منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 12، ص: 170
أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه، و أحذّركم أهل النّفاق، فإنّهم الضّالّون المضلّون، و الزّالّون المزلّون، يتلوّنون ألوانا، و يفتنّون افتنانا، و يعمدونكم بكلّ عماد، و يرصدونكم بكلّ مرصاد، قلوبهم دويّة، و صفاحهم نقيّة، يمشون الخفاء، و يدبّون الضّراء، وصفهم دواء، و قولهم شفاء، و فعلهم الدّآء العياء، حسدة الرّخاء، و مؤكّدوا البلاء، و مقنّطوا الرّجاء، لهم بكلّ طريق صريع، و إلى كلّ قلب شفيع، و لكلّ شجو دموع، يتقارضون الثّناء، و يتراقبون الجزاء، إن سئلوا ألحفوا، و إن عذلوا كشفوا، و إن حكموا أسرفوا، قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلا، و لكلّ قائم مائلا، و لكلّ حيّ قاتلا، و لكلّ باب مفتاحا، و لكلّ ليل مصباحا، يتوصّلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم، و ينفّقوا به أعلاقهم، يقولون فيشبّهون و يصفون فيموّهون، قد هيّؤا الطّريق، و أضلعوا المضيق، فهم لمّة الشّيطان، و حمّة النّيران، أولئك حزب الشّيطان ألا إنّ حزب الشّيطان هم الخاسرون. (47234- 47026)
اللغة:
و (زلّ) فلان عن الأمر أخطاه و أزلّه غيره أوقعه في الخطاء. و رجل (مفنن) ذو فنون في القول و غيره (و يعمدونكم بكلّ عماد) قال الشّارح المعتزلي: أى يفدحونكم و يهدّونكم يقول عمده المرض يعمده أى هدّه بكلّ عماد أى بأمر فادح و خطب مؤلم، انتهى.
أقول: و يجوز جعل يعمدونكم بمعنى يقصدونكم و (رصدته) رصدا من باب قتل إذا قعدت له على طريقه تترقبه، و قعد فلان بالمرصد وزان جعفر و بالمرصاد بالكسر أى بطريق الارتقاب و الانتظار و (خفى) الشيء يخفى خفاء بالفتح إذا استتر و (دبّ) النّمل دبيبا مشى مشيا رويدا و (الضراء) بالفتح و تخفيف الراء و المدّ الشّجر الملتف فى الوادى و (الدّاء العياء) الّذى أعيا الأطبّاء و لم ينجع فيه الدّواء و (نفق) البيع نقاقا كسحاب راج و نفّق السّلعة تنفيقا روّجها كأنفقها و (الاعلاق) جمع علق كأحبار و حبر و هو النفيس من كلّ شيء و (التمويه) التزيين و موّه الشيء طلاه بفضّة أو ذهب و تحته نحاس ليزيّنه به.
قوله (قد هيؤا الطريق) في بعض النسخ هيّؤا بالهمزة من التهيّاء، و في بعض بالنّون من الهيّن و هو السّهل فكانّه منقول من الواو إلى الياء، و الأصل هوّنوا الطريق أى سهّلوها و (أضلع) الشيء أماله و جعله معوجا و ضلع الشيء ضلعا من باب تعب أعوج و (اللّمة) بضمّ اللام و فتح الميم مخففة الجماعة و بالتشديد الصاحب و الاصحاب في السّفر و المونس يستعمل في الواحد و الجمع و (حمّة النيران) بالتشديد معظم حرّها و بالتّخفيف سمّ العقرب.
الاعراب:
و الخفاء و الضّراء منصوبان على الظّرفيّة المجازيّة.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 12، ص: 176
المعنى:
و انما مهّد عليه السّلام تلك المقدّمة أعني مقدّمة البعثة لأنّه لما كان غرضه الأصلى من هذه الخطبة التحذير من المنافقين الذين كان همّهم في إبطال الدّين و ترويج الباطل، أراد أن ينبّه على مزيد خبث طينتهم الموجب لمزيد الحذر منهم حيث إنهم يريدون ليطفؤا نور اللّه، و يبطلوا الدّين القويم الذى قد قوسي فيه هذه المكاره، و احتمل تلك المشاق الكثيرة.
و قبل التحذير منهم أوصى المخاطبين بما لا يزال يوصى به فقال (اوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه) و التصلّب في الدّين (و أحذّركم) من كيد (أهل النفاق) و خديعة الخائنين أى الذين أظهروا الاسلام و أبطنوا الكفر.
و الظاهر أنّ غرضه عليه السّلام منه التعريض على معاوية و عمرو بن العاص و أمثالهما من المنتحلين للاسلام، و يشعر بذلك قوله عليه السّلام في عهده الاتي في المتن إلى محمّد بن أبي بكر حين قلّده مصر حيث قال فيه متعرّضا على معاوية:
فانه لا سواء إمام الهدى و إمام الرّدى، و وليّ النبيّ و عدوّ النبيّ، و لقد قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إني لا أخاف على امتى مؤمنا، و لا مشركا، أمّا المؤمن فيمنعه اللّه بايمانه، و أمّا المشرك فيقمعه اللّه بشركه، و لكنّي أخاف عليكم كلّ منافق الجنان، عالم اللّسان، يقول ما تعرفون، و يفعل ما تنكرون.
و لما حذّر عن المنافقين اتبعه بذكر مذامّهم و مثالبهم تنفيرا عنهم و قال (فانّهم الضالّون) عن الصراط المستقيم و النهج القويم (المضلّون) لغيرهم عنه بالشبه و التمويه (و الزّالون المزلّون) أى الخاطئون الموقعون لغيرهم فى الخطاء أيضا.
(يتلوّنون ألوانا) أى يتغيّرون فى أقوالهم و أفعالهم من حال إلى حال بحسب
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 12، ص: 177
تبدّل أهوائهم الفاسدة فيلاقون كلا بوجه و لسان غير الاخر.
(و يفتنون افتنانا) أى يتشعّبون بأنحاء مختلفة فى القول و العمل على مقتضى اختلاف آرائهم الباطلة.
(و يعمدونكم بكلّ عماد) أى يقصدونكم بكلّ أمر فادح ثقيل و خطب مؤلم على وجه الخدعة و الحيلة.
(و يعمدونكم بكلّ عماد) أى يقصدونكم بكلّ أمر فادح ثقيل و خطب مؤلم على وجه الخدعة و الحيلة.
(و يرصدونكم بكلّ مرصاد) أى يترقّبونكم و يقعدون منتظرين بكلّ طريق معدّ للارتقاب، يعني أنّهم لا يغفلون عنكم و لا يدعون مراقبتكم و يهيّئون وجوه الحيل في اضلالكم و إصابتكم بكلّ مكروه.
(قلوبهم دويّة) أى فاسدة من داء أصابها و هو الدّاء النّفساني الموجب لمرضها كالحقد و الحسد و العداوة و البخل و النّفاق و الشّك و الارتياب، قد وصفهم اللّه سبحانه أيضا بهذا الوصف حيث قال «فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً».
قال الطبرسى فى تفسير الاية، إنما سمى الشك في الدّين مرضا لأنّ المرض هو الخروج عن حدّ الاعتدال، فالبدن ما لم تصبه آفة يكون صحيحا سويّا، و كذلك القلب ما لم يصبه آفة من الشّكّ يكون صحيحا، و قيل: المرض هو الفتور فهو في القلب فتوره عن الحقّ كما أنّه في البدن فتور الأعضاء.
كنايه (و صفاحهم نقيّة) أى صفحات وجوههم طاهرة نظيفة، و هو كناية عن اتّصاف ظاهرهم بالبشر و البشاشة و المحبّة و النّصح و الصّداقة خلاف ما في باطنهم من الشرّ و الفساد و اللّدد و العناد.
(يمشون) في (الخفاء) أى مختفيا قال الشارح البحراني: و هو كناية عن كون حركاتهم القوليّة و الفعليّة فيما يريدونه في خفاء أفهام النّاس.
(و يدبّون الضّراء) و هو مثل يضرب لمن أراد أن يختل صاحبه يقال: فلان يدبّ له الضّراء إذا أراد بصاحبه سوء و أذى من حيث لا يعلم، كمن يمشى في الشّجر الملتف الساتر للاصطياد.
(وصفهم دواء و قولهم شفاء و فعلهم الدّاء العياء) يعني أنّهم يتّصفون ظاهرا
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 12، ص: 178
بأوصاف أهل الايمان أو أنّهم يصفون من الطاعات و الخيرات ما هو دواء الأمراض النفسانية كالمؤمنين، و يقولون من الأقوال الحسنة و المواعظ البالغة ما هو شفاء الصّدور كالنّاسكين و الزّاهدين، و يفعلون فعل الفاسقين الفاجرين الّذى هو الدّاء الأكبر المعيي للأطباء من العلاح.
و محصّله أنّهم يتّصفون ظاهرا بصفات المؤمنين، و يتكلّمون بمثل كلامهم إلّا أنّ أفعالهم خلاف أقوالهم، و باطنهم مناف لظاهرهم كما قال تعالى في وصفهم «يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ» و قال أيضا «وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَ إِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ» و في سورة آل عمران «ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَ لا يُحِبُّونَكُمْ وَ تُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ وَ إِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنَّا وَ إِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ».
(حسدة الرّخاء) أى إن رأوا لأحد سعة و رفاهيّة في العيش و نعمة أنعم اللّه سبحانه بها عليه يحسدونه و يحزنونه به كما قال تعالى إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَ إِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها (و مؤكّدوا البلاء) يعني إذا وقع أحد في بلاء و مكروه يسعون في تأكيده و تشديده بالسّعاية و النميمة و ساير أسباب التشديد، و لا يسعون في دفعه و رفعه و اصلاحه و في بعض النّسخ و مولّدوا البلاء باللّام و هو ظاهر.
(و مقنطوا الرّجاء) قال البحراني: أى إذا رجا راج أمرا ففي طباعهم أن يقنطوه و يؤيسوه، و هكذا شأن المنافق الكذّاب أن يبعّد القريب و يقرّب البعيد أقول: و يحتمل أن يكون المراد أنّهم بمقتضى خبثهم الباطني يقنّطون الرّاجين من رحمة اللّه عزّ و جلّ و يؤيسونهم منها، و ذلك لقنوطهم في أنفسهم منها بما لهم من الغيّ و الضّلال كما قال تعالى «وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ» كنايه (لهم بكلّ طريق صريع) الظّاهر أنّ المراد به أنّ لهم في كلّ طريق من طرق البرّ صرعى أى هلكى لاضلالهم النّاس عنها، و قال الشّارح البحراني: إنّه كناية عن كثرة من يقتلونه أو يؤذونه بخديعتهم و كنّى بالطّريق إمّا عن كلّ مقصد
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 12، ص: 179
قصدوه أو عن كلّ حيلة احتالوها و مكر مكروه، فانّه لا بدّ أن يستلزم أذى و الأظهر ما قلناه.
(و إلى كلّ قلب شفيع) أى إلى صرف كلّ قلب نحوهم و عطفه إليهم وسيلة و واسطة، و هى خلابة ألسنتهم و ملقهم و ما يظهرونه من التّلطّف و التّؤدد و التّملق أو المراد أنّ لهم إلى تحريف كلّ قلب و إضلاله عن الحقّ شفيع، و على أىّ تقدير فالمراد به التّنبيه على شدّة استيلائهم على القلوب و تمكّنهم من التّصرّف فيها بأىّ نحو كان.
(و لكلّ شجو دموع) يعني أنّهم يسكبون دموعهم و يبكون رياء عند كلّ محزون و مصاب تخييلا بأنّهم مشاركوهم في الحزن و الأسف و قصدهم بذلك التوصّل إلى حصول أغراضهم الفاسدة.
(يتقارضون الثّناء) أى يثنى أحدهم على الاخر ليثنى الاخر عليه كأنّه يقرض الثناء ليأخذ عوضه.
(و يتراقبون الجزاء) أى يترقّب كلّ واحد منهم جزاء محمدته و ثنائه من صاحبه إذا أثنى عليه و ينتظر أن يجزيه بمثل ثنائه أو بغيره من وجوه الجزاء.
(إن سألوا ألحفوا) أى أسرّوا في سؤالهم و ألحوّا فيه (و إن عذلوا كشفوا) يعني إن لاموا أحدا ببعض المعايب كشفوا عيوبه عند الأجانب و الأقارب، و ربما يظهرونها عند من لا يرضى بالاظهار عنده، و ذلك لعدم كون نصحهم عن وجه الصدق و الخلوص حتى يناصحوه في الخلوة لا فى الملاء.
(و ان حكموا أسرفوا) أى إذا ولى أحدهم ولاية أسرف فيها بالظلم و الطغيان و أفرط في الأكل و الشرب و الانهماك فى شهوات نفسه كما فعل معاوية في ولاية الشام.
و يحتمل أن يراد به أنهم إذا فوّض إليهم الحكم تعدّوا فيه و تجاوزوا عن الاعتدال كما صدر عن عمرو بن العاص و أبي موسى الأشعري في قضيّة التحكيم.
(قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلا) أى هيّؤا لابطال الحقّ شبهة فاسدة باطلة ليموّهوا
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 12، ص: 180
بها كما اعتذر المنافق الثاني في زوى الخلافة عنه عليه السّلام بأنّ فيه دعابة، و تبعه على ذلك عمرو بن العاص اللّعين كما حكى عليه السّلام عنه في المختار الثالث و الثمانين بقوله: عجبا لابن النابغة يزعم لأهل الشام إنّ فيّ دعابة و إنّي امرء تلعابة.
(و لكلّ قائم مائلا) أى أعدّوا لكلّ أمر صحيح مستقيم ليس به اعوجاج ما يوجب اعوجاجه من الشّبه و التمويهات.
(و لكلّ حىّ قاتلا) يحتمل أن يراد به خصوص ذى الحياة من نوع الانسان فيراد بالقاتل معناه المعروف و أن يراد به معناه المجازى أى هيؤا لكلّ ما له قوام و ثبات من امور الدّين ما يوجب فساده و إبطاله كما قال عليه السّلام في المختار المأة و السابع و العشرين، و انما حكم الحكمان ليحييا ما أحيى القرآن و يميتا ما أمات القرآن و إحياؤه الاجتماع عليه و إماتته الافتراق عنه.
(و لكلّ باب مفتاحا) أى لكلّ باب من أبواب الضلال مفتاحا من وجوه التدبير و الحيل يفتحونه به على الناس لاضلالهم.
(و لكلّ ليل مصباحا) أى لكلّ أمر مظلم يعيي فيه رأيا يستضاء به فيه و يهتدى به إليه كما دبّره ابن العاص عند ضيق الخناق على أهل الشام بصفّين من رفع المصاحف على الرّماح صبيحة ليلة الهرير، فأنجاهم بتلك الحيلة و المكيدة عن هذه الورطة العظيمة.
(يتوصّلون إلى الطمع باليأس) لعلّ المراد أنهم يتزهّدون و يظهرون اليأس و الاستغناء عما في أيدى الناس و صلة به إلى مطامعهم، و محصله أنهم يتركون الدنيا للدّنيا و يستغنون عن الناس تزويرا.
تشبيه (ليقيموا به أسواقهم و ينفقوا به أعلاقهم) شبههم فى قصدهم إلى إضلال الناس بالتاجر الذي يجلس في السوق و يعرض متاعه على المشترين و يرغبهم إليه بحسن المعاملة قصدا إلى رواج متاعه، فجعلهم بمنزلة التاجر، و ما عندهم من متاع الضلال بمنزلة المبيع، و من يريدون إضلاله بمنزلة المشترى، و ما عنده من الهدى بمنزلة الثمن.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 12، ص: 181
فيكون محصّل المعنى أنهم يظهرون اليأس من الناس جلبا لقلوبهم إليهم، و توصلا به إلى ما يطمعونه منهم من الاضلال و الاغواء و غرضهم بذلك إقامة أسواقهم أى انتظام معاملتهم معهم و ترويج ما لديهم من متاع الضلال الذي يزعمون أنه متاع نفيس مع أنه خبيث خسيس.
(يقولون فيشبهون) أى يقولون قولا فاسدا فيوقعون به الشبهة في قلوب الخلق (و يصفون فيموّهون) أى يصفون الباطل و يزيّنونه بصورة الحقّ.
(قد هيّنوا الطريق و أضلعوا المضيق) لعلّ المراد به أنهم جعلوا الطريق المؤدّى إلى الضلال سهلا هينا لمن أرادوا اسلاكهم فيه بالخدع و التمويهات، و جعلوا المسلك الضيق معوجا لمن أراد الخروج من ورطة الضلال بعد تورطه فيها، فسهولة الطريق بالنسبة إلى الوارد، و الضيق و الاعوجاج بالنسبة إلى الخارج.
(فهم لمة الشيطان) أى جماعته و أصحابه و أتباعه استعاره (وحمة النيران) أى معظم حرّها و قال الشارح البحراني مستعار لمعظم شرورهم، و وجه المشابهة استلزامها للأذى البالغ و كذلك حمة التخفيف.
اقتباس (اولئك حزب الشيطان) لاضلالهم الناس عن الهدى إلى الرّدى (ألا إنّ حزب الشيطان هم الخاسرون) اقتباس من الاية الشريفة في سورة المجادلة قال تعالى «اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ» الاية.
قال الطبرسي في تفسيره: أى استولي عليهم يعني المنافقين و غلب عليهم لشدّة اتباعهم اياه فأنساهم ذكر اللّه حتى لا يخافون اللّه و لا يذكرونه، اولئك حزب الشيطان أى جنوده، ألا انّ حزب الشيطان هم الخاسرون، يخسرون الجنّة و يحصل لهم بدلها النار.
أقول: و بعبارة أوضح أنهم فوّتوا على أنفسهم النعيم المؤبّد و عرضوها للعذاب المخلّد بما اتّصفوا به من صفة النفاق.
روى في الكافي باسناده عن محمّد بن الفضيل قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 12، ص: 182
أسأله عن مسألة فكتب عليه السّلام إليّ إنّ المنافقين يخادعون اللّه و هو خادعهم و إذا قاموا إلى الصّلاة قاموا كسالى يراؤن النّاس و لا يذكرون اللّه إلّا قليلا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء و من يضلل اللّه فلن تجد له سبيلا، ليسوا من الكافرين و ليسوا من المؤمنين و ليسوا من المسلمين يظهرون الايمان و يصيرون إلى الكفر و التكذيب لعنهم اللّه.
الترجمة:
وصيّت مى كنم شما را اى بندگان خدا به پرهيزكارى خدا و مى ترسانم شما را از أهل نفاق، پس بدرستى كه منافقان گمراهان و گمراه كنندگانند، و لغزندگان و لغزانندگانند، رنگ برنگ و مختلف الحال مى شوند و خلق را تفتين مى كنند، قصد مى كنند شما را بهر أمر سنگين، و انتظار شما را مى كشند در هر گذر گاهى، قلبهاى ايشان فاسد است، و صفحه روهاى ايشان پاك و نظيف، راه مى روند در پنهانى و حركت مى كنند در طرق اذيّت و اضرار. صفت ايشان دواء است، و گفتار ايشان شفاء است، و كردار ايشان درد بى درمان حسد كنندگان رفاهيّتند، و محكم كنندگان بلا و معصيبت، و مأيوس كنندگان اميدند، ايشان را است در هر راهى افتاده، و بسوى هر قلبى واسطه، و از براى هر اندوهى اشك چشمى، بقرض مى دهند بيكديگر ثنا و ستايش را، و منتظر مى باشند از يكديگر جزا و احسان را.
اگر سؤال نمايند اصرار مى كنند، و اگر ملامت نمايند پرده درى مى كنند، و اگر حاكم نمايند ايشان را در حكومتى اسراف مى نمايند، بتحقيق كه مهيّا ساخته اند از براى هر حق باطلى را، و از براى هر راست كجى را، و از براى هر زنده قاتلى را، و از براى هر در كليدى را و از براى هر شب چراغى را. يعنى صاحبان أنواع و أقسام حيله و خدعه مى باشند، توصّل مى كنند بسوى طمع با اظهار يأس از مردم تا اين كه بر پا كنند بسبب اظهار يأس بازار كار خودشان را و رواج دهند متاع خود را، حرف مى زنند پس مشتبه مى سازند خلق را، و تعريف مى كنند پس زينت مى دهند و آسان مى گردانند راه باطل را بجهت داخلين، و كج مى كنند راه تنگ را بجهت خارجين، پس ايشان جماعت شيطانند، و چشمه آتشند ايشان دسته شيطانند، آگاه باش بدرستى دسته شيطان ايشانند زيانكاران.