، أو جناية من غير جان.
اللغة:
و (القلال) و زان جبال جمع قلّة بالضمّ و هى أعلى الجبل، و قيل الجبل. و (وعا) الشيء و أوعاه حفظه و جمعه، و في بعض النسخ وعوه على المجرّد بدل أوعوه و (جنا) فلان جناية بالكسر أى جرّ جريرة على نفسه و قومه، و جنيت الثمرة و اجتنيتها اقتطفتها و اسم الفاعل منهما جان إلّا أنّ المصدر من الثاني جنى لا جناية.
الاعراب:
و قوله: فالويل لمن جحد المقدّر، جملة اخبارية أو إنشائية دعائية قال سيبويه: الويل مشترك بين الدّعاء و الخبر.
المعنى:
(و كذلك السماء و الهواء و الرياح و الماء) على اختلاف هيئاتها و هيئاتها و تباينها و تضادها مشابهة للامور السابقة، مستوية لها من حيث الانتساب إلى القدرة.
تطبيق- ازدواج- سجع (فانظر إلى الشّمس و القمر و النّبات و الشجر و الماء و الحجر و اختلاف هذا اللّيل و النّهار و تفجّر هذه البحار و كثرة هذه الجبال و طول هذه القلال و تفرّق هذه اللّغات و الألسن المختلفات.) لا يخفى ما في هذه الفقرة و سابقتيها من الرقة و السّلاسة و اللّطافة من حيث اللّفظ و العبارة، حيث تضمنت سياقة الاعداد مع مراعاة التطبيق و الازدواج و ملاحظة الأسجاع، و أمّا من حيث المعنى فالمراد بها الأمر بالتدبّر فيما أودع في هذه الأشياء من غرايب الصنعة و لطايف الحكمة و براهين القدرة و العظمة حسبما عرفت نبذا منها في شرح الفصل الرابع و السادس من المختار التسعين فانظر ما ذا ترى.
و قال الشارح المعتزلي: المراد بها الاستدلال بامكان الاعراض على ثبوت الصّانع، بأن يقال كلّ جسم يقبل لجسميته المشتركة بينه و بين ساير الأجسام ما يقبله غيره من الأجسام، فاذا اختلف الأجسام في الاعراض فلا بد من مخصّص و هو الصّانع الحكيم.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 24
و قرّره الشارح البحرانى بتقرير أوضح و هو أنّ هذه الأجسام كلّها مشتركة في الجسميّة و اختصاص كلّ منها بما يميّز به من الصّفات المتعدّدة ليست للجسميّة و لوازمها، و إلّا وجب لكلّ منها ما وجب للاخر، ضرورة اشتراكها في علّة الاختصاص فلا مميّز له هذا خلف، و لا لشيء من عوارض الجسمية لأنّ الكلام في اختصاص كلّ منها بذلك العارض كالكلام في الأوّل و يلزم التسلسل، فيبقى أن يكون لأمر خارج عنها هو الفاعل الحكيم المخصص لكل منها بحدّ من الحكمة و المصلحة.
أقول: و قد اشير إلى هذا الاستدلال في قوله عزّ و جلّ «وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ. وَ مِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ. وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ».
قال الطبرسيّ: أى من دلالاته على وحدانيّته و كمال قدرته «خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» و ما فيهما من عجايب خلقه و بدايع صنعه مثل ما في السّموات من النجوم و الشمس و القمر و جريها في مجاريها على غاية الاتّساق و النظام، و ما في الأرض من الجماد و النبات و الحيوان المخلوقة على وجه الاحكام.
«وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ» الألسنة جمع لسان و اختلافها هو أن ينشأها اللّه مختلفة في الشّكل و الهيئة و التركيب فيختلف نغماتها و أصواتها حتّى أنّه لا يشتبه صوتان من نفسين هما اخوان، و قيل: إنّ اختلاف الألسنة هو اختلاف اللغات من العربيّة و العجميّة و غيرهما، و لا شيء من الحيوانات يتفاوت لغاتها كتفاوت لغات الانسان فان كانت اللّغات توقيفيّا من قبل اللّه فهو الذي فعلها، و إن كانت مواضعة من قبل العباد فهو الذي يسرها.
«وَ أَلْوانِكُمْ» أى و اختلاف ألوانكم من البياض و الحمرة و الصّفرة و السّمرة و غيرها فلا يشبه أحد أحدا مع التشاكل في الخلقة، و ما ذلك إلّا للتراكيب البديعة و اللّطائف العجيبة الدالّة على كمال قدرته و حكمته حتى لا يشتبه اثنان من النّاس و لا يلتبسان مع كثرتهم.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 25
«إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ»* أى أدلّة واضحات «لِلْعالَمِينَ»* أى للمكلّفين.
«وَ مِنْ آياتِهِ»* الدالّة على توحيده و اخلاص العبادة له «مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ» أى النّوم الذي جعله اللّه راحة لأبدانكم باللّيل و قد تنامون بالنهار فاذا انتبهتم انتشرتم لابتغاء فضل اللّه «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ»* ذلك فيقبلونه و يتفكّرون فيه، لأنّ من لا يتفكّر فيه لا ينتفع به فكأنه لم يسمعه.
«وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً» معناه و من دلالالته أن يريكم النار تنقدح من السحاب يخافه المسافر و يطمع فيه المقيم، و قيل: خوفا من الصواعق و طمعا في الغيث «و ينزّل من السّماء ماء» أى غيثا و مطرا «فيحيى به» أى بذلك الماء «الأرض بعد موتها» أى بعد انقطاع الماء عنها وجدو بها «إنّ في ذلك لايات لقوم يعقلون» أى للعقلاء المكلّفين.
(فالويل) أى الحزن و الهلاك و المشقّة من العذاب و قيل إنّه علم واد في جهنّم (لمن جحد المقدّر و أنكر المدبّر) و هم الدّهريّون الّذين قالوا ما هى إلّا حياتنا الدّنيا نموت و نحيى و ما يهلكنا إلّا الدّهر (و يزعمون أنهم كالنبات) النابت في الصحاري و الجبال من غير زرع فكما أنّه ليس له زارع و مدبّر من البشر فكذلك هؤلاء.
(ما لهم زارع) أصلا (و لا لاختلاف صورهم صانع) قطعا و ذكر اختلاف الصّور لكونه أوضح دلالة على الصانع و قيل: المراد انهم قاسوا أنفسهم على النبات الذي جعلوا من الأصول المسلمة أنه لا مقدّر له بل ينبت بنفسه من غير مدبّر (و لم يلجئوا) أى لم يستندوا (إلى حجّة فيما ادّعوا) من جحود المقدّر (و لا تحقيق لما) حفظوا و (أوعوا) من إنكار المدبّر بل دعويهم مستندة إلى مجرّد الظنّ و الحسبان و محض الهوى و الاستحسان كما نطق به الفرقان.
قال تعالى «أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ. وَ قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ» .
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 26
و روى في الصّافي من الكافي عن الصّادق عليه السّلام في حديث وجوه الكفر قال عليه السّلام: فأمّا كفر الجحود فهو الجحود بالرّبوبيّة و هو قول من يقول: لا ربّ و لا جنّة و لا نار، و هو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم الدّهرية و هم الّذين يقولون و ما يهلكنا إلّا الدّهر و هو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان عنهم على غير تثبّت منهم و لا تحقيق لشيء مما يقولون قال اللّه عزّ و جلّ «وَ مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا...»* إنّ ذلك كما يقولون.
قال الفخر الرازي: و أما شبهتهم في انكار الإله الفاعل المختار فهو قولهم «وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ» يعني تولد الأشخاص إنما كان بسبب حركات الأفلاك الموجبة لامتزاج الطبايع و إذا وقعت تلك الامتزاجات على وجه خاصّ حصلت الحياة، و اذا وقعت على وجه آخر حصل الموت، فالموجب للحياة و الموت تأثيرات الطبايع و حركات الأفلاك، و لا حاجة في هذا الباب إلى إثبات الفاعل المختار، فهذه الطائفة جمعوا بين إنكار الإله و بين إنكار البعث و القيامة ثمّ قال تعالى «وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ».
و المعنى أنّ قبل النظر و معرفة الدليل الاحتمالات بأسرها قائمة، فالذي قالوه يحتمل و ضدّه أيضا يحتمل، و ذلك هو أن يكون القول بالبعث و القيامة حقا و القول بوجود الإله الحكيم حقّا فانّهم لم يذكروا شبهة ضعيفة و لا قويّة في أنّ هذا الاحتمال الثاني باطل، و لكنه خطر ببالهم هذا الاحتمال الأوّل فجزموا به و أصرّوا عليه من غير حجّة و لا بيّنة، فثبت أنّهم ليس لهم علم و لا جزم و لا يقين في صحّة القول الّذي اختاروه بسبب الظنّ و الحسبان و ميل القلب إليه من غير موجب و حجّة و دليل، هذا استفهام انكارى و لما دعا عليه السّلام على الجاحدين بالويل و الثبور زيف قولهم بعدم استناده إلى حجّة و بيّنة و لو كانت ضعيفة هيّنة، عاد إلى تقريعهم و توبيخهم باقامة البرهان المحكم و الدلالة الواضحة على بطلان قولهم و فساد به منهم فقال على سبيل الاستفهام بقصد الإنكار و الإبطال:
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 27
(و هل يكون بناء من غير بان و جناية من غير جان) يعني افتقار الفعل إلى الفاعل ضروري و إنكاره باطل و منكره ضال جاهل.
روى في البحار من جامع الأخبار قال: سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن اثبات الصانع فقال عليه السّلام: البعرة تدلّ على البعير، و الرّوثة تدلّ على الحمير، و آثار القدم تدلّ على المسير، فهيكل علوىّ بهذه اللّطافة و مركز سفلى بهذه الكثافة كيف لا يدلّان على اللطيف الخبير؟
و فيه من كتاب التوحيد للصّدوق (ره) بسنده عن هشام بن الحكم قال: كان زنديق بمصر يبلغه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام فخرج إلى المدينة ليناظره فلم يصادفه بها فقيل له هو بمكّة، فخرج الزنديق إلى مكة و نحن مع أبي عبد اللّه عليه السّلام فقاربنا الزنديق و نحن مع أبي عبد اللّه عليه السّلام في الطواف فضرب كتفه «كفّه» كتف أبي عبد اللّه عليه السّلام فقال له جعفر عليه السّلام: ما اسمك؟ قال: اسمي عبد الملك، قال: فما كنيتك؟
قال: أبو عبد اللّه قال عليه السّلام: فمن الملك الذي أنت له عبد أمن ملوك السماء أم من ملوك الأرض؟ و أخبرني عن ابنك أعبد إله السّماء أم عبد إله الأرض؟ فسكت، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: قل ما شئت تخصم، قال هشام بن الحكم: قلت للزنديق: أما تردّ عليه، فقبح قولي.
فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام: إذا فرغت من الطواف فأتنا.
فلما فرغ أبو عبد اللّه عليه السّلام أتاه الزنديق فقعد بين يديه و نحن مجتمعون عنده فقال للزنديق: أ تعلم أنّ للأرض تحت و فوق؟ قال: نعم، قال عليه السّلام: فدخلت تحتها؟
قال: لا، قال: فما يدريك بما تحتها؟ قال: لا أدرى إلّا أنّي لأظنّ أن ليس تحتها شيء، قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: فالظنّ عجز ما لم تستيقن.
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: فصعدت إلى السّماء؟ قال: لا، قال: فتدري ما فيها؟ قال لا، قال: فعجبا لك لم تبلغ المشرق و لم تبلغ المغرب و لم تنزل تحت الأرض و لم تصعد إلى السّماء و لم تجز هنالك فتعرف ما خلقهنّ و أنت جاحد ما فيهنّ و هل يجحد العاقل ما لا يعرف؟! فقال الزنديق: ما كلّمني بهذا أحد غيرك.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 11، ص: 28
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: فأنت في شكّ من ذلك فلعلّ هو و لعلّ ليس هو؟
قال الزّنديق: و لعلّ ذاك.
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: أيّها الرّجل ليس لمن لا يعلم حجّة على من يعلم فلا حجّة للجاهل يا أخا أهل مصر تفهم عنّي فانا لا نشكّ في اللّه أبدا، أما ترى الشّمس و القمر و اللّيل و النهار يلجان ليس لهما مكان إلّا مكانهما فان كانا يقدران على أن يذهبا و لا يرجعان فلم يرجعان؟ فان لم يكونا مضطرّين فلم لا يصير الليل نهارا و النهار ليلا؟ اضطرّا و اللّه يا أخا أهل مصر إلى دوامهما و الذي اضطرّهما أحكم منهما و أكبر منهما، قال الزنديق: صدقت.
ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: يا أخا أهل مصر الذي تذهبون و تظنونه بالوهم فان كان الدّهر يذهب بهم لم لا يردّهم؟ و إن كان يردّهم لم لا يذهب بهم القوم مضطرّون يا أخا أهل مصر السّماء مرفوعة و الأرض موضوعة لم لا تسقط السماء على الأرض و لم لا تنحدر الأرض فوق طباقها فلا يتماسكان و لا يتماسك من عليهما؟ فقال الزنديق أمسكهما و اللّه ربّهما و سيّدهما، فامن الزنديق على يدي أبي عبد اللّه عليه السّلام.
و قد أوردت هذه الرواية على طولها لتماميّتها في إبطال مذهب الدّهرية و نزيد إيضاحها بكلام أمير المؤمنين عليه السّلام و لو تأملتها حقّ التأمل ظهر لك أنّها في الحقيقة بمنزلة الشرح لقوله: و لم يلجئوا إلى حجّة، إلى قوله: جان، فتدبّر لتبصر.
الترجمة:
و همچنين آسمان و هوا و آب و باد. پس نظر كن بسوى مهر و ماه و درخت و گياه و آب و سنگ و بسوى اختلاف نمودن اين شب و روز و منفجر شدن اين درياها و بسيارى اين كوهها و درازى اين سرهاى كوهها و متفرق شدن اين لغتها و زبانهاى مختلف گوناگون.
پس واي بر كسى كه انكار نمايد خداوند صاحب تقدير را، و كافر شود بخداوند صاحب تدبير، و گمان كرده اند كه ايشان مثل گياه خودرويند كه نيست ايشان را زراعت كننده، و نه از براى صورتهاي مختلفه ايشان آفريننده، و استناد نكردند بدليلي در آن چيزى كه ادعا نمودند، و بتحقيقي در آن چيزى كه حفظ كردند و ذهني ايشان شد، آيا ممكن بشود بنائي بدون بنا كننده يا جنايتي بدون جنايت زننده.