منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 14، ص: 112
و من دعاء كان يدعو به عليه السّلام كثيرا و هو المأتان و الرابع عشر من المختار فى باب الخطب:
الحمد للّه الّذي لم يصبح بي ميّتا، و لا سقيما، و لا مضروبا على عروقي بسوء، و لا مأخوذا بأسوء عملي، و لا مقطوعا دابري، و لا مرتدّا عن ديني، و لا منكرا لربّي، و لا مستوحشا من إيماني، و لا ملتبسا عقلي، و لا معذّبا بعذاب الأمم من قبلي، أصبحت عبدا مملوكا ظالما لنفسي، لك الحجّة عليّ، و لا حجّة لي، لا أستطيع أن آخذ إلّا ما أعطيتني، و لا أتّقي إلّا ما وقيتني، أللّهمّ إنّي أعوذ بك أن أفتقر في غناك، أو أضلّ في هداك، أو أضأم في سلطانك، أو أضطهد و الأمر لك، اللّهمّ اجعل نفسي أوّل كريمة تنتزعها من كرائمي، و أوّل وديعة ترتجعها من ودايع نعمك عندي، ألّلهمّ إنّا نعوذ بك أن نذهب عن قولك، أو نفتتن عن دينك، أو تتابع بنا أهوائنا دون الهدى الّذي جاء من عندك. (51017- 50882)
اللغة:
(الدّابر) الاخر من دبر إذا أدبر قال تعالى «وَ قَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ» يعني آخرهم أى يستأصلون عن آخرهم، و قال «و يقطع دابر الكافرين» أى باستيصالهم
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 14، ص: 113
و قتلهم و اسرهم، و قال «فقطع دابر القوم الذين ظلموا» أى آخر من بقي منهم و (الضّيم) الذّلّ و (ضهده) كمنعه قهره (نفتتن) بصيغة المتكلّم المجهول، و في بعض النسخ بالبناء على الفاعل و قوله (أو تتايع) بالياء المثنّاة من تحت التهافت و الاسراع في الشّر و اللّجاج و الاقتحام فيه من غير رويّة و ركوب الأمر على خلاف النّاس و في بعض النّسخ تابع بحذف إحدى التّائين، و في بعضها تتابع بالباء الموحّدة يقال: تتابعوا على الأمر أى توالوا و تبع بعضهم بعضا.
الاعراب:
كثيرا في كلام الرّضي صفة إمّا لظرف محذوف أو لمصدر محذوف أى حينا كثيرا أو دعاء كثيرا و الأوّل أظهر، و قوله: ميّتا قال الشارح المعتزلي: منصوب على الحال أى لم يفلق الصّباح عليّ ميّتا و لا يجوز أن يكون يصبح ناقصة و يكون ميّتا خبرها كما يقول الرّاوندى، لأنّ خبر كان و اخواتها يجب أن يكون هو الاسم، ألا ترى أنّهما مبتدأ و خبر في الحال، و اسم يصبح ضمير اللّه تعالى و ميّتا ليس هو اللّه سبحانه، انتهى.
أقول: و لقائل أن يقول: إنّ مراد الرّاوندى بكون ميّتا خبر أصبح أنّه في الأصل خبرها و المخبر به ياء المتكلّم فانّ أصبح على كونها ناقصة بمعني صار، فلمّا عدّيت بالباء صارت بمعني صيّر و تكون من أفعال التّصيير فيكون المعني لم يصيّرني ميّتا كما يقال: صيّرني اللّه فداك، و هذا ممّا لا غبار عليه، و قوله عليه السّلام إلّا ما أعطيتني استثناء مفرّغ.
و قوله: أفتقر فى غناك قال الشّارح المعتزلي: موضع الجارّ و المجرور نصب على الحال و في متعلّقة بمحذوف و المعني افتقر و أنت الموصوف بالغنى الفايض على الخلق، و قوله: دون الهدى، ظرف متعلّق بقوله: تتايع، و هو إمّا بمعني عند أو بمعني أمام
المعنى:
اعلم أنّه عليه السّلام حمد اللّه عزّ و جلّ و أثنى عليه بما أنعم عليه من نعمه العظيمة
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 14، ص: 114
و قال (الحمد للّه الذى لم يصبح بي ميّتا) أى لم يدخلني في الصّباح و الحال أنّي ميّت أو لم يصيّرني ميّتا.
فان قلت: كيف يجتمع حمده عليه السّلام على عدم موته مع قوله الّذى ما زال عليه السّلام يقوله من كونه آنس بالموت من الطّفل بثدى امّه، فانّ الأوّل مشعر بحبّه عليه السّلام للبقاء و الثاني مفيد للّقاء.
قلت: لا تنافي بين الكلامين لانتفاء المنافاة في المقامين.
فانّ الأوّل أعنى الحمد على الحياة إنما هو في مقام الرّضاء بالقضاء و الشكر على النعماء، فانّ وظيفة أهل اليقين لا سيّما أئمة الدّين الذين لا يشاءون إلّا أن يشاء اللّه هو أن يرضى بجميع ما قدره اللّه في حقه و قضاه من الحياة و المماة و الصحة و السقم و الغنى و الفقر، فقد قال تعالى في الحديث القدسي: من لم يرض بقضائى و لم يصبر على بلائي و لم يشكر على نعمائي و لم يقنع بعطائى فيطلب ربا سوائي و يخرج من تحت أرضى و سمائي، فهم ما لم يقدر في حقهم الموت لا بدّ أن يكونوا راضين بالحياة محبّين لها شاكرين عليها لكونها المقدّرة في حقّهم، حتّى إذا بلغ الكتاب أجله و تمّ مقاديره يكون الموت أحبّ إليهم و قرّة عينهم فيه.
و يشير إلى ذلك ما رواه المحدّث الجزائرى عن الشهيد الثاني أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصارى ابتلى في آخره عمره بضعف الهرم و العجز فرآه محمّد بن عليّ الباقر عليه الصلاة و السلام فسأله عن حاله فقال: أنا فى حالة أحبّ فيها الشيخوخة على الشباب و إن جعلني اللّه شابا أحبّ الشبوبة و إن أمرضنى أحبّ المرض و إن شفاني أحبّ الشفاء و الصّحة و إن أماتنى أحبّ الموت و إن أبقانى أحبّ البقاء، الحديث و أما الثاني و هو إظهار فرط انسه بالموت فانما هو فى مقام الزهد و النفرة عن الدنيا و زخارفها و لذاتها و شهواتها الفانية و امنياتها الباطلة.
و أيضا فانّ الدّنيا من حيث انها معبد أحبّاء اللّه و مسجد أولياء اللّه و متجر عباد اللّه و الوصلة إلى الرّحمة و الوسيلة إلى الرضوان و الجنة فحياتها مطلوبة و بقاؤها نعمة عظيمة يجب الشكر عليها بل لا نعمة فوقها لكونها المحصّلة لجميع النعم.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 14، ص: 115
و قد روى عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال: بقية عمر المؤمن لا ثمن لها يدرك بها ما فات و يحيى بها ما مات.
و قال بعضهم: الدّنيا أحبّ إلىّ من الجنة لأنّى فيها مشغول بعبادة ربّى و فى الجنة مشغول بلذة نفسى، و بين الأمرين بون بائن، و من حيث إنها حلوة خضرة حفت بالشهوات و تجلّبت بالامنيات ضرّارة غرّارة تزينت بغرورها و غرّت بزينتها مهانة على ربها مبغوضة إليه تعالى، و لذلك لم يصفها لأوليائه و لم يضن بها على أعدائه فهى أهون عند أهل المعرفة و أخسّ و أحقر من عراق خنزير فى يد مجذوم، و الموت أحبّ إليهم من هذه الجهة لايصاله إلى الدار الاخرة و بما حققنا علم سرّ ثنائه على سلامته كما أشار إليه بقوله (و لا سقيما) مضافا إلى أنّ فى حالة المرض احتمال فوات بعض العبادات أو فوات كمالاتها و ان كان المريض معذورا فيها، و أما حالة الصحّة ففيها تكميل العبادة و العبودية فهى نعمة عظيمة حريّة بأن يحمد عليها.
كنايه (و لا مضروبا على عروقى بسوء) أى على أعضائى بافة توجب سوء المنظر و قبحه كالجذام و البرص و نحوهما و قال الشّارح المعتزلي أى و لا أبرص و العرب تكنّي عن البرص بالسّوء، و في أمثالهم: ما انكرك من سوء، أى ليس انكارى لك عن برص حدث بك فغيّر صورتك، و أراد بعروقه أعضاءه، و يجوز أن يريد و لا مطعونا في نسبي و الأوّل أظهر انتهى.
(و لا مأخوذا بأسوء عملى) أى معاقبا بأقبح ذنوبي كنايه (و لا مقطوعا دابرى) أى عقبى و آخرى و هو كناية عن انقراض نسله بالاستيصال و محو اسمه و اندراس أثره و رسمه (و لا مرتدّا عن ديني و لا منكرا لربّى) عطف الثّاني على الأوّل من قبيل ذكر الخاص بعد العام لمزيد الاهتمام و أنّ الارتداد قد يكون بانكار الضّروريّات من دون الجحود (و لا مستوحشا من ايماني) أى غير مستأنس به و متنفّرا عنه، أو شاكّا في كونه مستقرّا أو مستودعا لأنّ الشكّ في العقيدة يوجب الوحشة،
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 14، ص: 116
و الأوّل أظهر (و لا ملتبسا عقلى) أى مختلطا بالجنون (و لا معذّبا بعذاب الامم من قبلي) أى بالمسخ و الخسف و الصّاعقة و الظلّة و نحوها.
و لمّا حمد اللّه تعالى على ما أنعم به عليه من ضروب نعمه الّتي عددها أردفه بالاعتراف بالذّل و التقصير و الاستكانة و قال: (أصبحت عبدا مملوكا) أى صرت داخرا ذليلا في قيد العبوديّة (ظالما لنفسي) لأجل التّقصير في طاعته و عدم التّمكّن من القيام بوظايف عبادته على ما يليق بحضرته عزّ و جلّ و إن كان ما أتى به فوق عبادة جميع البشر ما خلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيما رواه في الوسائل من الكافى باسناده عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السّلام عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال اللّه عزّ و جلّ: لا يتّكل العاملون لي على أعمالهم الّتي يعملونها لثوابي فانّهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم في عبادتي كانوا مقصّرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندى من كرامتي و النعيم في جنّاتى و رفيع الدّرجات العلى فى جوارى، و لكن برحمتى فليثقوا، و فضلى فليرجوا، و إلى حسن الظنّ بى فليطمئنّوا، الحديث.
و فى البحار من كتاب فتح الأبواب عن الزّهرى قال: دخلت مع علىّ بن الحسين عليهما السّلام على عبد الملك بن مروان قال: فاستعظم عبد الملك ما رأى من أثر السّجود بين عينى عليّ بن الحسين عليهما السّلام فقال: يا با محمّد لقد بيّن عليك الاجتهاد و لقد سبق لك من اللّه الحسنى و أنت بضعة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قريب النّسب و كيد السّبب و انّك لذو فضل عظيم على أهل بيتك و ذوى عصرك و لقد اوتيت من العلم و الفضل و الدّين و الورع ما لم يؤته أحد مثلك و لا قبلك إلّا من مضى من سلفك- و اقبل يثنى عليه يطريه- قال فقال عليّ بن الحسين عليه السّلام: كلّما ذكرته و وصفته من فضل اللّه سبحانه و تأييده و توفيقه فأين شكره على ما أنعم يا أمير المؤمنين كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقف في الصلاة حتى ترم قدماه و يظمأ في الصيام حتي يصعب فوه، فقيل له: يا رسول اللّه ألم يغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر، فيقول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 14، ص: 117
أفلا أكون عبدا شكورا، الحمد للّه على ما أولى، و أبلى، و له الحمد في الاخرة و الاولى و اللّه لو تقطعت أعضائي و سالت مقلتاى على صدرى لن أقوم للّه جلّ جلاله بشكر عشر العشير من نعمة واحدة من جميع نعمه التي لا يحصيها العادّون و لا يبلغ حدّ نعمة منها علىّ جميع حمد الحامدين، لا و اللّه أو يراني اللّه لا يشغلني شيء عن شكره و ذكره في ليل و لا نهار و لا سرّ و لا علانية، و لولا أن لأهلي عليّ حقا و لساير الناس من خاصّهم و عامهم علىّ حقوقا لا يسعني إلّا القيام بها حسب الوسع و الطاقة حتى اؤدّيها إليهم لرميت بطرفي إلى السماء و بقلبي إلى اللّه ثمّ لم أرددهما حتّى يقضى اللّه على نفسى و هو خير الحاكمين، هذا.
و في ادعية الصحيفة السجادية من اتهام النفس و الاعتراف بالتقصير ما لا يحصى و قد مضى في شرح الخطبة المأة و الثانية و التسعين عند شرح قوله عليه السّلام: فهم لأنفسهم متّهمون و من أعمالهم مشفقون، أخبار نفيسة، و كذلك في التنبيه الثالث من الفصل الثالث عشر من فصول الخطبة الاولى تحقيقات عميقة كثيرة الفائدة في هذا المقام.
(لك الحجة عليّ) حيث إنك ما كلّفتني إلّا ما آتيتني و لا حتمتني إلّا ما أعلمتني و لا فرضت عليّ إلّا ما أقدرتني عليه و مكّنتني منه كما هو حكمه تعالى في حقّ جميع المكلّفين، فقد قال: «لا يكلّف اللّه نفسا إلّا ما آتيها» و قال لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها و في الدّعاء: أزاح العلل في التكليف و سوّى التوفيق بين الضعيف و الشريف.
(و لا حجة لي) عليك أو لم يبق لي عذر في ترك تكاليفك كما لساير المكلّفين لأنه عزّ و جلّ إنما كلّف بعد البيان و بعد ما مكن أداء المأمور و سهّل سبيل اجتناب المحظور و لم يكلّف الطاعة إلّا دون الوسع و الطاقة لئلّا يكون للناس على اللّه حجّة بعد الرسل و لا يقولوا يوم القيامة إنا كنّا عن هذا غافلين، فلم تبق عاذرة للمعذرين.
و (لا أستطيع أن آخذ) من نعمتك (إلّا ما أعطيتنى و لا) أقدر أن (أتّقى) من نقمتك (إلّا ما وقيتني) لكوني عبدا داخرا ذليلا مسكينا مستكينا لا يملك لنفسه موتا و لا حياتا و لا نشورا.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 14، ص: 118
(اللهم إنّي أعوذ بك أن أفتقر في غناك) أى أن أكون محتاجا و الحال أنك الغنىّ المطلق الباسط بالجود و الكرم يده على العالمين.
(أو أضلّ في هداك) أى أكون ضالّا و الحال أنك نور السماوات و الأرضين هادى أهلها إلى نهج اليقين.
(أو أضأم في سلطانك) أى أكون ذليلا مظلوما و الحال أنّ السلطنة لك و أنت ذو القوّة المتين.
(أو اضطهدوا لأمر لك) أى أكون مغلوبا مقهورا و أنت صاحب الاختيار و القدرة القاصم لظهور الجبابرة و الظّالمين.
كنايه (اللّهم اجعل نفسي أوّل كريمة تنتزعها من كرائمي) أى أوّل كلّ كريم و عزيز تنزعه من قوائي و أعضائي و إنّما كنّى عنها بالكرايم لكرامتها و عزّتها عنده و المراد بالدّعاء طلب عافية الأعضاء النّفسانية و البدنيّة و بقائها إلى حين الممات و أن لا تكون ذهابها سابقا على الموت.
كما قال زين العابدين عليه السّلام: اللهمّ احفظ علىّ سمعى و بصرى إلى انتهاء أجلي و من دعائه عليه السّلام إذا سأل العافية: و امنن علىّ بالصحّة و الأمن و السّلامة في دينى و بدنى و البصيرة في قلبى و النفاق في امورى و الخشية لك و الخوف منك و القوّة على ما أمرتنى به من طاعتك و الاجتناب لما نهيتنى عنه من معصيتك.
و من هذا الدّعاء يستفاد سرّ طلب أمير المؤمنين عليه السّلام كون نفسه أوّل الكريم المنتزعة، لأنّ سبق انتزاعها على نفسه يوجب العجز عن إقامة وظايف الطاعات المربوطة بها و عدم القدرة على تحصيل الضّروريات من المعاش و عدم النّفاذ في الامور تشبيه و قوله (و أوّل وديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندى) التعبير عن المشاعر و القوى بالنعمة لعظم الانتفاع بها و لذلك منّ بها على الانسان في قوله تعالى «أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ. وَ لِساناً وَ شَفَتَيْنِ. وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» .
و تشبيهها بالوديعة لكونها في معرض الاسترجاع و الاسترداد كالوديعة و إليه
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 14، ص: 119
يومى قوله سبحانه «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً».
(اللهمّ انا نعوذ بك أن نذهب عن قولك) أى أوامرك و نواهيك الّتي نطق بها كتابك الكريم و نفرّ منها، و الاستعاذة منه من أجل أنه كما قال تعالى «ما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ. فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ. إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ» قال أمين الاسلام الطبرسي فان تعدلون عن القرآن و هو الشفاء و الهدى ما هو إلّا تذكرة وعظة للخلق يمكنهم أن يتوصّلوا به إلى الحقّ.
(أو نفتتن عن دينك) أى نضلّ أو نضلّ عن دينك على اختلاف النسخ في رواية نفتتن علي ما قدّمنا، و المراد على الأول الوقوع في الضلال باضلال الغير، و على الثاني الوقوع فيه من تلقاء النفس (أو تتايع بنا أهواؤنا دون الهدى الّذي جاء من عندك) أراد به ايقاع الأهواء له في مهاوى الهلكات و صرفها إيّاه عن الهدى النازل في محكمات الايات كما قال عزّ من قائل «ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ» و قال «قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَ هُدىً وَ بُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ».
الترجمة:
از جمله دعاى آن حضرتست كه أكثر أوقات دعا مى كرد باين دعا:
حمد و ثنا معبود بحقى را سزاست كه داخل نكرد مرا در صباح در حالتى كه مرده باشم و نه در حالتى كه مريض باشم، و نه در حالتى كه مؤاخذه شده باشم بقبيح تر عمل خودم، و نه در حالتى كه مقطوع النسل و بى عقب باشم، و نه در حالتى كه مرتد باشم از دينم، و نه در حالتى كه منكر باشم پروردگار مرا، و نه در حالتى كه وحشت كننده باشم از ايمان خودم، و نه در حالتى كه مخلوط باشد عقل من بجنون، و نه در حالتى كه معذب باشم بعذاب امّتان كه پيش از من بودند.
صباح كردم من در حالتى كه بنده مملوكى هستم ظلم كننده مر نفس خود را، از براى تو است حجت بر من و نيست حجتى از براى من استطاعت و قدرت ندارم كه دريافت نمايم مگر چيزى را كه تو عطا كرده مرا، و نه پرهيز نمايم مگر از چيزى كه تو نگه داشته مرا بار الها بتحقيق كه من پناه مى برم بتو از اين كه فقير باشم با وجود غنى بودن تو، يا اين كه گمراه شوم با وجود هادى بودن تو، يا مظلوم شوم با وجود سلطنت تو، يا مقهور و مغلوب باشم و حال آنكه اختيار تو راست.
پروردگارا بگردان روح مرا اول نعمت عزيزى كه انتزاع ميكنى تو آن را از نعمتهاى عزيز بدن من، و اول أمانتى كه پس مى گيرى تو آنرا در امانت هاى نعمتهاى تو كه در نزد من است، پروردگارا بتحقيق كه پناه مى برم بتو از اين كه بدر رويم از امر و فرمايش تو، يا اين كه فريفته شويم از دين تو تا اين كه بشتاباند ما را خواهشات نفسانيه ما در ضلالت، و برگرداند از هدايتى كه آمده است از جانب تو.