منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 394
المختار التاسع و الستون و من كتاب له عليه السّلام الى سهل بن حنيف الانصارى، و هو عامله على المدينة في معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاوية:
أمّا بعد، فقد بلغني أنّ رجالا ممّن قبلك يتسلّلون إلى معاوية فلا تأسف على ما يفوتك من عددهم، و يذهب عنك من مددهم، فكفى لهم غيّا و لك منهم شافيا، فرارهم من الهدى و الحقّ، و إيضاعهم إلى العمى و الجهل، و إنّما هم أهل دنيا مقبلون عليها، و مهطعون إليها، قد عرفوا العدل و رأوه و سمعوه و وعوه و علموا أنّ النّاس عندنا في الحقّ أسوة، فهربوا إلى الأثرة، فبعدا لهم و سحقا!! إنّهم -و اللّه- لم يفرّوا من جور، و لم يلحقوا بعدل، و إنّا لنطمع في هذا الأمر أن يذلّل اللّه لنا صعبه، و يسهّل لنا حزنه، إن شاء اللّه، و السّلام [عليك و رحمة اللّه و بركاته]. (72442- 72337)
اللغة:
(يتسلّلون): يخرجون إلى معاوية هاربين في خفية و استتار، (فلا تأسف): لا تحزن، (الغيّ): الضلال، (الايضاع): الاسراع، (مهطعين): مسرعين، (الاسوة): مستوين، (الاثرة): الاستبداد.
الاعراب:
ممّن قبلك: الباء للتبعيض، غيّا: تميز، فرارهم: مصدر مضاف إلى الفاعل، فبعدا و سحقا: منصوبان على المفعول المطلق لفعل محذوف أى فابعدوا بعدا و اسحقوا سحقا، يفيد الدعاء عليهم.
المعنى:
هذا الكتاب لهيب من لهبات قلبه المقدّس تشتعل من إصابات مخالفة رعاياه على قلبه الشريف حيث يرمونه بسهام نفاقهم و تخلّفهم عنه ساعون وراء آمالهم الدنيويّة الدنيّة، فقد قعد جمع من كبار الصحابة عن بيعته و تخلّف عنه جمّ ممّن بايعه بعد
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 20، ص: 395
رحلته إلى البصرة لإخماد ثورة الجمل و إلى صفيّن لسدّ خلل خلاف معاوية.
فلمّا انتهى حرب صفيّن بأسوء العواقب من مقاومة أهل الضلال و قيام أهل النهروان على وجهه و هم جلّة أصحابه المخلصين الأبطال، و شاع هذه الأخبار الهائلة و أحسّ المتقاعدون عن البيعة و النفر معه نصرة معاوية عليه بمكائده و بذل الأموال الطائلة لمن مال عنه عليه السّلام إليه شرع المهاجرون و الأنصار المتخلّفون عنه في التسلّل إلى معاوية مثنى و فرادى و كان ذلك فتّا في عضد حكومته و ضربة شديدة على عامله في المدينة.
فكأنّه طلب منه عليه السّلام معالجة هذا الداء العضال بما رآه عليه السّلام.
فكتب إليه بعدم التعرّض لهم و صرف النظر عنهم و تفويضهم إلى سوء عاقبتهم الّتي اختاروها لأنفسهم من الغيّ و الضلال و هلاك الأبد.
و إن كان من جزائهم عند الحكومات بسط العقوبة عليهم بالحبس و بمصادرة أموالهم و هدم دورهم.
و لكنّه عليه السّلام عزّى عامله عن هذه المصيبة الهائلة بما نبّه عليه من أنّهم اناس يفرّون من العدل إلى الظلم و من الهدى إلى الضلالة و من الحقّ إلى الباطل و من الجنّة إلى النار بعد تمام الحجّة و وضوح البيان «و ما ذا بعد الحقّ إلّا الضلال».
الترجمة:
از نامه اى كه آن حضرت به سهل بن حنيف أنصارى فرمانگزار خود در مدينه نگاشت در باره مردمى كه از اهل مدينه بمعاويه پيوستند:
أمّا بعد، بمن رسيده كه مردانى از قلمرو فرمانگزارى تو نهانى بمعاويه پيوستند و عهد ما را گسستند، بر شماره آنان كه از دست مى دهى و از كمك آنان بى بهره مى شوى افسوس مخور، همين گمراهى و سرگردانى براى سزاى آنها و تشفّي خاطر تو بس كه از شاهراه هدايت و حقيقت گريخته اند و به كورى و نادانى شتافته اند (چه شكنجه از اين بدتر؟)
همانا كه آنان اهل دنيايند كه بدان روى آورده و بسوى آن مى شتابند با اين كه بخوبى عدالت را شناخته و ديده و گزارش آنرا شنيده اند و باور كرده اند و دانسته اند كه همه مردم نزد ما و در آئين حكومت ما حقوق برابر دارند و از اين برابرى و بردارى گريخته و بدنبال خود خواهى و امتياز طلبى رفته اند گم باشند، نابود باشند.
براستى كه -سوگند بخدا- اينان از ستم نگريخته اند و بعدل و داد نپيوسته اند و ما اميدواريم كه در اين كار خداوند دشوارى ها را بر ما آسان سازد و سختى ها را هموار كند انشاء اللّه. و السّلام.
افزودن دیدگاه جدید