و إنّما (فإنّما خ) حكّم الحكمان ليحييا ما أحيا القرآن، و يميتا ما أمات القرآن، و إحيائه الاجتماع عليه، و إماتته الإفتراق عنه، فإن جرّنا القرآن إليهم إتّبعناهم، و إن جرّهم إلينا اتّبعونا، فلم آت لا أبا لكم بجرا، و لا ختلتكم عن أمركم و لا لبّسته عليكم، إنّما اجتمع رأي ملائكم على اختيار رجلين أخذنا عليهما أن لا يتعدّيا القرآن فتاها عنه، و تركا الحقّ، و هما يبصرانه، و كان الجور هويهما، فمضيا عليه، و قد سبق استثنائنا عليهما في الحكومة بالعدل، و الصّمد للحقّ سوء رئيهما، و جور حكمهما. (26237- 25972)
اللغة:
و (البجر) بالضّم الشرّ و الأمر العظيم و (الملاء) من النّاس الأشراف و الرؤساء الذين يرجع إليهم و إنّما قيل لهم ذلك لأنّهم ملأوا بالرّأى و الغناء و (الصّمد) بالفتح فالسّكون القصد.
الاعراب:
و بجرأ مفعول آت، و جملة لا أبالكم معترضة بينهما، و سوء رأيهما بالنّصب مفعول سبق.
المعنى:
ثمّ أشار إلى بطلان الصّغرى و منع كون التّحكيم كبيرة بقوله (و إنّما حكّم
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 8، ص: 201
الحكمان ليحييا ما أحيا القرآن و يميتا ما أمات القرآن) يعني أنّ تحكيم الحكمين إنّما كان المقصود به التّوصّل إلى حكم القرآن من حيث إنه خطّ مستور بين الدّفتين محتاج إلى الترجمان لا لمطلوبيّتهما بالذّات حسبما مرّ في كلامه المأة و الخامس و العشرين و شرحه، فالحكم في الحقيقة هو القرآن لا الرّجلان فوجودهما إنّما هو إحياء ما أحياه القرآن و إماتة ما أماته (و إحيائه الاجتماع عليه) و الاتّباع له و الالتزام على ما شهد باستصوا به و استصلاحه (و إماتته الافتراق عنه) و التّولى و الاعراض عمّن شهد بضلاله (فان كان جرّنا القرآن إليهم اتبعناهم و إن جرّهم الينا اتبعونا) و من المعلوم أنّ القرآن إنّما كان يجرّهم إليه عليه السّلام إلّا أنّ الحكمين خالفا حكم الكتاب و لم يحييا ما أحياه و لم يميتا ما أماته (فلم آت لا أبالكم بجرا) أى داهية و شرّا (و لاختلتكم) و خدعتكم (عن أمركم و لا لبّسته عليكم) أى ما جعلت الأمر مشتبها و متلبّسا عليكم، و محصّله أنّى ما أتيت بشي ء موجب للكفر و الضلال حتّى تكفّروني و تضلّلوني ثمّ أبطل زعمهم الفاسد و اعتقادهم الكاسد بوجه آخر أشار اليه بقوله و (انّما اجتمع رأى ملائكم) و رؤسائكم (على اختيار رجلين) يعني أنّي ما أقدمت على التحكيم برضاء و اختيار منّى و إنّما اجتمع رأى اشرافكم عليه و كنت مجبورا فيه و مستكرها له و مع ذلك فقد (أخذنا عليهما أن لا يتعدّيا القرآن) و لا يخالفا حكمه (فتاها عنه و تركا الحقّ و هما يبصرانه) فنبذا الكتاب و نكبا عن سمت الهدى و الصّواب (و كان الجور هواهما فمضيا عليه) و أقاما فيه (و) أيضا ف (قد سبق استثناؤنا عليهما في الحكومة بالعدل و الصّمد) أى القصد (للحقّ سوء رأيهما و جور حكمهما) يعني أنا اشترطنا عليهما في كتاب الصّلح أن لا يتجاوزا حكم القرآن، و لا يحكما بهوى النفس و سوء الرّأى فخالفوا «فخالفا ظ» الكتاب المبين، و خانوا «خانا ظ» في حقّ المسلمين، فكان اللّائمة في ذلك إليهما و العبؤ عليهما، فلا يجب علينا اذا اتّباع حكمهما فنضلّ و نخزى.
الترجمة:
و جز اين نيست كه تحكيم ساخته شدند آن دو نفر حاكم تا اين كه زنده سازند چيزى را كه زنده ساخته آن را قرآن، و بميرانند چيزى را كه ميرانيده آن را قرآن، و زنده گردانيدن آن عبارت است از اجتماع و اتفاق بآن، و ميرانيدن آن عبارت است از افتراق از آن. پس اگر كشيده بود ما را قرآن بسوى ايشان تبعيّت ايشان مى كرديم، و اگر كشيده بود ايشان را بسوى ما متابعت مى كردند ما را. پس نياوردم پدر مباد شما را بجهة شما شرّى را، و فريب ندادم شما را از كار شما، و مشتبه نكردم آن كار را بر شما، و جز اين نيست كه جمع شد رأى هاى رؤساى شما بر اختيار كردن دو مرد، أخذ پيمان كرديم از ايشان كه تجاوز نكنند از حكم قرآن پس متحيّر و سرگردان شدند از آن، و ترك كردند حق را و حال آنكه مى ديدند حق را و بصير بودند بآن و بود ظلم و جور آرزوى ايشان، پس بگذشتند بآن و حال آنكه سابق شد استثنا كردن ما بر ايشان در حكم كردن بعدالت و قصد كردن مر حق سوء راى ايشان را، و حكم بجور ايشان را يعنى در أول أمر استثنا كرده بوديم كه اين دو نفر اگر انديشه بدو حكم جور نمايند معتبر نخواهد شد.
افزودن دیدگاه جدید