منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 99
و زعمت أنّي لكلّ الخلفاء حسدت، و على كلّهم بغيت، فإن يكن ذلك كذلك فليس الجناية عليك فيكون العذر إليك و تلك شكاة ظاهر عنك عارها. و قلت: إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى أبايع و لعمر اللَّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت، و أن تفضح فافتضحت، و ما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكّا في دينه و لا مرتابا بيقينه، و هذه حجّتي إلى غيرك قصدها و لكنّي أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها.
اللغة:
(شكاة) الشكاة في الأصل: المرض، و توضع موضع العيب و الذمّ كما في هذا البيت فمعناها العيب و النقيصة.
(ظاهر عنك) أى زائل عنك و ينبو، و لا يعلق بك، قال ابن الأثير في النهاية: و في حديث عائشة كان يصلّى العصر و لم يظهر فيىء الشمس بعد من حجرتها أى لم يرتفع و لم يخرج إلى ظهرها، و منه حديث ابن الزبير لما قيل له يا ابن النطاقين تمثّل بقول أبي ذؤيب: و تلك شكاة ظاهر عنك عارها، يقال ظهر عنّى هذا العيب إذا ارتفع عنك و لم ينلك عنه شيء أراد أنّ نطاقها لا يفضّ منه فيعيّر به و لكنّه يرفع منه و يزيده نبلا، انتهى.
أقول في بيانه: كانت امّ عبد اللَّه بن الزبير ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر و أراد ابن الزبير أنّ تعييره إيّاه بلقب امّه ليس عارا يستحيى منه إنّما هو من مفاخره لأنّه لقب لقبها به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و هو في الغار مع أبي بكر على ما قيل فراجع إلى السيرة النّبوية لابن هشام (ص 486 ج 1 من طبع مصر 1375 ه) و في الحماسة: قال سبرة بن عمرو الفقعسىّ و عيره ضمرة بن النهشلىّ كثرة إبله:
أعيرتنا ألبانها و لحومها و ذلك عار يا ابن ريطة ظاهر
قال المرزوقى في الشرح: و ذلك عار ظاهر أى زائل، قال أبو ذؤيب:
و عيّرها الواشون أنّى احبّها و تلك شكاة ظاهر عنك عارها
و من هذا قولك: ظهر فوق السطح، و قولك: جعلته منّى بظهر، و قوله تعالى: «اتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا»، انتهى قول المرزوقي.
و أقول: صار هذا المصراع من البيت أعنى قول أبي ذؤيب و تلك شكاة إلخ مثلا يضرب لمن ينكر فعلا ليس له ربط به و لا تعلّق له، و البيت من قصيدة غرّاء تنتهى إلى ثمانية و ثلاثين بيتا يرثى بها نشيبة بن محرث أحد بني مومل ابن حطيط الهذلى منقولة كاملة في ديوان الهذليّين (ص 21 من طبع مصر 1385 ه) مطلعها:
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 100
هل الدّهر إلّا ليلة و نهارها و إلّا طلوع الشمس ثمّ غيارها
أبى القلب إلّا امّ عمرو و أصبحت تحرّق ناري بالشّكاة و نارها
و عيّرها الواشون- البيت.
و أبو ذؤيب هذا هو خويلد بن خالد بن محرز الهذلىّ شاعر مجيد مخضرم أدرك الجاهلية و الإسلام، قدم المدينة عند وفاة النّبي صلى اللَّه عليه و آله فأسلم و حسن إسلامه روى عنه أنه قال: قدمت المدينة و لأهلها ضجيح بالبكاء كضجيج الحجيج أهلّوا بالإحرام، فقلت: مه؟ فقالوا: توفّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله، كما في معجم الادباء لياقوت (ص 83 ج 11 من طبع مصر).
(الجمل المخشوش) الّذي جعل في أنفه الخشاش و هو عويد يجعل في أنف البعير و نحوه يشدّ به الزمام ليكون أسرع لانقياده، مشتقّ من خشّ في الشيء إذا دخل فيه لأنّه يدخل في أنف البعير. (الغضاضة): الذلّة و المنقصة.
الاعراب:
(قصدها) الضمير يرجع إلى الحجّة و إلى غيرك خبر قدّم على القصد أى هذه حجّتى قصدها إلى غيرك.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 174
المعنى:
قوله عليه السّلام: (و زعمت أنّى لكلّ الخلفاء حسدت و على كلّهم بغيت- إلى قوله: ظاهر عنك عارها) هذا الفصل جواب عن قول معاوية: لقد حسدت أبا بكر و التويت عليه، إلى قوله: ثمّ كرهت خلافة عمر و حسدته، إلى قوله: لم تكن أشدّ منك حسدا لابن عمّك عثمان إلى قوله: و ما من هؤلاء إلّا من بغيت عليه و قال عليه السّلام فإن يكن ذلك كذلك أى لا نسلّم أوّلا على أنّى حسدت هؤلاء و أنت كاذب في دعواك هذه.
أقول: قد مرّ تحقيق ذلك في المختار 237 من باب الخطب في البحث عن الامامة من أنّ جميع الذّنوب أربعة أوجه لا خامس لها: الحرص و الحسد و الغضب و الشهوة فهذه منفية عن الامام (فراجع إلى ص 44 ج 16).
و ثانيا على فرض التسليم و المماشاة معكم في تلك الدعوى بأن تكون صادقا فيها فليس الجناية عليك حتّى أعتذر إليك و ذلك لما مرّ غير مرّة من أنّ معاوية لم يكن ولىّ دم عثمان كي يطلب دمه بل كلامه في ذلك من الفضول و خوض فيما لا يعنيه، على أنّ أمير المؤمنين عليّا عليه السّلام كان يذبّ عنه حتّى قال عليه السّلام:
ما زلت أذبّ عن عثمان حتّى أنّى لأستحى، و قد دريت أنّ عثمان قتل نفسه بأحداثه الّتي أحدثها ممّا نقمها الناس منه و طعنوا بها عليه فراجع إلى شرحنا على المختار التاسع من باب الكتب (ص 395 ج 17)، و قد تمثّل عليه السّلام تأكيدا لكلامه ليس الجناية عليك فيكون العذر إليك بقول أبي ذؤيب الهذلى و قد تقدّم بيانه في شرح اللغات على التفصيل.
ثمّ قد مضى نحو كلامه هذا في المختار التّاسع من باب الكتب حيث قال عليه السّلام: و ذكرت حسدي الخلفاء و إبطائى عنهم و بغيي عليهم فأما البغي فمعاذ اللّه أن يكون، و أمّا الإبطاء عنهم و الكراهة لأمرهم فلست أعتذر منه إلى الناس- إلخ (ص 330 ج 17).
قوله عليه السّلام: (و قلت: إنّي كنت اقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى ابايع- إلى قوله: بقدر ما سنح من ذكرها) هذا الفصل جواب عن قول معاوية: و تلكّأت
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 175
في بيعته حتّى حملت عليه قهرا تساق بحزائم الاقتسار كما يساق الفحل المخشوش.
و كان كلام معاوية في كتابه المنقول في شرح المختار التاسع (ص 327 ج 17) إلى أمير المؤمنين عليه السّلام: فكان أفضلهم في إسلامه و أنصحهم للّه و لرسوله الخليفة من بعده و خليفة خليفته، و الثالث الخليفة المظلوم عثمان فكلّهم حسدت و على كلّهم بغيت، عرفنا ذلك في نظرك الشزر و في قولك الهجر و في تنفّسك الصعداء و إبطائك عن الخلفاء تقاد إلى كلّ منهم كما يقاد الفحل المخشوش حتّى تبايع و أنت كاره.
و إنّما قال عليه السّلام: لقد أردت أن تذمّ فمدحت و أن تفضح فافتضحت، لأنّ قول معاوية: و تلكأت في بيعته حتّى حملت عليه قهرا تساق بحزائم الاقتسار، كما يساق الفحل المخشوش، و كذا قوله: و في إبطائك عن الخلفاء تقاد إلى كلّ منهم كما يقاد الفحل المخشوش حتّى تبايع و أنت كاره، اعتراف صريح بأنّ أمير المؤمنين عليّا عليه السّلام بايعهم على إجبارهم إيّاه، فلم يكن إجماع الامّة على خلافة الثلاث فلم يتمّ خلافتهم فاعترف معاوية بظلمهم عليّا عليه السّلام و أنّه عليه السّلام كان مظلوما، و كان معاوية جعل خلافتهم عرضة لأغراضه الفاسدة سيما الثالث منهم كما لا يخفى فأراد معاوية أن يذمّ أمير المؤمنين عليه السّلام فمدحه، و أن يفضحه فافتضح هو نفسه بكلامه قال اللّه تبارك و تعالى: «وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ» (فاطر 44).
ثمّ إنّ نحو هذا الإحتجاج وقع بين الأمير عليه السّلام و بين أبي بكر و قد أتى به الطبرسي في كتاب الاحتجاج قال: احتجاج أمير المؤمنين عليه السّلام على أبي بكر لمّا كان يعتذر إليه من بيعة الناس له و يظهر الانبساط له، عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال: لمّا كان من أمر أبي بكر و بيعة الناس له و فعلهم بعليّ لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط و يري منه الانقباض فكبر ذلك على أبي بكر و أحبّ لقاءه و استخرج ما عنده و المعذرة إليه ممّا اجتمع الناس عليه و تقليدهم إيّاه أمر الامّة و قلة رغبته في ذلك و زهده فيه، أتاه في وقت غفلة و طلب منه الخلوة فقال: يا أبا
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 176
الحسن و اللّه ما كان هذا الأمر عن مواطاة منّى و لا رغبة فيما وقعت عليه و لا حرص عليه و لا ثقة بنفسي فيما تحتاج إليه الامّة و لا قوّة لي بمال و كثرة العشيرة و لا استيشار به دون غيري فما لك تضمّر عليّ ما لم أستحقّه منك، و تظهر لي الكراهة لما صرت فيه و تنظر إلىّ بعين الشناءة لي؟.
قال: فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: فما حملك عليه إذ لم ترغب فيه و لا حرصت عليه و ثقت بنفسك في القيام به؟.
قال: فقال أبو بكر: حديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إنّ اللّه لا يجمع امّتى على ضلال و لمّا رأيت إجماعهم اتّبعت قول النّبيّ صلى اللّه عليه و آله و أحلت أن يكون إجماعهم على خلاف الهدى من الضلال فأعطيتهم قود الإجابة و لو علمت أنّ أحدا يتخلّف لامتنعت.
فقال عليّ عليه السّلام: أمّا ما ذكرت من قول النّبي صلى اللّه عليه و آله: إنّ اللّه لا يجمع امّتي على ضلال أ فكنت من الامّة أم لم أكن؟ قال: بلى، قال: و كذلك العصابة الممتنعة عنك من سلمان و عمّار و أبي ذرّ و المقداد و ابن عبادة و من معه من الأنصار؟ قال: كلّ من الامّة، قال عليّ عليه السّلام: فكيف تحتجّ بحديث النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أمثال هؤلاء قد تخلّفوا و ليس للامّة فيهم طعن و لا في صحبة الرسول و لصحبته منهم تقصير- إلى آخر الاحتجاج.
قال القاضي قدّس سرّه في إحقاق الحقّ: إنّ إجماع الامّة بأجمعهم على امامة أبي بكر لم يتحقّق في قت واحد و هذا واضح جدّا مع قطع النظر عن عدم حضور أهل البيت عليهم السّلام و سعد بن عبادة سيّد الأنصار و أولاده و أصحابه و لهذا طوى صاحب المواقف دعوى ثبوت خلافة أبي بكر بالإجماع و اكتفى في إثباته بالبيعة- إلى أن قال:
فإنّ بني هاشم لم يبايعوا أوّلا ثمّ قهروا فبايعوا بعد ستّة أشهر و امتنع عليّ عليه السّلام و لزم بيته و لم يخرج إليهم في جمعة و لا جماعة إلّا [إلى ] أن وقع ما نقله أهل
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 177
الأحاديث و الأخبار و اشتهر كالشمس في رابعة النهار حتّى أنّ معاوية بعث إلى عليّ عليه السّلام في كتاب كتبه إليه يقول فيه: انك كنت تقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى تبايع، يعيّره و يؤنّبه بأنّه لم يبايع طوعا و لم يرض ببيعة أبي بكر حتّى استكره عليها خاضعا ذليلا كالجمل إذا لم يعبر على قنطرة و شبهها فانه يكره و يخشّ بالرماح و غيرها ليعبر كرها.
فكتب إليه بالجواب عنه ما ذكر في نهج البلاغة المتواتر نقله عنه عليه السّلام و هذا لفظه: و قلت: انّى كنت اقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى ابايع، و لعمر اللّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت و أن تفضح فافتضحت و ما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكّا في دينه أو مرتابا في يقينه و هذه حجّتى إلى غيرك.
انتهى ما أردنا من نقل كلامه في المقام.
ثمّ قال أمير المؤمنين عليه السّلام: (و ما على المسلم من غضاضة) أى ذلة و منقصة (في أن يكون مظلوما) أى مغصوبا حقّه و هو الخلافة و الغاصب ظالم (ما لم يكن) المسلم المظلوم (شاكّا في دينه و لا مرتابا بيقينه) فهو عليه السّلام يشير إلى أنّه كان على يقين و بصيرة في دينه و لا يضرّه و لا يضلّه عدول الناس عن العدل و ميلهم إلى الجور و سيأتي كلامه عليه السّلام في المختار 62 من هذا الباب: انّى و اللّه لو لقيتهم واحدا و هم طلاع الأرض كلّها ما باليت و لا استوحشت و إنّى من ضلالهم الّذي هم فيه و الهدى الّذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسى و يقين من ربّى و إنّى إلى لقاء اللّه و لحسن ثوابه لمنتظر راج- إلخ.
كما مضى نحو كلامه هذا في المختار العاشر من باب الخطب: ألا و إنّ الشيطان قد جمع حزبه و استجلب خيله و رجله و إنّ معى لبصيرتى ما لبّست على بصيرتى نفسى و لا لبّس عليّ- إلخ، و كذا في المختار 135 من باب الخطب: و إنّ معى لبصيرتى ما لبّست و لا لبّس عليّ- إلخ.
و في الحديث الثاني عشر من كتاب العقل و الجهل من اصول الكافي للكليني قدّس سرّه روى بإسناد عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 178
جعفر عليه السّلام: يا هشام إنّ اللّه تبارك و تعالى بشّر أهل العقل و الفهم في كتابه- إلى أن قال عليه السّلام: يا هشام ثمّ ذمّ اللّه الكثرة فقال: «وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» و قال: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ» و قال: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ».
يا هشام ثمّ مدح القلّة فقال: «يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ...» و قال: «وَ قَلِيلٌ ما هُمْ» و قال: «وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ» و قال: «وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ» و قال: «وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ»* و قال: «وَ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ» و قال: «و أكثرهم لا يشعرون» الحديث.
ثمّ قال أمير المؤمنين عليه السّلام (و هذه حجّتى إلى غيرك قصدها و لكنّى أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها) يعنى عليه السّلام أنّ بيعته عليه السّلام الخلفاء على إجبارهم إيّاه و إكراههم إيّاه حجّة عليهم لما دريت من احتجاجه عليه السّلام على أبي بكر المنقول آنفا من كتاب الاحتجاج، و من احقاق الحقّ، و لما لم يكن معاوية في أمر الخلافة في شيء كما دريت آنفا من عدم كونه في مظنّة الاستحقاق بل كان غير لائق له رأسا و كان أجنبيّا من النّبي و الأنصار كليهما و لم يكن له حظّ و شأن فيه أصلا قال عليه السّلام: و هذه حجّتى إلى غيرك- إلخ.
و بما قدّمنا و حقّقنا في معنى قوله عليه السّلام: و قلت إنّي كنت اقاد كما يقاد الجمل المخشوش- إلخ، تعلم أنّ ما ذهب إليه الشارح البحرانى ليس كما ينبغي تركنا نقل كلامه مخافة التطويل و من شاء فليراجع إلى شرحه.
و لنذكر نبذة من كلام ابن قتيبة الدينوري في إكراه القوم عليّا أمير المؤمنين عليه السّلام للبيعة و إبايته البيعة فقال في كتاب الإمامة و السياسة المعروف بتاريخ الخلفاء (ص 11 من طبع مصر):
ثمّ إنّ عليّا كرّم اللّه وجهه اتي به إلى أبي بكر و هو يقول: أنا عبد اللّه، و أخو رسوله، فقيل له: بايع أبا بكر فقال: أنا أحقّ بهذا الأمر منكم لا ابايعكم و أنتم
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 179
أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، و احتججتم عليهم بالقرابة من النّبي صلى اللّه عليه و آله، و تأخذونه منّا أهل البيت غصبا؟ ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمّد منكم فأعطوكم المقادة، و سلّموا إليكم الإمارة و أنا احتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار، نحن أولى برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله حيّا و ميّتا، فأنصفونا إن كنتم تؤمنون و إلّا فبوءوا بالظلم و أنتم تعلمون.
فقال له عمر: إنك لست متروكا حتّى تبايع، فقال له عليّ: احلب حلبا لك شطره و اشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا، ثمّ قال: و اللّه يا عمر لا أقبل قولك و لا ابايعه، فقال له أبو بكر: فإن لم تبايع فلا أكرهك، فقال أبو عبيدة ابن الجرّاح لعلي كرّم اللّه وجهه: يا ابن عمّ إنّك حديث السنّ و هؤلاء مشيخة قومك، ليس لك مثل تجربتهم و معرفتهم بالامور و لا أرى أبا بكر إلّا أقوى على هذا الأمر منك و أشدّ احتمالا و اضطلاعا به، فسلّم لأبي بكر هذا الأمر، فانّك إن تعش و يطل بك بقاء فأنت لهذا الأمر خليق و به حقيق في فضلك و دينك و علمك و فهمك و سابقتك و نسبك و صهرك.
فقال عليّ كرّم اللّه وجهه: اللّه اللّه يا معشر المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمّد في العرب عن داره و قعر بيعته إلى دوركم و قعور بيوتكم، و لا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس و حقّه فو اللّه يا معشر المهاجرين لنحن أحقّ النّاس به لأنا أهل البيت و نحن أحقّ بهذا الأمر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب اللّه الفقيه في دين اللّه العالم بسنن رسول اللّه، المضطلع بأمر الرعيّة، المدافع عنهم الامور السّيئة القاسم بينهم بالسوية و اللّه إنّه لفينا، فلا تتّبعوا الهوى فتضلّوا عن سبيل اللّه فتزدادوا من الحقّ بعدا.
فقال بشير بن سعد الأنصاري: لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا عليّ قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف عليك اثنان.
قال: و خرج عليّ كرّم اللّه وجهه يحمل فاطمه بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله على دابّة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة فكانوا يقولون: يا بنت رسول اللّه قد مضت بيعتنا لهذا الرجل
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 180
و لو أنّ زوجك و ابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به، فيقول عليّ كرّم اللّه وجهه: أ فكنت أدع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في بيته لم أدفنه و أخرج انازع الناس سلطانه؟ فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلّا ما كان ينبغي له و لقد صنعوا ما اللّه حسيبهم و طالبهم.
قال: و إنّ أبا بكر تفقد قوما تخلّفوا عن بيعته عند عليّ، فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم و هم في دار عليّ فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب و قال: و الّذي نفس عمر بيده: لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة، فقال: و إن. فخرجوا فبايعوا إلّا عليّا فانّه زعمّ أنّه قال: حلفت أن لا أخرج و لا أضع ثوبى على عاتقى حتّى أجمع القرآن فوقفت فاطمة على بابها فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله جنازة بين أيدينا و قطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا و لم تردّوا لنا حقا.
فأتى عمر أبا بكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفذ و هو مولى له: اذهب فادع لي عليّا، فذهب إلى عليّ فقال له: ما حاجتك؟
فقال: يدعوك خليفة رسول اللّه، فقال عليّ: لسريع ما كذبتم على رسول اللّه فرجع فأبلغ الرسالة فبكى أبو بكر طويلا فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلّف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر لقنفذ: عد إليه فقل له: أمير المؤمنين يدعوك لتبايع، فجاءه قنفذ فأدّى ما امر به فرفع عليّ صوته فقال: سبحان اللّه! لقد ادّعى ما ليس له فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة فبكى أبو بكر طويلا ثمّ قام عمر فمشى معه جماعة حتّى أتوا باب فاطمة فدّقوا الباب فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول اللّه ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن أبي قحافة.
فلمّا سمع القوم صوتها و بكاءها انصرفوا باكين و كادت قلوبهم تنصدع و أكبادهم تنفطر و بقي عمر و معه قوم فأخرجوا عليّا فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذا و للّه الّذي لا إله إلّا هو
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 181
تضرب عنقك، قال: إذا تقتلون عبد اللّه و أخا رسوله، قال عمر: أمّا عبد اللّه فنعم و أمّا أخو رسوله فلا، و أبو بكر ساكت لا يتكلّم، فقال له عمر: ألا تأمرك فيه بأمرك، فقال: لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق عليّ بقبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يصيح و يبكي و ينادي يا ابن امّ إنّ القوم استضعفونى و كادوا يقتلونني.
قال فقال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى فاطمة فانا قد أغضبناها فانطلقا جميعا فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما فأتيا عليّا فكلّماه فأدخلهما عليها فلمّا قعدا عندها حوّلت وجهها إلى الحائط فسلّما عليها فلم تردّ عليهما السلام فتكلّم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول اللّه و اللّه إنّ قرابة رسول اللّه أحبّ إلىّ من قرابتى، و إنك لأحبّ إلىّ من عائشة ابنتى، و لوددت يوم مات أبوك أنّى متّ و لا أبقي بعده أ فترانى أعرفك و أعرف فضلك و شرفك و أمنعك حقك و ميراثك من رسول اللّه إلّا أنّى سمعت أباك رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: لا نورث ما تركنا فهو صدقة فقالت: أرأيتكما إن حدّثتكما حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله تعرفانه و تفعلان به؟ قالا: نعم، فقالت:
نشدتكما اللّه ألم تسمعا رسول اللّه يقول: رضا فاطمة من رضاى، و سخط فاطمة من سخطي، فمن أحبّ فاطمة ابنتى فقد أحبّنى، و من أرضى فاطمة فقد أرضانى، و من أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ قالا: نعم سمعناه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، قالت: فإنّي اشهد اللّه و ملائكته أنكما أسخطتماني و ما أرضيتماني، و لئن لقيت النّبي لأشكونكما إليه،- إلى أن قال ابن قتيبة: فلم يبايع عليّ كرّم اللّه وجهه حتّى ماتت فاطمة رضي اللّه عنها و لم تمكث بعد أبيها إلّا خمسا و سبعين ليلة إلخ.
قلت: إنّ كلام الأمير عليه السّلام يا ابن امّ إنّ القوم استضعفونى و كادوا يقتلونني، اقتباس من قول اللّه عزّ و جلّ فيما جرى بين موسى كليم اللّه عليه السّلام و أخيه هارون و بين قومه الظالمين حيث قال عزّ من قائل: «وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَ لَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَ لا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَ كانُوا ظالِمِينَ. وَ لَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَ رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَ يَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ. وَ لَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَ عَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَ أَلْقَى الْأَلْواحَ وَ أَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَ لا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِأَخِي وَ أَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ ذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ» (الأعراف: 149- 153).
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 182
و انّما تذكّر عليه السّلام في التجائه بقبر النّبي صلى اللّه عليه و آله بهذه الاية لأنّه عليه السّلام كان من النّبيّ بمنزلة هارون من موسى كما رواها الفريقان في جوامعهم الروائية و حديث المنزلة من الأحاديث المتواترة و قد نقل المحدّث الخبير الرّباني السيّد هاشم البحراني طيّب اللّه رمسه و أعلى مقامه في الباب العشرين من كتابه القيّم الموسوم بغاية المرام و حجّة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص و العامّ مائة حديث من طريق العامّة في قول النّبي صلى اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدى، و في الباب الحادي و العشرين منه سبعين حديثا من طريق الخاصّة في ذلك.
فاذا كان لأمير المؤمنين عليّ عليه السّلام تلك المنزلة السامية ففي استشهاده بالاية يظهر مطالب لاولى الدراية فتأمّل فيما تلوناه عليك من الايات القرآنية.
ثمّ إنّ كلام أبي بكر لفاطمة عليها سلام اللّه المتعال: انّى سمعت أباك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: لا نورث إلخ، فيظهر ما فيه بالتأمّل في ما أفاده العلّامة الحلّى قدس سرّه في كتابه الموسوم بكشف الحقّ حيث قال: و من المطاعن الّتي رواها السنّة في أبي بكر أنّه منع فاطمة ارثها فقالت له:
يا ابن أبي قحافة أترث أباك و لا أرث أبي، و احتجّ عليها برواية تفرّد بها هو عن جميع المسلمين مع قلّة رواياته و قلّة علمه و كونه الغريم لأنّ الصدقة يحلّ عليه فقال لها: إنّ النّبي صلى اللّه عليه و آله قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، و القرآن مخالف لذلك فإنّ صريحه يقتضى دخول النّبى صلى اللّه عليه و آله فيه بقوله تعالى: «يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ»
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 183
و قد نصّ على أنّ الأنبياء يورثون فقال اللّه تعالى «وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ» و قال عن زكريّا «وَ إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَ كانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ».
و ناقض فعله أيضا بهذه الرواية لأنّ أمير المؤمنين و العبّاس اختلفا في بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سيفه و عمامته و حكم بها ميراثا لأمير المؤمنين عليه السّلام و لو كانت صدقة على عليّ عليه السّلام كان يجب على أبي بكر انتزاعها منه، و لكان أهل البيت الّذين حكى اللّه تعالى عنهم بأنه طهّرهم تطهيرا مرتكبين ما لا يجوز، نعوذ باللّه من هذه المقالات الردّية و الإعتقادات الفاسدة.
و أخذ فدك من فاطمة و قد وهبها أباها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فلم يصدّقها مع أنّ اللّه تعالى طهّرها و زكّاها و استعان بها النّبي صلى اللّه عليه و آله في الدّعاء على الكفّار على ما حكى اللّه تعالى و أمره بذلك فقال له: «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ» فكيف يأمره اللّه تعالى بالاستعانة و هو سيّد المرسلين بابنته و هي كاذبة في دعواها غاصبة لمال غيرها نعوذ باللّه من ذلك.
فجاءت بأمير المؤمنين عليه السّلام و شهد لها فلم يقبل شهادته قال: إنّه يجرّ إلى نفسه و هذا من قلّة معرفته بالأحكام، و مع أنّ اللّه تعالى قد نصّ في آية المباهلة أنه نفس رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فكيف يليق بمن هو بهذه المنزلة و استعان به رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بأمر اللّه تعالى في الدّعاء يوم المباهلة أن يشهد بالباطل و يكذب و يغصب المسلمين أموالهم نعوذ باللّه من هذه المقالة.
و شهد لها الحسنان عليهما السّلام فردّ شهادتهما و قال: هذان ابناك لا أقبل شهادتهما لأنهما يجرّ ان نفعا بشهادتهما، و هذا من قلّة معرفته بالأحكام مع أنّ اللّه تعالى قد أمر النّبيّ صلى اللّه عليه و آله بالاستعانة بدعائهما يوم المباهلة فقال: «أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ» و حكم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بأنهما سيّدا شباب أهل الجنّة فكيف يجامع هذا شهادتهما بالزور و الكذب و غصب المسلمين حقّهم نعوذ باللّه من ذلك.
ثمّ جاءت بامّ أيمن فقال: امرأة لا يقبل قولها: مع أنّ النّبي صلى اللّه عليه و آله قال: امّ
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئى)، ج 19، ص: 184
أيمن امرأة من أهل الجنّة فعند ذلك غضبت عليه و على صاحبه و حلفت أن لا تكلّمه و لا صاحبه حتّى تلقا أباها و تشكو له فلمّا حضرتها الوفاة أوصت أن تدفن ليلا و لا يدع أحدا منهم يصلّى عليها و قد رووا جميعا أنّ النّبي صلى اللّه عليه و آله قال: يا فاطمة إنّ اللّه يغضب لغضبك و يرضى لرضاك، انتهى كلامه قدس سرّه في المقام.
الترجمة:
پنداشتى كه من بر خلفا حسد بردم، و بر آنان ستم كردم، اگر اين طور است به تو چه، دخل و ربطى به تو ندارد كه از آنان بيگانه اى. و گفتى: مرا چون شتر مهار كرده براى بيعت بردند، خواستى از اين گفتارت مرا نكوهش كنى ستودى، و خواستى رسوايم كنى رسوا شدى، خوارى براى مسلمانى كه مظلوم گردد ولى در دينش و در يقينش دو دل نباشد نيست. اين سخنانم حجّت بر ديگرانست، روى سخنم با تو نيست، پاره از آنها پيش آمد و گفتم.