و زعمت أنّك جئت ثائرا بعثمان و لقد علمت حيث وقع دم عثمان فاطلبه من هناك إن كنت طالبا فكأنّي قد رأيتك تضجّ من الحرب إذا عضّتك ضجيج الجمال بالأثقال و كأنّي بجماعتك تدعوني جزعا من الضّرب المتتابع، و القضاء الواقع، و مصارع بعد مصارع إلى كتاب اللَّه و هى كافرة جاحدة، أو مبايعة حائدة. (56678- 56522)
اللغه:
«ثائرا بعثمان» ثأر القتيل و بالقتيل ثأرا أو ثؤرة من باب منع: طلب دمه و قتل قاتله فهو ثائر، و قال الشاعر كما في الصحاح:
شفيت به نفسي و أدركت ثؤرتي بني مالك هل كنت في ثؤرتي نكسا
و قال الجوهريّ: الثائر: الّذي لا يبقى على شي ء حتّى يدرك ثأره.
و قال المرزوقيّ في شرح الحماسة (607) عند قول منصور بن مسجاح:
ثأرت ركاب العير منهم بهجمة صفايا و لا بقيا لمن هو ثائر
و الثائر ليس من حقّه أن يبقى، و الأصل في الثائر القاتل، فوضعه موضع الواتر المنتقم، يقال: ثأرت فلانا و ثأرت بفلان إذا قتلت قاتله.
«عضّتك» عضّه عضّا و عضيضا من باب منع أى أمسكه بأسنانه و يقال بالفارسية: گاز گرفت او را، يقال: عضّه، و عضّ به و عضّ عليه و هما يتعاضّان إذا عضّ كلّ واحد منهما صاحبه و كذلك المعاضّة و العضاض. و أعضضته الشي ء فعضّه و في الحديث فأعضّوه بهن أبيه و لا تكنوا، و يقال: أعضضته سيفي أي ضربته به.
و عضّه الزمان أي اشتدّ عليه. و عضّ الشي ء أي لزمه و استمسك به.
«ضجيج» مصدر من قولك ضجّ يضجّ من باب ضرب أي جلّب و صاح و جزع من شيء فالضجيج: الصياح.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 18، ص: 27
«حائدة» أجوف يائي من حاد يحيد حيدا من باب باع يقال: حاد عن الطريق إذا مال عنه و عدل.
الاعراب:
«ثائرا» حال لضمير جئت. و «جزعا» تميز للنسبة في تدعو. من الضرب متعلّق بقوله جزعا، و القضاء عطف على الضرب و كذا المصارع الاولى معطوفة على الضرب مجرورة بالفتح لأنّها غير منصرفة و الثّانية مجرورة بالإضافة. و جملة «و هي كافرة» حالية و العامل في الحال تدعو و ضمير التأنيث يرجع إلى جماعة معاوية. و إلى كتاب اللَّه متعلّق بتدعو. و جاحدة صفة للكافرة، و مبايعة معطوفة على الكافرة، و حائدة صفة للمبايعة.
المعنى:
قوله عليه السّلام: «و زعمت أنّك- إلى قوله: إن كنت طالبا» قد أشرنا في الشروح السالفة غير مرّة إلى أنّ أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام كان في عزلة عن دم عثمان و أبرأ النّاس منه و قد دريت في شرح المختار الأول من باب كتبه عليه السّلام أنّ عمرو بن العاص كان شديد التحريض و التأليب على عثمان، و أنّ عثمان لما أبى أن يخلع نفسه تولّى طلحة و الزبير حصاره، و أنّ عائشة كانت أوّل من طعن على عثمان و أطمع الناس فيه و كانت تقول: اقتلوا نعثلا فقد فجر، نقله الدينوريّ في الإمامة و السياسة و كانت تقول للناس: إنّ فيكم فرعون هذه الامّة تعنى به عثمان.
و مراده عليه السّلام من كلامه هذا انّ معاوية إن كان صادقا في قوله انّه يطلب بدم عثمان و لم يكن غرضه استغواء الناس و لم يجعل دمه عرضة لأهوائه الردية المردية فليطلبه من حيث وقع دمه يعني من قتله و ألّب الناس على قتله أي من طلحة و الزبير و عائشة و عمرو بن العاصي و أمثالهم.
قوله عليه السّلام: «فكأنّي قد رأيتك- إلخ» إخبار بما يأتي على معاوية و أتباعه في غزوة صفين من الذّلة و المسكنة و الهوان أوّلا بقوله جزعا من الضرب المتتابع و القضاء الواقع و مصارع بعد مصارع.
و بحيلة عمرو بن العاصي في رفع مصاحف لما ظهرت هزيمة أهل الشام ثانيا.
و قد أتينا بنبذة ما وقعت في صفين في شرح المختار 236 من باب الخطب و قال اليعقوبي في التاريخ ص 164 ج 2 طبع النجف: ثمّ وجّه عليّ عليه السّلام إلى معاوية يدعوه و يسأله الرجوع أن لا يفرّق الامّة بسفك الدّماء فأبى إلّا الحرب فكانت الحرب في صفّين سنة سبع و ثلاثين و أقامت بينهم أربعين صباحا، و كان مع عليّ يوم صفين من أهل بدر سبعون رجلا و ممّن بايع تحت الشجرة سبعمائة رجل و من سائر المهاجرين و الأنصار أربعمائة رجل، و لم يكن مع معاوية من الأنصار إلّا النعمان ابن بشير و مسلمة بن مخلد.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 18، ص: 55
قال: و صدقت نيات أصحاب عليّ عليه السّلام في القتال و قام عمّار بن ياسر فصاح في النّاس فاجتمع إليه خلق عظيم فقال: و اللّه إنّهم لو هزمونا حتّى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنّا على الحقّ و أنّهم على الباطل؛ ثمّ قال: ألا من رائح إلى الجنّة فتبعه خلق فضرب حول سرادق معاوية فقاتل القوم قتالا و قتل عمّار بن ياسر و اشتدّت الحرب في تلك العشية و نادى النّاس قتل صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله تقتل عمّارا الفئة الباغية.
قال: و زحف أصحاب عليّ عليه السّلام و ظهروا على أصحاب معاوية ظهورا شديدا حتّى لصقوا به فدعا معاوية بفرسه لينجو عليه فقال له عمرو بن العاص: إلى أين؟ قال: قد نزل ما ترى فما عندك؟ قال: لم يبق إلّا حيلة واحدة أن ترفع المصاحف فتدعوهم إلى ما فيها فتستكفهم و تكسر من حدّهم و تفت في أعضادهم.
قال معاوية: فشأنك فرفعوا المصاحف و دعوهم إلى التحكيم بما فيها و قالوا ندعوكم إلى كتاب اللّه فقال عليّ عليه السّلام: إنّها مكيدة و ليسوا بأصحاب قرآن.
و إنّما قال عليه السّلام: فكأنّي قد رأيتك- إلخ، لأنّ الزّمان و المكان و سائر الأجسام و الجسمانيّات انّما هي حجب لنا و أمّا الحجج الالهيّة فانّهم يرون الوقائع في متن العالم على ما هي عليه.
ثمّ لا يخفى لطافة كلامه عليه السّلام في ذلك حيث أتى بلفظ الماضي و قال: قد رأيتك و ما قال فكأنّي أرى، لئلّا يتوهّم متوهّم أنّه عليه السّلام لما رأى ما جرى بينه و بين معاوية و تمهّد لهما تفرّس فيما سيكون لمعاوية و جنده من هزيمة و ذلّة و هوان.
على أنّ غاية ما يمكن أن يقال لمن كان له حزم له تفرّس في نحو هذه الامور أن يتفرّس في امور كليّة مثلا أنّ له ظفرا على خصمه و أمّا أن يتفرّس في جزئيات الوقائع الّتي لا يعلمها إلّا اللّه و الراسخون في العلم و لا يتيسّر لغيرهم العلم بها عادة فلا؛ فانظر في قوله عليه السّلام: و كأنّي بجماعتك تدعوني إلى كتاب اللّه نظر دراية و إنصاف هل يمكن أن يقال إنّه عليه السّلام لما رأى مقدّمات الامور تفرّس في رفعهم
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 18، ص: 56
المصاحف فيما يأتي من زمان طويل و أمد مديد. و ما أرى هذا الظنّ بمن له خبرة في الامور و من جانب المراء و التعصّب و نظر بعيني العقل و الفهم.
و قد نقل اليعقوبيّ في التاريخ (ص 169 ج 2 طبع النجف) خطبة له عليه السّلام لما قدم الكوفة بعضها قوله عليه السّلام: سلوني قبل أن تفقدوني فانّي عن قليل مقتول فما يحبس أشقاها أن يخضبها بدم أعلاها فلو الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة لا تسألوني عن شي ء فيما بينكم و بين الساعة و لا عن فئة تضلّ مائة أو تهدي مائة إلّا أنبأتكم بناعقها و قائدها و سائقها إلى يوم القيامة- إلخ.
و قد مضى نحو كلامه هذا قوله عليه السّلام في الخطبة 99 لكأنّي انظر إلى ضلّيل قد نعق بالشام و فحص براياته في ضواحي كوفان إلخ. و قوله عليه السّلام في الخطبة 187 أيّها النّاس سلوني قبل أن تفقدوني فلأنا بطرق السماء أعلم منّي بطرق الأرض- إلخ.
قوله عليه السّلام: «و هي كافرة جاحدة أو مبايعة حائدة» كان أتباع معاوية صنفين و قوله عليه السّلام و هي كافرة جاحدة يشير إلى المنافقين من جماعته، و قوله: أو مبايعة حائدة إلى الّذين بايعوه ثمّ نكثوا عهده يقال حاد عن الأمر أى مال و عدل عنه.
و قد روى الفريقان في جوامعهم أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و اله قال لعليّ عليه السّلام انّه يقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين، و الناكثون أصحاب الجمل، و القاسطون أصحاب معاوية و المارقون خوارج نهروان.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 18، ص: 59
الترجمة:
گوئى كه بخونخواهى عثمان آمدم، تو كه خود دانى خونش را كه ريخته است از آن كس بخواه. هان اى معاويه بدهان اژدهاى جنگ بينمت كه دندانش را در تو چنان فرو برده كه بسان شتران زير بار گران ناله ات در گرفته است؛ و سپاهت را كه يا كفر كيشند و يا پيمان شكن بينمى كه از ديدن ضربتهاى پى در پى و قضاى بوقوع پيوسته يكى پس از ديگرى بر خاك هلاك افتاده مرا بكتاب خدا خوانند.
بدان اگر مقام امامت و خلافت بدست مردم بودى و اين كار بديشان برگزار مى شدى هر آينه بر ما رشك مى بردند و منت مى نهادند لكن اين مشيّت إلهى و قضاى آسمانى است كه خداوند از زبان پيمبر راستگويش كه خود براستيش تصديق كرده است بما موهبت فرموده و ارزانى داشته است، آنكه پس از روشن شدن حق و إقامه بيّنه و برهان بر حقانيت آن دو دل باشد و شك و شبهه نمايد رستگار نخواهد شد. بار خدايا ميان ما و دشمن ما بحق حكم بفرما كه تو بهترين حاكمى.
ترجمه نامه أمير عليه السّلام در پاسخ نامه معاويه مطابق نسخه صميري چنين است:
اى پسر صخر، اى فرزند لعين، پندارى كه كوهها هموزن حلم تو و تميز أهل شك علم تو است و حال اين كه نادانى كم فهم و پريشان عقل و رميده از دينى.
بمن گفتى كه آماده جنگ باش و صابر. اگر راستگويى و ابن نابغه (عمرو بن عاص) تو را كمك است مردم را بيك سوى نه و هر دو سپاه را از كار زار معاف دار و تنها با من در آى تا دانسته شود كدام يك از ما زنگ بر دلش زده و پرده هوس بر چشمش افكنده شد كه منم همان أبو الحسن كه در جنگ بدر برادر و خالو و نيايت را سر كوفتم و طعمه شمشير كرده ام، همان شمشير با من است و با همان دل بدشمن رو كنم.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 18، ص: 60
پاسخ معاويه بأمير عليه السلام:
معاويه در جواب أمير عليه السّلام نوشت: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم از معاوية بن أبي سفيان به عليّ بن أبي طالب أمّا بعد؛ دست از حسد بردار كه هيچگاه از آن سودى نبرى، و گامى كه در راه دين از پيش برگرفته اى به آز بزرگ منشى و خود خواهى تباه مكن كه كارها وابسته به پايان است، و سابقه ات را در حق كسى كه بر او حقى ندارى نابود مگردان كه اگر چنان كنى جز خويشتن را آزار نكنى، و جز كارت را نابود نگردانى، و جز حجّتت را باطل ننمائى.
بجانم سوگند آن همه سابقه خدمت در دين كه داشته اى بخونهايى كه ريخته اى و خلاف با مردم حق كرده اى شسته اى و فرا آب داده اى. پس سوره قل أعوذ بربّ الفلق را بخوان و از شرّ نفس خود بخدا پناه ببر، چه تويى آن حاسدى كه خدا در فلق فرمود: «وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ».